احتفل جنوب السودان اليوم السبت، بالذكرى الـ(37) لتأسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، التنظيم الحاكم في دولة جنوب السودان حاليًا، والتي تصادف سنويًا 16 أيار/مايو، ولم يشهد هذا العام أي احتفالات رسمية وذلك نسبة لحالة الطوارئ المعلنة لمجابهة جائحة فيروس كورونا الجديد.
سلفاكير: تحل ذكرى الثورة هذا العام وسط ظروف استثنائية تمر بها البلاد، إذ تواجه تطبيق ثقافة تسوية النزاع تحديات عديدة، إلى جانب خطر جائحة فيروس كورونا الجديد
وقال رئيس الجمهورية، رئيس حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان، والقائد العام لقوات دفاع شعب جنوب السودان، الفريق أول سلفاكير ميارديت، في خطابه للشعب، بمناسبة ذكرى ثورة "16مايو"، إنها تحل هذا العام وسط ظروف استثنائية تمر بها البلاد، إذ يواجه تطبيق اتفاقية تسوية النزاع تحديات عديدة، إلى جانب خطر جائحة فيروس كورونا الجديد، وخطر المجاعة وانعدام الأمن الغذائي الذي يلوح في الأفق. وأضاف: "في هذا اليوم التاريخي، يجب أن نفكر في نجاحاتنا واخفاقاتنا، ونضع خططنا المستقبلية، واستراتيجية النهوض ببلادنا الحبيبة، وأود أيضًا أن أغتنم المناسبة لتنبيه شعبنا بالخطر الوشيك لجائحة فيروس كورونا الجديد".
اقرأ/ي أيضًا: أزمة مياه بمدينة الأبيض واتهامات لأنصار النظام البائد بافتعالها
وحيا الرئيس سلفا كير، تضحيات وإسهامات شهداء ثورة التحرير، وقال: "لا يمكننا إحياء ذكرى الثورة المجيدة، دون تكريم أبطالنا وبطلاتنا الذين سقطوا خلال الثورة، لذلك نحيي زعيمنا الراحل الدكتور جون قرنق دي مبيور، وكافة الشهداء العظماء، كما نقدر المساهمة الشجاعة لشعب جنوب السودان في الثورة". كما حيا قوات الجيش لاستمرارها في النضال من أجل كرامة الشعب، والدفاع عن البلاد، وقدم تهانيه لرئيس هيئة أركان الجيش الجديد، الجنرال جونسون جمعة أوكوت، وسلفه المنتهية ولايته الجنرال جونسون جوك رياك، على العمل والخدمة الممتازة، وتعهد بالدعم والوقوف خلفهم دفاعًا عن الجمهورية الفتية، بحسب تعبيره.
وأقر الرئيس سلفا كير، بالأخطاء التي ارتكبها القادة خلال السنوات الست الأخيرة، ووصف الصراع على السلطة "بالخيانة الكاملة للثورة ومبادئها وأهدافها"، ودعا إلى ترك الطموحات والمصالح الشخصية، ومعالجة الأخطاء والعودة إلى المسار الصحيح، من خلال تنفيذ الاتفاقية المنشطة لتسوية النزاع في البلاد.
وحث الأطراف على إيجاد الأرضية المشتركة وتجنب العودة إلى العنف، والتمسك بروح السلام والتعاون، وبناء الثقة من أجل تنفيذ الاتفاقية نصًا وروحًا، والتركيز على الحوار في تجاوز الخلافات، وإعطاء الفرصة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، بحسب حديثه.
وتابع: "يجب أن نمنح شعبنا الأمل، ونواصل رفع راية الحرية والعدالة والرفاهية، التي استشهدت في ظلها العديد من الأنفس. علينا تحويل تركيزنا بعيدًا عن أعدائنا التقليديين ومواجهة الأعداء الجدد، وهم: الأمية، الفقر، الأمراض، التخلف والمجاعة".
ودعا كير إلى إنهاء التهديد السنوي الذي تشكله المجاعة في البلاد، وتحمل مسؤولية توفير الغذاء للمواطنين وعدم الإعتماد على المساعدات التي تقدمها المنظمات الإغاثية العالمية، مشيرًا إلى أنه يجب استغلال إمكانات وطاقات الجيش لأغراض السلم مثل إنتاج الغذاء وتأهيل الطرق، كما دعا وزارة الزراعة لتفعيل الخطة الرئيسية للزراعة، وتحويل الأمن الغذائي إلى واقع عبر التعاون مع وزارة الدفاع.
وشدد الرئيس سلفا كير، على ضرورة الالتزام بتطبيق تدابير الوقاية من فيروس كورونا الجديد، وإعطاء اهتمام خاص للمواطنين الأكثر ضعفًا الذين يتأثرون سلبًا بتطبيق هذه القيود. وناشد المواطنين بالتقيد الصارم بقواعد التباعد الاجتماعي، سواء في المنازل أو الأماكن العامة، واتباع توجيهات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.
وتحتفل الحركة الشعبية لتحرير السودان، سنويًا في مثل هذا اليوم بذكرى تأسيسها في 16أيار/مايو 1983 وقادت الحركة وجناحها العسكري "الجيش الشعبي"، حربًا طويلة ضد الأنظمة المتعاقبة في الحكم بالسودان، استمرت (21) عامًا، وانتهت بالتوقيع على اتفاقية السلام الشامل في كانون الثاني/يناير 2005 بين الحركة والحكومة السودانية بقيادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم وقتها، وأفضت الاتفاقية لاحقًا إلى استقلال جنوب السودان عن السودان الأم، بعد تصويت مواطني جنوب السودان لصالح الانفصال في استفتاء لتقرير مصيرهم، أقيم في العام 2011 عقب انتهاء الفترة الانتقالية التي استمرت ست سنوات.
اقرأ/ ي أيضًا
حاكم كسلا: الوسائط الإعلامية أربكت المشهد بمعلومات مغلوطة عن الاشتباكات
شعبة الأدوية: هناك أزمة في الدواء ونطالب الحكومة بـ(25) مليون دولار شهريًا