09-أبريل-2023
حضر الإفطار لفيف من القادة العسكريين والسياسيين في البلاد (مجلس السيادة/فيسبوك)

حضر الإفطار لفيف من القادة العسكريين والسياسيين في البلاد (مجلس السيادة/فيسبوك)

أجمع الفرقاء السياسيون من المدنيين والعسكريين وأطراف السلام في السودان، على ضرورة الخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، كما تعهدوا بعدم العودة إلى ما قبل الحادي عشر من نيسان/أبريل 2019، العهد الذي كان يحكم خلاله نظام الرئيس المعزول عمر البشير، في ظل تباين واضح حول الأسس التي تدار بها العملية السياسية التي تسهلها الآلية الثلاثية الدولية، وتشارك فيها أطراف مدنية وعسكرية، وتقترب الكتلة الديمقراطية من المشاركة فيها وفق شروط متعلقة بنسب المشاركة.

قال البرهان خلال الإفطار الرمضاني الذي نظمه عضو مجلس السيادة الفريق أول ياسر العطا، بأنهم ظلوا يرددون ذات الحديث لمدة أربعة أعوام دون جديد

وقال رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان، إن المؤسسة العسكرية قديمة وراسخة ومنضبطة، وأنها لا تسعى لإثارة الفتنة والحروب، مشيرًا إلى أن المنهج الذي يدرس في الكلية الحربية يمنع الطلاب الحربيين من أن يثاروا أو يستثاروا - بحسب تعبيره.

وقال البرهان خلال الإفطار الرمضاني الذي نظمه عضو مجلس السيادة الفريق أول ياسر العطا، بأنهم ظلوا يرددون ذات الحديث لمدة أربعة أعوام دون جديد، معتبرًا أن البعض يفسر صمتهم وتحملهم بأنه ضعف وعدم رغبة أو عدم اهتمام بشأن الناس، وتابع: "لكن هذه تكتيكات العسكريين والحاجة العايزنها بنحفر ليها بالإبرة عشان نصلها" - حد قوله.

ونوه البرهان إلى ضرورة عدم تفسير صبرهم وصمتهم بأنه ضعف، وتابع: "ما نزال نمد حبل الصبر وننظر للناس على أمل أن يخرجوا بالبلد لبر الأمان".

وأشار البرهان إلى  التجاذب بين المجموعات السياسية، وأوضح أنه يترجاهم جميعا

أن يتنحوا جانبًا، لإفساح المجال لآخرين، مشيرًا إلى الأطراف كلها من الجيش والكتلة الديمقراطية والمجلس المركزي للحرية والتغيير، وزاد: "ضيعنا أربع سنين ونتحدث نفس الحديث، ولا أحد يريد القبول بالآخر".  

واتهم البرهان بأن الجميع يريد مزيدًا من السلطة من أجل المحاصصة، بالرغم من أن الجميع يقول بأنه لا يريد محاصصة، مشيرًا إلى ضرورة الجلوس والتفكير في الوطن وليس في المكسب اللحظي.

وقال:"لذلك يجب علينا جميعًا أن نذهب ونتنازل ونفسح المجال لآخرين ما عندهم حاجة في نفسهم ضد الآخرين".

واقترح البرهان الذهاب  لخيار الانتخابات حال فشلوا في تكوين أكبر كتلة من التوافق الوطني، مشيرًا إلى أن التوافق الكامل لن يتحقق، لكن أكبر كتلة من التوافق لتقود البلد والتغيير - بحسب قوله.

وجدد البرهان تأكيده الالتزام بالعملية السياسية، وأضاف بأنه "ملتزم بها ويقاتل من أجلها، لأن بها ضوء في آخر النفق يخرج البلد لبر الأمان" - على حد قوله.

ودعا عضو مجلس السيادة، الفريق أول ياسر العطا، جميع الفاعلين السياسيين للعمل من أجل الوطن وشعبه، وأن يترجموا ما استشهد من أجله الشباب، وأضاف العطا: "الوطن أولًا، وكل ما تحته ودونه لخدمة الوطن وشعبه الكريم". وتابع: "استحلفكم بالله ان تتفقوا من أجل الوطن، اتفقوا فالمسافات بينكم قريبة وليست بعيدة، اتركوا المناورات جانبًا من أجل أجندة الوطن، اتفقوا من أجل أن ننتصر للوطن وليس لذواتنا وطموحاتنا ومصالحنا".

وقال الناطق الرسمي باسم العملية السياسية خالد عمر يوسف، إن كل الحديث الذي قيل من كل الأطراف يشير إلى ضرورة التوافق والمضي في الاتجاه الصحيح، وأضاف خلال حديثه بأن الذي ينقصهم في هذه اللحظة هي "الإرادة اللازمة" في اتخاذ القرارات التي تمضي بالبلد في الاتجاه الصحيح، وتابع: "البلد الآن في أكثر مراحل تاريخها هشاشة، والانقسامات في كل اتجاه، لكن هذه الانقسامات غير حقيقية، ومن صٌنع فئة قليلة كانت تتحكم في السودان لثلاثين عامًا عبر الانقسامات".

وقال خالد عمر إن النظام البائد أحدث انقسامًا في القوى السياسية وكذلك في مؤسسات الدولة المختلفة وحتى المؤسسة العسكرية، وأضاف: "لم يحدث في تاريخ السودان من تسبب في أذى للقوات المسلحة مثلما فعل نظام المؤتمر الوطني، ولذلك الانقسام بين المدنيين والعسكريين مصنوع وغير حقيقي، وكذلك الانقسام بين القوات المسلحة والدعم السريع غير حقيقي ومصنوع".

جانب من الحضور في الإفطار
جانب من الحضور في الإفطار

وأوضح خالد عمر أن الانقسام الحقيقي بين فئتين، بين القوى التي تريد تغيير وقطيعة مع مشروع الاستبداد الذي حدث في النظام السابق، وبين الذين يريدون إرجاع الساعة إلى ما قبل 11 نيسان/ أبريل ، مؤكدًا أن عجلة الساعة لن تعود،  وأن تيار التغيير ليس ضد المؤسسة العسكرية أو ضد أي جهة، بل ضد نظام "باطش حكم السودان لثلاثين عامًا"، وزاد بأنهم لن يسمحوا له بالعودة مرة أخرى.

وقال الناطق باسم العملية السياسية إنهم جميعًا متحدين حول هذا الأمر، وكذلك في أن ينقلوا البلاد من مشروع الاستبداد إلى المكان الذي تستحقه، وتابع: "هذا المشروع لمصلحة البلد كلها ومن خلاله سيكون هناك جيش واحد، مهني وقومي، تنتهي فيه أي تدخلات سياسية أو حزبية من أي جهة لتوظف المؤسسة العسكرية في مشاريع سلطة خاصة بها، وهو مشروع الحكم المدني الديمقراطي الذي يعمل من أجل دولة بلا تمييز على أي أساس، وسنبلغ هذا المشروع وسيُهزم مشروع النظام البائد".

وقال رئيس اللجنة السياسية التابعة للحرية والتغيير- الكتلة الديمقراطية مني أركو مناوي، إنهم لا يريدون العودة لما قبل 11 نيسان/ أبريل 2019، وتابع: "بالنسبة لنا ما قبل 11 أبريل ألم وموت ودموع ودماء؛ لن نرجع له".

وأوضح مناوي أن الصراع الذي بينهم والمجلس المركزي هو عدم القبول بالآخر، مشيرًا إلى أنهم يرحبون بالمجلس المركزي وهذا موقفهم.

وتابع مناوي: "النداء الذي جاء من الجنرال العطا، وكذلك من كلمات خالد عمر، نحن نلتقط السلام من بين مليون فرصة للحرب، نحن معكم ونحن جزء منكم ويجب أن نجلس مع بعض لإخراج البلد من المأزق الذي تعيشه، وأن يقودنا العقل الجمعي نحو السلام الدائم".