29-سبتمبر-2022
معسكر للنازحين

جانب من معسكرات النازحين في دارفور

تعيش النساء في مخيمات النزوح في دارفور في أوضاع إنسانية بالغة التعقيد، إذ أجبرت الحرب التي اندلعت في العام 2003 ما لا يقل عن (480) ألف شخص من النازحين من قرى دارفور على العيش في مخيم "زمزم" للنازحين، جنوب غرب مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور بنحو (12) كيلومترًا.

في زيارة لمخيم زمزم استطلعنا عددًا من النساء عن أوضاعهن الإنسانية ومدى توفر الخدمات الأساسية من صحة وتعليم ومياه

في زيارة لمخيم زمزم استطلعنا عددًا من النساء عن أوضاعهن الإنسانية ومدى توفر الخدمات الأساسية من صحة وتعليم ومياه، والظروف غير الطبيعية التي تعمل فيها النساء.

وروت نازحات في الجزء الجنوبي من معسكر زمزم لـ"الترا سودان" - عن أحوال النساء ومعاناتهن في ظل انعدام خدمات الصحة الإنجابية وعدم توفر قابلات في معظم المراكز الصحية. وأشرن إلى طبيعة عمل المرأة في المعسكر من مهن "هامشية وشاقة" لا تناسب المرأة.

https://t.me/ultrasudan

وتشير الاستطلاعات إلي فقدان الأمل عند النساء من تعليم أبنائهن في ظل ارتفاع تكاليف التعليم الخاص وضعف التعليم الحكومي مع ازدياد أعداد الطلاب مقارنةً بالمؤسسات التعليمية داخل المعسكر.

وتقول إحسان إبراهيم أحمد (47 عامًا) إن النساء يمثلن (70%) من السكان داخل المعسكر، وليست لهن "حقوق كافية" في المعسكر، لافتةً إلى عملهن في "الأعمال الشاقة مثل العتالة وأعمال البناء اليدوية وغيرها". وتضيف إحسان في حديثها لـ"الترا سودان" أن المرأة النازحة تعاني من "انعدام الأمان" عند الخروج من المعسكر لكسب العيش، مشيرةً إلى خطر تعرضهن إلى الاعتداء الذي لم تسلم منه حتى الفتيات دون سنّ الـ(12) عامًا – حسب قولها .

وفيما يخص الصحة الإنجابية، توضح إحسان أن المعسكر به مستشفى واحد للنساء والتوليد وسيارة إسعاف واحدة، كاشفةً عن تعرض معظم النساء الحبليات لحالة حرجة عند الولادة في غياب العدد الكافي من القابلات، بالإضافة إلى أن معظم حالات النزيف لا يقابلها إسعاف عاجل – وفقًا لإحسان.

وتعدد إحسان عدد المرافق الصحية بالمعسكر البالغ عددها ثلاثة مستشفيات علاجية وثلاثة مراكز لتغذية الأطفال، ومع هذا العدد من المرافق الصحية، تقول إحسان إن هناك شحًا في الدواء مع ارتفاع أسعاره في الصيدليات الخاصة.

وتطالب إحسان إبراهيم الجهات الرسمية بضرورة توفير الأمن داخل المعسكر مع الإيفاء بالخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة، خاصةً "رياض الأطفال وخلاوى النساء" .

وتروي مريم محمد أبكر رجب (55 عامًا) التي قدمت إلى معسكر "زمزم" منذ العام 2009 من منطقة "مهاجرية" حكايتها لـ"الترا سودن"، موضحةً أن الأسباب الأساسية في النزوح هي عمليات القتل والاغتصاب التي تعرضت لها النساء في أماكن متفرقة في مناطقهم الأصلية. وتضيف أن النساء بالمعسكر يواجهن "ظروف سيئة" في ظل عدم وجود فرص عمل كافية. وبينت أنهن يكتفين بالغسيل داخل المنازل على ضعف الدخل منها. وتشير مريم إلى أن النساء لا يجدن سبيلًا إلى العمل الزراعي أو المشاريع الصغيرة، لافتةً إلى "الهجوم المستمر على أطراف المعسكر من قبل الرعاة على المزارِع."

فيما تكشف زينب إبراهيم إزيرق (42 عامًا) عن معاناتهم مع عمل المنظمات التي تقدم الإغاثة الشهرية للنازحين. وتقول إن التصنيف يأتي على فئات، إذ تصنف كروت الإغاثة بين نصف سنوية ومستمرة وموسمية. وأوضحت أن بعض الأسر بها نحو (10) أفراد ومع ذلك لا يحصل إلّا فرد واحد على الكرت المستمر.

وبحسب زينب، فإن ما يُقدم من إغاثة في حدود جوال ذرة وهو غير كافٍ للأسر الكبيرة التي تحتاج إلى دعم كبير لسد احتياجاتها. ولفتت زينب إلى غياب المنظمات في فترة من الفترات بسبب "التقارير الخاطئة" عن المعسكر والنازحين، ولكنها استدركت قائلةً إن العمل الإنساني عاد بصورة أفضل هذا العام.