12-يوليو-2023
المبعوث الأممي إلى السودان فولكر بيرتس

(Getty) فولكر بيرتس رئيس بعثة يونيتامس في السودان

في تصريحات قد تزيد من تعقيد العلاقة بين الحكومة السودانية ورئيس بعثة "اليونيتامس" فولكر بيرتس، قال المبعوث الأممي إن الحكومة فقدت السيطرة على البلاد وثقة دول المنطقة.

ونقلت شبكة "الجزيرة" اليوم الأربعاء تصريحات على لسان المبعوث الأممي إلى السودان فولكر بيرتس قال فيها إن "ما تسمى الحكومة الحالية في السودان فقدت السيطرة على البلاد وثقة دول المنطقة". وأشار بيرتس إلى أن اجتماع "الإيقاد" حقق تقدمًا من حيث مستوى الحضور وستتبعه لقاءات أخرى – وفقًا لما نقلت عنه "الجزيرة".

ناشط حقوقي لـ"الترا سودان": تصريحات فولكر بيرتس ناتجة عن شعوره بالغضب من عدم ترحيب السودان به في أراضيه

وقال فولكر بيرتس إن بيان "الإيقاد" الختامي تأسف على عدم مشاركة الجيش وليس على عدم حضور الحكومة.

وبشأن رفض الحكومة السودانية التعامل معه، قال بيرتس إن الأمين العام للأمم المتحدة هو من يقرر مَن يمثله في السودان، موضحًا أن الخرطوم منعته من دخول البلاد وأن هذا يؤثر على جهود الأمم المتحدة في السودان.

وتأتي تصريحات فولكر بيرتس بعد اجتماعات "الإيقاد" الثلاثاء الماضي في أديس أبابا والتي صدرت خلالها تصريحات قالت عنها الحكومة السودانية إنها تمس سيادة الدولة السودانية.

وكانت الخلافات بين بيرتس والحكومة السودانية مثل شرارة تحت الرماد خلال العامين الماضيين ولا سيما بعد الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 الذي قاد بيرتس في أعقابه مبادرة لإنهاء الانقلاب وإعادة الحكم المدني، وكثيرًا ما واجه الرجل اتهامات بالانحياز إلى جماعات سياسية معينة.

https://t.me/ultrasudan

ومنذ أيار/مايو الماضي، غادر فولكر بيرتس مدينة بورتسودان شرقي السودان، بعد أن وصل إليها جراء اندلاع المعارك العسكرية في العاصمة الخرطوم، ومن بورتسودان غادر إلى نيويورك لتقديم تقرير عن النزاع المسلح بين الجيش والدعم السريع أمام مجلس الأمن الدولي. وأدى التقرير إلى تعكير العلاقة تمامًا بين بيرتس والحكومة السودانية التي سارعت إلى إعلان أن فولكر بيرتس "شخص غير مرغوب فيه في السودان"، ما اضطر بيرتس إلى نقل مقر إقامته إلى العاصمة الكينية نيروبي.

وفي المقابل، هناك من يتفق مع توجهات الحكومة السودانية، ويتهم فولكر بيرتس بعدم الحياد والانحياز إلى قوات الدعم السريع ولا سيما خلال تقرير قدمه إلى مجلس الأمن في أيار/مايو الماضي، اتهم فيه "طرفي النزاع" بارتكاب الانتهاكات في حرب السودان – حسب ما يقول الناشط الحقوقي محمد كمال.

ويقول كمال لـ"الترا سودان" إن "الأدهى والأمرّ" هو صمت بيرتس عن هجوم قوات الدعم السريع على مقر بعثة "اليونيتامس" في الخرطوم ونهبه بالكامل بحسب الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة في مقر البعثة، لافتًا إلى أن البعثة لم تتحدث عن الانتهاكات التي طالت مقار البعثات الدبلوماسية في الخرطوم.

ويعتقد كمال أن عدم ترحيب السودان بالمبعوث الأممي فولكر بيرتس من حق أي بلد وحدث في دول عديدة قررت إبعاد المبعوثين الأمميين واستجابت لها الأمم المتحدة – حد قوله.

ويوضح الناشط الحقوقي محمد كمال أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تظهر مساندتها لفولكر بيرتس عندما أعلنت الحكومة السودانية عدم ترحيبها في أراضيها بالمبعوث الأممي، مضيفًا أن هناك "همس متداول" في أروقة الأمم المتحدة بأن واشنطن لم تبدِ حماسًا لأداء فولكر بيرتس في السودان.

ويرى محمد كمال أن تصريحات بيرتس ناتجة عن شعوره بالغضب من عدم ترحيب السودان به في أراضيه. ولفت إلى أن القضايا بين الأمم المتحدة والبلدان لا تتخذ على النحو الذي يعمل به فولكر بيرتس.

ويقول كمال إن فولكر بيرتس عمل في سوريا وكان منحازًا إلى الرئيس السوري بشار الأسد ولم يتمكن من إرسال قوات حفظ السلام إلى هناك رغم الانتهاكات المريعة التي ارتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري – بحسب كمال.

وتقلد فولكر بيرتس الدبلوماسي الألماني رئاسة بعثة "اليونيتامس" إلى السودان منذ العام 2020 بطلب من الحكومة السودانية. وعقب الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 عمل بيرتس على مبادرة ضمن الاتحاد الأفريقي و"الإيقاد" لإجراء عملية سياسية تنهي الانقلاب العسكري وتعيد الحكم المدني في البلاد.

ويُعرف فولكر بأنه يعمل ضمن تحالفات لديها تطلعات نحو الديمقراطية. وصرح العام الماضي في مقابلات تلفزيونية بأن العملية السياسية مصممة لمجموعات سياسية، وأنه يفضل عدم إشراك مجموعات واسعة، وجلب إليه هذا الموقف غضب قوى سياسية سودانية تراه منحازًا إلى قوى مدنية بعينها.

 فولكر بيرتس ومحمد الحسن ولد لبات
رئيس "اليونيتامس" ومبعوث الاتحاد الأفريقي خلال اجتماع للآلية الثلاثية في السودان (Getty)

ويقول المحلل السياسي علاء الدين بشير في حديث إلى "الترا سودان" إن بيرتس يشعر بالغبن من قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وبقية الجنرالات، ويحاول بيرتس منح قوة دفع لمنبر "الإيقاد" لأن الجيش رفض التعامل مع مبادرة المنظمة – بحسب تحليله.

وأضاف بشير: "في الوقت نفسه، يحاول فولكر بيرتس خفض قيمة اجتماع القاهرة غدًا الخميس حتى لا يقوم منبر جديد لمصلحة العسكر، لأن الجنرالات في الجيش يبحثون عن منبر يعترف بهم ممثلين شرعيين للدولة وألا تتم المساواة بينهم والدعم السريع".