17-أغسطس-2023
أعمدة دخان في سماء الخرطوم

تدمرت العديد من المنشآت الحكومية نتيجة الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع (Getty)

بدأ سلاح الطيران التابع للجيش السوداني عمليات قصف جوي شرقي العاصمة الخرطوم حيث تتمركز قوات الدعم السريع منذ بداية النزاع المسلح في منتصف نيسان/أبريل الماضي.

بعد هدوء نسبي استمر أيامًا عادت المعارك العسكرية اليوم بعنف في الخرطوم وأم درمان واستخدم فيها سلاح الجو والمدافع

كما سُمع دوي المدافع في أحياء أم درمان القديمة والتي شهدت اشتباكات هي الأعنف من نوعها منذ أسبوعين. وقال سكان إن هجمات عنيفة بدأت اليوم الخميس في ذات المنطقة بقصف مدفعي مكثف لم يتمكنوا من تحديد اتجاهاته.

وبعد هدوء نسبي استمر أيامًا عادت المعارك العسكرية اليوم بعنف في الخرطوم وأم درمان استخدم فيها سلاح الجو والمدافع، مع خفض لحركة القوات البرية بين الجانبين وفقًا لما نقل شهود عيان لـ"الترا سودان".

وقالت مريم التي تقيم في الثورة أم درمان لـ"الترا سودان" إن الوضع انتكس مرة أخرى. "سمعنا دوي مدافع وأصوات رصاص من الأحياء القديمة في أم درمان مع تحليق مكثف للطيران الحربي" – أضافت مريم.

وقالت مريم إن الوضع الإنساني بات في أسوأ حالاته منذ بداية القتال بين الجيش والدعم السريع، لافتةً إلى توقف نشاط الأسواق التي كانت تعمل جراء الوضع الأمني.

https://t.me/ultrasudan

وذكرت مريم أن الوضع الأمني أدى إلى استمرار عمليات النهب للعديد من المنازل، مشيرةً إلى أن اللصوص يستغلون المعارك العسكرية لنهب المنازل والمحال التجارية.

وتأتي المعارك بالتزامن مع تحركات لقوى مدنية لإيقاف الحرب وبناء جبهة موسعة، لكن هذه التحركات تواجه برفض من بعض التيارات المؤيدة للحسم العسكري لما يسمونه "تمرد قوات الدعم السريع".

وتدخل الحرب شهرها الخامس، مخلفةً ثلاثة ملايين نازح إلى جانب (1.5) مليون لاجئ إلى دول الجوار، منهم مليون شخص في مصر في وضع إنساني صعب بسبب المعاناة الاقتصادية وفقدان مصادر كسب العيش.

وفي مدينة أم درمان قال حيدر لـ"الترا سودان" إن الأزمة الإنسانية بلغت ذروتها بسبب انعدام الممرات الآمنة إلى جانب فقدان مصادر كسب العيش وإغلاق الأسواق.

وأوضح حيدر أن الجيش بدأ منذ وقت مبكر اليوم بتحليق مكثف لسلاح الطيران، ولم يكن بالإمكان ممارسة الحياة اليومية بسبب صعوبة الحركة، كما أن الوضع الاقتصادي لمعظم الأشخاص غير مشجع لأن المال غير متوفر لشراء المستلزمات الضرورية.

ومن جهته، قال الباحث في مجال السلام مجاهد أحمد لـ"الترا سودان" إن ارتفاع نسبة العمليات العسكرية يعني أن الجيش تحول من خانة الدفاع إلى الهجوم على قوات الدعم السريع، وهذه الإستراتيجية –وفقًا لمجاهد– كانت متوقعة منذ بداية القتال نظرًا إلى أن قوات الدعم السريع ستُنهك مع مرور الوقت.

ويقول مجاهد أحمد إن الجيش يحاول الاستحواذ على مساحة واسعة كي يكون مستعدًا لأي تطورات سياسية مثل التفاوض.