عنصرية "الانتباهة" أمام القضاء

 بدأت النيابة العامة تحرياتها في قضية المادة الصحفية المنشورة بصحيفة "الانتباهة" يوم الجمعة الماضي تحت عنوان "ترحال" وما أثارته من ردود فعل عنيفة في المجتمع، حيث نشرت الصحيفة في عدد الجمعة 28 شباط/فبراير، مقالًا لكاتب اسمه الحاج علي صالح، عن امرأة قال إنها "مطلوقة" تسعى لتعليم النساء كرة القدم، ووصف المرأة بأنها "خادم جعليين".

وذهب كتاب وسياسيون إلى أن المادة المنشورة التي تبرأت منها الصحيفة تعبر  عن الصحيفة، التي سبق ونشرت الكثير من المواد التي وصفها المراقبون بالعنصرية

كلمة خادم في الثقافة السودانية هي المقابل للكلمة العربية "جارية" وتعود لأيام الرق وعلاقات العبودية التي كانت سائدة في السودان حتى فترة الاستعمار الإنجليزي. فيما بعد صارت كلمة "خادم" تطلق بشكل عنصري على كل امرأة من العناصر غير العربية في السودان.

وقد أحدث المقال ردود فعل غاضبة في أوساط مختلفة من فئات الشعب السوداني، وتعرضت الصحيفة لانتقادات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي، من الشباب والمثقفين. حتى اضطرت الصحيفة لنشر اعتذار رسمي عن نشر المادة، قائلة إن المادة لا تعبر عن الصحيفة وإن نشرها تم نتيجة خطأ غير مقصود، ولا تعبر عن الصحيفة التي أكدت أنها ستقوم بمحاسبة كل المسؤولين عن نشر المادة.

اقرأ/ي أيضًا: "خلوة" البكري.. اتهامات بالتعذيب والتجويع.. والشيخ ينكر

وصحيفة "الانتباهة" التي أسسها القيادي الإسلامي وخال الرئيس المخلوع الطيب مصطفى بدأت كصحيفة حزبية تعبر عن أفكار حزب "منبر السلام العادل"، وهو تيار يضم مجموعة من الإسلاميين الذين كانوا يطالبون بفصل جنوب السودان، ولا يعتقدون بوجود أي روابط يمكن أن تجمع شمال السودان وجنوبه. وذهب كتاب وسياسيون إلى أن المادة المنشورة التي تبرأت منها الصحيفة تعبر تعبيرًا حقيقيًا عنها، بعد أن سبق ونشرت الكثير من المواد التي وصفها المراقبون بالعنصرية.

وقد تعرضت صحيفة الانتباهة قبل سقوط النظام لهجوم عنيف من كتاب موالين ومعارضين له، بعد نشرها إعلان توظيف سودانيات بالخليج العربي لإحدى وكالات التخديم، كان من ضمن الشروط المطلوبة للتقدم للوظائف المعلن عنها في الصحيفة أن تكون المتقدمة "بيضاء البشرة"، وقد اعتذرت الصحيفة أيضًا عن نشر ذلك الإعلان بعد الهجوم عليها.

اقرأ/ي أيضًا:

قانون الأحوال الشخصية السوداني.. مأسسة الإهانة؟

سودان بلا ختان..هدف للحكومة والمجتمع المدني والشباب