تظاهر اليوم السبت 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، المئات من المواطنين في شارع الستين شرق الخرطوم، معلنين رفضهم للتدخل الأجنبي في الشأن السوداني.
التظاهرة التي دعت لها مبادرة نداء أهل السودا ن للوفاق الوطني، تأتي رفضًا للاتفاق السياسي المرتقب بين العسكريين وقوى الحرية والتغيير"المجلس المركزي"، حيث طالبت قيادات في الإدارات الأهلية والأحزاب بتمزيق مسودة الإعلان الدستوري للجنة التسييرية لنقابة المحامين، ودعت الجيش للانحياز إلى المتظاهرين الرافضين للتسوية.
ممثل المؤتمر الشعبي دعا الجنود والضابط للنظر إلى جموع الرافضين للتسوية
وتجمع المئات اليوم السبت في موكب أطلق عليه المنظمون اسم "موكب الكرامة"، ويتهم المنظمون بأنهم مقربون من حزب المؤتمر الوطني المحلول وبعض الأحزاب الإسلامية، وأحزاب سياسية وكيانات اجتماعية أخرى تقف ضد المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير.
وذكر الأمين العام لتنسيقية شرق السودان في المنصة الرئيسية، مبارك النور، أن التسوية القادمة بين "الحرية والتغيير" والعسكريين مرفوضة، قائلًا: "سنمزقها ونمزق مسودة الإعلان الدستوري المقدمة من اللجنة التسييرية لنقابة المحامين".
وأشار النور إلى أن السودانيين يريدون مصالحة وطنية شاملة، وليس تسوية ثنائية، داعيًا للتظاهر ورفض العملية السياسية الجارية.
من جهته قال القيادي بحزب المؤتمر الشعبي الصديق محمد أحمد في خطابه أمام الحشد: "نحن حريصون على هذه البلاد وهذه رسالة لقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي".
وأردف: "نحن لا نؤمن بوطن يُقصي أحدًا ولن ندعم إقصاء أحد ولن نسمح لأحد بإقصائنا، ونقول لكم لقد حاولتم أن تفرضوا مشروعكم المرفوض بالدبابات وقابله أهل السودان بالفداء والتضحية".
وتابع الصديق محمد أحمد: "مشروعكم الذي لم تنصره الدبابات لن ينصره إحراق إطارات السيارات في الشوارع، ونحن لا ندعي أننا نمتلك هذه البلاد، ونمد أيدينا لكن من أراد الاستقرار والتسوية الشاملة".
وأضاف أحمد: "من أراد السلطة عليه أن يذهب إلى صندوق الانتخابات لا تحريض الأطفال في الشوارع".
وزاد قائلًا: "لن نسمح لأحد بفرض أجندته، وهذه الأرض قاتل فيها الإمام المهدي وجمعية اللواء الأبيض، وغنى لها الفنانون وهذا تاريخنا ولن نسمح لأحد بفرض أجندته".
ولفت الصديق محمد أحمد إلى أنه يوجه رسالة إلى المؤسسة العسكرية في ذات الوقت، مضيفًا: "نحن نؤمن أن هذه القوات يجب أن تكون على مسافة واحدة من الجميع، وهذه الجموع هي التي قاتلت معكم ونصرتكم".
وتابع: "سنقاوم بالوسائل المدنية أي اتفاق ثنائي ضد إرادة الشعب وضد وجدانه، وهذه رسالة لقيادة المؤسسة العسكرية".
وزاد الصديق محمد أحمد قائلاً : "الرسالة أيضًا للجنود والضباط: أنظروا إلى هذه الجموع الحريصة عليكم. واجبكم الوقوف على مسافة واحدة من الجميع وحماية حقوق الناس كافة، وهي مسؤولية لا تقل عن قيادة المؤسسة العسكرية".
بينما قال ممثل الحراك الوطني فرح عقار مخاطبًا المتظاهرين: "نحن نناهض أي مشروع أجنبي يؤدي إلى الفتنة والتفتيت، ونحن نرفض أي تسوية سياسية محدودة العضوية تتجاهل السواد الأعظم".
وأشار عقار إلى أنهم يرفضون أي حوار يقصي السودانيين، لافتًا إلى أن جهات تقود السودان إلى حروب قبلية لإدخال العصابات ونهب موارد البلاد.
وقال فرح عقار إن مبادرة نداء أهل السودان ترفض إدخال المكونات القبلية في النزاع والاقتتال، متهمًا ما أسماها بـ"المشاريع الأجنبية" باستهداف البلاد.
من جهته قدم الناظر بابكر حاج عمر باكر إبراهيم، رئيس مبادرة نداء أهل السودان بولاية نهر النيل، الشكر للشيخ الطيب الجد لأنه أسس هذه المبادرة، لافتًا إلى أن السودانيين يعانون من الغلاء لأن العسكريين تأخروا في تشكيل الحكومة المدنية.
وأضاف: "قيادات الحرية والتغيير سبوا القوات المسلحة ولم يتورعوا في ذلك، وحتى اليوم يسمون الإجراءات التصحيحية في 25 أكتوبر بالانقلاب، والشعب كان غاضبًا على من يسب القوات المسلحة واستبشروا خيرًا بإجراءات قائد الجيش في ذلك الوقت".
وقال بابكر إن مسودة الإعلان الدستوري لنقابة المحامين "لا تشبه قيمنا ولا ديننا ولا توجهنا"، واصفًا اللجنة التسييرية للنقابة بأنها غير شرعية، وأوضح أن "الجميع يعرفون مصدر الإعلان الدستوري وأصله وترجمته".
وأوضح بابكر مخاطبًا الحشد : "كيف لنا ان نقبل دستور أقره لنا الأميركيون والأوروبيون لا يحتوي على عبارة بسم الله الرحمن الرحيم ويقف على مسافة واحدة من الأديان، والغالبية في السودان مسلمون، وإخوتنا المسيحيون يجدون كل الاحترام". وزاد قائلًا: "ماذا تعني علمانية الدولة؟".
وأضاف: "رسالتنا للمكون العسكري أننا نرفض بشدة مسودة الإعلان الدستوري، ويجب تشكيل حكومة كفاءات وطنية انتقالية وتسليم السلطة لحكومة منتخبة. وذهابهم إلى الثكنات يكون بعد ذهاب الأحزاب إلى الانتخابات".
وطالب بابكر قائد الجيش بطرد رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس والسفير الأمريكي من السودان وأردف: "لا للعلمانية".
موسى هلال يدعو إلى الانخراط في القوات المسلحة لمنع الأجانب
بينما قال رئيس مجلس الصحوة الثوري موسى هلال في خطاب بالمنصة الرئيسية للموكب: "نحيي جميع الكتل السياسية يمينها ويسارها، ونرفض الدساتير التي جاءت من خارج البلاد".
وأضاف هلال: "لا نريد دستوريًا أجنبيًا، ونحيي القوات المسلحة وعلى رأسها القائد العام وأحيي قوات الدعم السريع على رأسها القائد محمد حمدان دقلو، ونحيي كل الحركات التي وقعت على السلام"، وتابع: "نريد من الشباب العام القادم الانخراط في القوات المسلحة حتى لا يلتحق بها الأجانب".
