قالت وكالة صوت أميركا إن القوات المسلحة السودانية عرضت على مراسليها أسلحة تقول إنها زودت بها الإمارات العربية المتحدة قوات الدعم السريع شبه العسكرية، مشيرة إلى أن ذلك يشكل انتهاكًا لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة في السودان.
الجيش السوداني عرض على الوكالة الأميركية أسلحة ومعدات زودت بها الإمارات قوات الدعم السريع
تقرير "صوت أميركا" المصور، والذي صدر اليوم الجمعة، 11 تشرين الأول/أكتوبر 2024، عرض صناديق أسلحة استخدمتها قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني، وتظهر على هذه الصناديق أختام القيادة اللوجستية للجيش الإماراتي. الصناديق تحمل كتابات تشير إلى أن دولة المنشأ هي الإمارات العربية المتحدة.
أشارت عديد التقارير الصحفية والرسمية والصادرة عن الأمم المتحدة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي من تقف خلف قوات الدعم السريع بتزويدها بالسلاح والمعدات عبر دولة تشاد، في الحرب الممتدة منذ (18) شهرًا في البلاد مسفرة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وما يرقى للتطهير العرقي على يد قوات الدعم السريع شبه العسكرية ذات السمعة السيئة والمتهمة بارتكاب فظائع كبرى منذ نشأتها في إقليم دارفور قبل أكثر من عشر سنوات وحتى تاريخ اللحظة الماثلة.
وبثت منصة الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة مقاطع فيديو تعرض الأسلحة والمعدات الإماراتية التي تمكن الجيش السوداني من اغتنامها من قوات الدعم السريع عقب المعارك الأخيرة في مناطق جبل موية في جنوب شرق البلاد.
دلائل تورط الامارات العربية المتحدة في دعم مليشيا آل دقلو الارهابية لقتل السودانيين
محور جبل موية
١٠ اكتوبر ٢٠٢٤مAs an extension of its sinful roles in the extermination of civilians and the destruction of the state, the support of the United Arab Emirates appeared to be… pic.twitter.com/VKAD7PIeSD
— القوات المسلحة السودانية (@SudaneseAF) October 10, 2024
الخبير الأميركي كاميرون هدسون قال في تصريح لـ"صوت أميركا" إن دولة الإمارات العربية المتحدة إذا أوقفت دعمها لقوات الدعم السريع بالسلاح وأمرت حلفاءها في المنطقة بإيقاف تزويدها بالسلاح فإن الحرب في السودان سوف تتوقف في وقت قريب. وأكد أن الدولة الخليجية تسعى لأن تحظى بنفوذ سياسي في السودان والمنطقة عبر قوات الدعم السريع، ذلك في إطار تنافسها مع المملكة العربية السعودية.
أسفرت الحرب السودانية عن نزوح أكثر من (10) ملايين سوداني ولجوء أكثر من مليوني شخص إلى دول الجوار، في أزمة إنسانية وكارثة تعد الأكبر في عالم اليوم، حيث دمرت الحرب البنية التحتية للبلاد وصاحبتها أعمال نهب وسلب كبرى، واختطاف وقتل للمدنيين.
الجيش السوداني عرض على مراسلي صوت أميركا قاذفات صواريخ ومركبات عسكرية تتبع للدعم السريع قال إنه لا يمكن أن تقدمها إلى هذه القوات التي تصفها السلطات السودانية بأنها "مليشيا متمردة"، إلا أبوظبي. وزارة الخارجية الإماراتية نفت تزويد الدعم السريع بالسلاح، وقالت للوكالة الأميركية إنها لا تقدم أي دعم أو معدات لأي من الأطراف المتصارعة في السودان.
كانت تقارير للأمم المتحدة قد أشارت إلى الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع، كما كشفت تحقيقات لـ"نيويورك تايمز" الأميركية عن إنشاء الإمارات لمطارات في تشاد لاستقبال الطائرات التي تحمل السلاح والعتاد إلى قوات الدعم السريع عبر الحدود الغربية للبلاد.
السودان اتهم الإمارات صراحة بالوقوف خلف هذه القوات المسؤولة عن جرائم مروعة ضد المدنيين في وسط وجنوب وغرب البلاد، وقال مسؤولون كبار في الدولة إنهم بصدد ملاحقة أبوظبي أمام المحافل الدولية عبر القانون.