18-أكتوبر-2022
شرحبيل مرام وابنه شريف

الفنان الكبير شرحبيل أحمد وابنه شريف والفنانة مرام على خشبة المسرح (تارا)

وسط حضور كبير، أحيا الفنان الكبير شرحبيل أحمد، حفلًا جماهيريًا برفقة الفنانة المصرية مرام محمد، بصالة تارا بشارع النيل بالخرطوم. واستمر الحفل ليومي الجمعة والسبت، بتنظيم مؤسسة نيرفانا الثقافية ورتينة.

وبدأ الحفل بأغنية "ستار ياليل"، للفنان شرحبيل بمشاركة ابنه الفنان شريف، وسط تصفيق واحتفاء الجمهور. بعدها بدأ شرحبيل أغنية "لو تعرف الشوق"، حيث كانت المصرية مرام  ترقص وتدندن على إيقاع هذه الأغنية، وشاركت الفنانة أيضًا مع شرحبيل وابنه شريف "أغنية قلبي دق" على المسرح.

وبعد عدد من الأغنيات السودانية، تقدمت الفنانة مرام محمد نحو المنصة لمشاركة الجمهور السوداني هذا اليوم، والذي وصفه شرحبيل بـ"الجميل"، حيث بدأت بـ"حبيبي تعال نتلم"، وبين أغنية سودانية وأخرى غنت أيضًا باللهجة المصرية، ومن الأغاني السودانية التي  أدتها  "سمسم القضارف"، و"نمشي شارع النيل".

يوم جميل

ويصف الفنان السوداني الكبير شرحبيل أحمد في حديثه لـ"الترا سودان"، الحفل الجماهيري الذي أحياه برفقة الفنانة المصرية مرام محمد، بـ"اليوم الجميل"، متمنيًا تكرار مثل هذه الحفلات في البلاد. وأكد أهمية التبادل الثقافي بين دول الجوار.

شرحبيل أحمد لـ"الترا سودان" الأغاني السودانية محبوبة، لذلك يتغنى بها غير السودانيين

وعدّ شرحبيل مشاركة الأغاني مع الفنانين الأجانب "أمرًا طبيعيًا"، وفي حال لم يحدث ذلك تصبح الأغاني السودانية بلا تأثير - على حد قوله. ويضيف شرحبيل بأن تجربة الغناء مع الفنانة مرام، أكدت أن الأغاني السودانية لديها تأثير وقبول خارجي.

فيما يتعلق بصعوبة السلم الموسيقي المستخدم في الأغاني السودانية، يقول الفنان شرحبيل أحمد، إن الأهم طريقة الأداء والأسلوب، مبيّنًا أنه يستمع و"يدندن" بأغاني فنانين أجانب، ولا يجد صعوبة في أدائها، مشيرًا إلى أن الأمر متبادل.

ويصف شرحبيل الأغاني السودانية وأفكارها اللحنية بـ"السهلة"، وعدّ ذلك سببًا في وصولها إلى الجمهور الخارجي والفنانين الأجانب، وأردف: "إنها محبوبة ولذلك يتغنى بها غير السودانيين".

وكانت الفنانة مرام أحمد قد تغنت  بأغنية "قلبي دق" للفنان المعروف شرحبيل أحمد دون إذنه، ويؤكد شرحبيل لـ"الترا سودان"، أنها لم تأخذ إذنًا عند أدائها لهذه الأغنية، موضحًا أنه ضد "احتكار الأغاني"، وعد أداءها للأغنية دون إذن منه "أمرًا طبيعيًا"، لجهة أنها أغنية واحدة، ولكنه رجع وقال: "في حال أدت أكثر من ثلاث أغاني خاصة بي، فإن ذلك يعرضها للمساءلة القانونية". وتابع مؤكدًا: "إذا تغنت بأغانٍ كثيرة لي واحتكرتها لنفسها، وتقاضت بموجبها مقابلًا ماليًا، فذلك يعرّضها للمساءلة القانونية".

ولدى استفساره عن أدائها للأغنية من دون استشارته في الحفل المشترك بالخرطوم، يوضح الفنان شرحبيل أحمد، أنه لم تتح له المساحة الكافية لسؤالها عن أخذ الأذن قبل أدائها لأغنية "قلبي دق".

تبادل ثقافي "هامشي"

ويقول الخبير في الثقافات هيثم الطيب في حديثه لـ"الترا سودان"، إن وجود التواصل الاجتماعي والثقافي أمر مهم، ويصبح التأثير والمشاركة للأغاني السودانية شيئًا طبيعيًا، ولكنه رجع وقال: "هناك قوة مؤثرة دائمًا، وهي الأكبر، وتظهر انعكاساتها في الطرف الآخر".

ويؤكد أن قيمة التأثير المشترك تكاد تكون متساوية، وشدد على ضرورة التفريق بين الأغاني السودانية الخالصة والأغاني المرتبطة بتواصل النوبيين في السودان والدول الأخرى، وعد هذا التواصل "تفاعلًا عرقيًا"، مشددًا على أهمية وجود التشابه في اللحن والأغاني، لجهة أن الثقافة والفكرة واحدة، ويكمن الفرق في أن كل دولة "منفصلة سياسيًا عن الأخرى"، طبقاً لهيثم الطيب.

ويقول الخبير في مجال الثقافات، إن هناك تشابهًا كبيرًا في الأغاني التراثية النوبية التي يتغنى بها المصريون والسودانيون، نسبة لوجود تبادل ثقافي كمي ونوعي يعتمد على حركة سكان البلدين. وعدّ التبادل الذي يتم بأنه "هامشي"، لجهة أن ليس هناك تواصل معرفي كامل بشكل مؤسسي، وكل ما يحدث اجتهادات فردية - بحسب تعبيره.

ويسلط هيثم الطيب الضوء على  الأغاني المصرية التي يرددها السودانيون، ويقول إنهم يرددونها في  الطقوس الخاصة بالزواج "الزفة"، ويؤكد أن هذا يدل على أن الواقع ليس به تبادل في كثير من الأحيان، وإنما محاكاة في نطاق ضيق.

واعتبر التبادل عملية ميكانيكية تحتاج لرؤى متشاركة ومتفاعلة في خطوط الأخذ والعطاء بشكل علمي، وترتيب متفق عليه، وهي عملية متقاطعة وتحتاج لتطبيق تدريجي لتحدث كاملة، ومضى بالقول: "الذي نراه الآن ترديد أغنيات في نطاق ضيق الفهم".