13-مايو-2024
نازحات جراء الحرب في السودان

تسببت الحرب في تشريد ما يقارب 10 ملايين شخص

لم يعد بوسع سكان مدينة أم روابة، الواقعة جنوبي ولاية شمال كردفان، الشعور أن الحياة طبيعية مع تدهور الوضع الأمني وشن الدعم السريع حملات عنيفة بحق الشبان، وفرض قيود على حركة المواطنين، إلى جانب نفاد مخزون الدقيق وتوقف معظم المخابز.

توقفت غالبية المخابز بسبب نفاد الدقيق ومنع القوافل من الدخول

ويقول شهود عيان لـ"الترا سودان" إن مواطني مدينة أم روابة يعيشون أجواء قاتمة مليئة بالعنف والفوضى بسبب قوات الدعم السريع، وزادت رقعة الانتهاكات منذ العاشر من أيار/مايو الماضي، ومع تنفيذ الجيش تقدمًا نحو المدينة، وتضيف قوات الدعم السريع الخناق على حركة المدنيين والأسواق.

المواطن "عصام" الذي غادر شمال كردفان فرارًا من الحرب، قال إنه عاش لحظات عصيبة في نقاط التفتيش بواسطة عناصر الدعم السريع، وأكد لـ"الترا سودان" أن الموت كان قريبًا طوال الوقت، وتعرض في الطريق إلى تحقيق مكثف في الحواجز العسكرية.

وقال عصام إن مدينة أم روابة أصبحت شبه معزولة من القرى المجاورة بعد توقف حركة المواصلات بسبب الوضع الأمني، وأوضح أن التجار يخشون من نهب السلع بالمتاجر، والعديد منهم لا يستطيع الوصول إلى متجره حتى.

وتسيطر الدعم السريع على مدينة أم روابة منذ أيلول/سبتمبر 2023، ومنذ ذلك الوقت تواجه المدنية فراغًا حكوميًا ولا تنتظم فيها الخدمات، خاصة سلاسل إمداد الوقود والغذاء.

ومع انتظام عمل شبكتي "زين" و"سوداني" خلال الشهر الماضي، خرجت الشبكتين عن الخدمة منذ ثلاثة أيام، وعادت "سوداني" بشكل متدرج ومتذبذب، وفقًا شهادات مواطنين غادروا أم روابة.

ويقول عصام إن غالبية المخابز توقفت بسبب نفاد مخزون الدقيق، وتعمل البقية بنسبة (30)%، ولا يحصل الناس على الخبز بشكل كافٍ في الأحياء، ولا يمكن الذهاب إلى خارج المناطق السكنية بسبب الحواجز العسكرية التي تنشرها الدعم السريع في جميع أنحاء أم روابة.

وأكد عصام أن الدعم السريع تشكك في غالبية الشباب وتوجه لهم الاتهامات بالانتماء للمقاومة الشعبية، وفي بعض الأحيان تشن حملات على بعض المنازل بحجة وجود المستنفرين.

وكانت قوات من الجيش تعرضت إلى كمين خارج مدينة تندلتي الواقعة شمالي أم روابة بولاية النيل الأبيض نهاية الأسبوع الماضي، وذلك أثناء تحركها لشن هجمات على الدعم السريع في أم روابة.

وأكدت الدعم السريع مسؤوليتها عن الكمين الذي أدى إلى فقدان عشرات الجنود من الجيش، وما يزال غالبيتهم في عداد المفقودين حتى الآن.

ومساء الأحد اندلع حريق في المحطة التحويلية لكهرباء أم روابة حسب شهود عيان، وتسبب في تلف المحطة بشكل كبير. وسيتطلب استعادة الخدمة وصول فريق فني من الشركة السودانية للكهرباء.

تعاني مدينة أم روابة أيضًا من شح المواد الغذائية والأدوية، وتعرض بعض المراكز الطبية الخاصة إلى النهب بواسطة مسلحين يعتقد أنهم على صلة بالدعم السريع، وفق ما يقول عصام.

مواطن: أفراد الدعم السريع يحضرون إلى المحلات ويطلبون المال مباشرة من التجار تحت بند رسوم حماية السوق

وقال عصام إن أفراد الدعم السريع يحضرون إلى المحلات ويطلبون المال مباشرة من التجار تحت بند رسوم حماية السوق، ويدفع أصحاب المحلات هذه الإتاوات مضطرين، رغم أن السوق -حسب عصام- يحتاج إلى الحماية من الدعم السريع لا جهة أخرى.

وقال عصام إن مواطني أم روابة بين مخاوف المغادرة ومطرقة الوضع المالي والتوجس من النزوح في ظل أوضاع اقتصادية صعبة، وتوقف الدخل المالي لدى الغالبية بسبب تعطل أنشطة الأسواق والمحاصيل والمطاعم والتبادل التجاري والمواصلات.

وخلال الشهر الماضي شن الجيش أكثر من ثلاث غارات جوية على تجمعات الدعم السريع في أم روابة، ولكن قوات الدعم السريع تتهم الطيران الحربي بقصف المدنيين، لا سيما في غرب وجنوب البلاد.