25-أكتوبر-2021

(Getty Images)

ألتراصوت- فريق التحرير

احتشد آلاف المتظاهرين في مناطق عدة من السودان اليوم الإثنين، 25 تشرين الأول/أكتوبر، احتجاجًا على التحركات الانقلابية في السودان، والتي بدأت منذ فجر اليوم عبر اعتقال عدد من المسؤولين المدنيين البارزين، وأنباء عن اختطاف رئيس الحكومة، عبدالله حمدوك، وزوجته، من قبل عناصر عسكرية سودانية، ووضعهما في مكان لم يتم الكشف عنه بعد.

وقد دعا حمدوك، عبر بيان نشره مكتبه، إلى "استعادة الثورة" ممن يحاولون اختطافها، وفق تعبيره، قائلًا إن ما حدث " يمثل تمزيقاً للوثيقة الدستورية وانقلاباً مكتملاً على مكتسبات الثورة التي مهرها شعبنا بالدماء بحثاً عن الحرية والسلام والعدالة".

مكتب حمدوك: ما حدث " يمثل تمزيقاً للوثيقة الدستورية وانقلاباً مكتملاً على مكتسبات الثورة التي مهرها شعبنا بالدماء بحثاً عن الحرية والسلام والعدالة".

وحث حمدوك السودانيين على التمسك بثورتهم والدفاع عنها، وقال إن الشعب السوداني "الذي هزم أعتى الديكتاتوريات في جولات سابقة، لديه من الطاقة والعزم والإباء ما يعينه على إعادة الدرس ألف مرة لمن لم يفهمه بعد". وقال البيان: "ندعو الشعب السوداني للخروج والتظاهر واستخدام كل الوسائل السلمية المعلومة والتي خبرها وجربها، لاستعادة ثورته من أي مختطف، كما نؤكد أن الشعب السوداني بإرادته الجبارة، هو الحارس لمكتسباته وهو القادر على حماية ثورته".

دعوات حزبية للتصدي للعسكر

وقد توالت بيانات من أحزاب وفعاليات نقابية وشعبية سودانية رافضة للانقلاب، كان من أبرزها بيان حزب المؤتمر السوداني، الذي أصدر بيانًا عنوانه "لا للانقلابات والانقلابيين"، ووصف ما حصل فجر اليوم بأنه "ردة إلى حكم القمع والإرهاب". ودعا الحزب في بيانه إلى "الخروج إلى الشوارع فورًا"، وأكّد على ضرورة أن تتكاتف قوى الثورة جميعًا ولجان المقاومة "في كافة أحياء وقرى وأرياف ومحليات ومدن السودان، للاصطفاف صفًا واحدًا ومنيعًا، ومقاومة هذا الانقلاب العسكري كيفما تسربل وتحت أي مسمّى كان".

أما حزب الأمة فأعلن عن موقف واضح إزاء الانقلاب وإدانته، وقال في بيان نشره على صفحة الحزب الرسمية على فيسبوك: "ندين بأقوى العبارات الانقلاب والاعتقالات التي تجري الآن، وهي محاولة انقلابية أيًا كانت المبررات". ودعا بيان حزب الأمة السودانيين إلى الخروج إلى الشوارع  "لمقاومة الانقلاب الذي يجري الآن".

كما أعلن الحزب الشيوعي السوداني أن ما حصل صبيحة اليوم الإثنين هو "انقلاب عسكري كامل الدسم بقيادة السيد البرهان ومجموعته". ودعت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب في بيان صحفي جميع القوى التي تقف مع السلطة المدنية "إعلان الإضراب السياسي والعصيان المدني حتى هزيمة هذا الانقلاب".

من جهته بادر تجمع المهنيين السودانيين بتوجيه نداء للجان المقاومة بالأحياء والقوى الثورية وجميع القوى المدنية الفاعلة في السودان إلى الوقوف في وجه "الانقلاب العسكري"، وعدم التعاون مع "الانقلابيين"، واستخدام العصيان المدني في مواجهتهم.

وجاء في البيان: "ندعو لجان المقاومة بالأحياء والقوى الثورية المهنية والنقابية والمطلبية والشعبية للوحدة والمقاومة الشرسة للانقلاب العسكري الغاشم، واستخدام الأدوات المجربة والكفيلة بتركيع كل متسلط لإرادة شعبنا الغلابة. نناشد الجماهير للخروج للشوارع واحتلالها وإغلاق كل الطرق بالمتاريس، والإضراب العام عن العمل وعدم التعاون مع الانقلابيين والعصيان المدني في مواجهتهم.".

وختم البيان الموقع باسم "إعلام التجمع" بالتأكيد على أنه "لن يحكمنا العسكر والميليشيات"، وأن "الثورة ثورة شعب .. السلطة والثروة كلها للشعب".

أما الجبهة الوطنية العريضة، فأصدرت بيانًا جاء فيه رفض قاطع لمحاولة الانقلاب الجارية. وجاء في البيان الذي اطلع عليه "التراسودان" إن "شعبنا قال كلمته في ديسمبر المجيدة وفي هبة يونيو العظيمة وفي يوم 21 أكتوبر الجاري، إنه يرفض الاستبداد والتسلط والحكم العسكري ويطالب بالدولة المدنية والسلطة المدنية الكاملتين". وأضاف البيان: "إن الجبهة الوطنية العريضة لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة هذا الانقلاب وستعمل مع جماهير شعبنا وجميع القوى الرافضة لسيطرة العسكر". ودعا بيان الجبهة الوطنية العريضة السودانيين إلى "استخدام الآليات السياسية المجربة التي انتصرت بها في ثورات أكتوبر وأبريل وديسمبر وهي المظاهرات السلمية، وسلاح الإضراب السياسي، والعصيان المدني الشامل".

إضراب للأطباء وانسحاب كامل من المستشفيات العسكرية

أعلنت نقابة أطباء السودان عن إضراب احتجاجي عامّ في كل مستشفيات السودان، وعدم الاستجابة سوى للحالات الطارئة، مع الانسحاب من كافة المستشفيات العسكرية.

وقالت النقابة في بيان على صفحتها على فيسبوك": " نحن نعايش انقلاب المكون العسكري على السلطة المدنية، ولذلك نحن في المكتب الموحد للأطباء نطالب كل القطاعات المهنية ولجان المقاومة بالتصعيد الثوري والخروج إلى الشارع، وإعلان الإضراب السياسي العام والعصيان المدني".

وقد انضم إلى دعوات الإضراب السياسي كل من تجمّع المصرفيين السودانيين، الذي أعلن دخول موظفي وعمال القطاع المصرفي في السودان في إضراب سياسي وعصيان مدني مفتوح، اعتبارًا من اليوم الإثنين 25 تشرين الأول/أكتوبر. وقال التجمّع إن الإضراب والعصيان المدني سيكون مفتوحًا "حتى عودة الروح لوطننا وروح الحرية والديمقراطية والمدنية الآتية قريبًا بلا ريب".

دعت العديد من الأحزاب والفعاليات النقابية إلى اللجوء إلى الشوارع والمشاركة في المظاهرات السلمية، واستخدام سلاح الإضراب السياسي، والعصيان المدني الشامل

كما أعلن اتحاد الطيارين السودانيين عن خطوات مماثلة، وقالت اللجنة التسييرية للاتحاد في بيان عبر فيسبوك إنها تدعو جميع أعضائها من العاملين في حقل الطيران إلى الخروج إلى الشوارع و"حماية ثورة الشعب السوداني، ردًا على الانقلاب العسكري".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الشارع ينتفض ضدّ الانقلاب ومكتب حمدوك يدعو إلى "استعادة الثورة"

"أسوشيتد برس": اعتقال 5 مسؤولين سودانيين على الأقل وتعطيل لخدمة الإنترنت

السودان: حمدوك قيد الإقامة الجبرية وتجمّع المهنيين يحذّر من "انقلاب عسكري"