13-يوليو-2021

بورتسودان - أرشيفية (مواقع التواصل)

في سوق بورتسودان الذي يشتهر بتجهيز "اللحوم المشوية على الجمر"، بدت غالبية  المحلات التجارية مغلقة، وقل مرتادو السوق إلى النصف تقريبًا مع مرور روتيني لدوريات للقوات العسكرية.

السوق الرئيسي الذي كان يعج بالمرتادين أصبح خاليًا ومحاطًا بالخوف 

ويحاول مواطنو بورتسودان المدينة الساحلية المطلة على البحر الأحمر، والتي تحتضن الميناء الرئيسي للبلاد، يحاولون الخروج من أزمة ضربت مدينتهم منذ عامين بتوترات قبلية ثم فوجئوا بتفجير قنبلة يدوية طال نادٍ رياضي بحي سلبونا السبت الماضي، أودت بحياة أربعة أشخاص بحسب لجنة الأطباء السودانيين، وهو حي كان خارج نطاق التوترات الإثنية.

اقرأ/ي أيضًا: حالة الطقس: أمطار بعدد من الولايات وزوابع رعدية

وبالتزامن مع وصول قطار الشرق الذي استقبل بالحشود، انتشرت عصابات مسلحة في بورتسودان أطلقت الأعيرة النارية في الهواء لبث الرعب، ثم قتلت رجلاً سبعينيًا بحي الميرغنية عقب إنزاله بالقوة قبل ساعات من رمي قنابل يدوية على نادٍ رياضي وقنبلة أخرى أُبطل مفعولها في فندق "البصري" بوسط المدينة.

في الفترة المسائية أمس الاثنين كانت شوارع بورتسودان شبه خالية من المارة مع أصوات سيارات الإسعاف وحركة مستمرة لناقلات القوات العسكرية التي تطوف المدينة عقب إرسالها من الخرطوم بقرار من رئيس الوزراء عبدالله حمدوك في مسعى لمكافحة العنف في هذه المدينة التي تواجه أيضًا احتجاجات لأنصار الزعيم الأهلي محمد الأمين ترك.

ويوضح محمد بشرى الذي درج على ارتياد سوق بورتسودان يوميًا في الفترة المسائية كيف أن الأحداث الأمنية الأخيرة قللت من حركة الأسواق والشوارع وتحولت الحياة إلى داخل المنازل فقط.

يضيف هذا الشاب الذي يرتدي "الجلباب مع الصديري وسروال قطني طويل" وهي لبسة شعبية خاصة بقبائل شرق السودان: "نحن نريد استعادة بورتسودان من الكورنيش إلى العقبة إلى سنكات إلى هيا -نريدها تلك الولاية الآمنة، فمنذ عامين نحن ننتقل من توتر إلى آخر دون علاج ناجع".

وحينما طرح "الترا سودان" سؤالًا على مسؤول الإعلام بمكتب والي البحر الاحمر مرتضى كرار عما إذا كانت هناك تحركات لمعالجة الأزمة بصورة جذرية، لم يذكر معلومات تفصيلية لكنه قال "نأمل ذلك".

ويجلس بعض مرتادي السوق الرئيسي في بورتسودان في الـ"فرندات" قرب المحال التجارية، ويفضلون صنع القهوة بطقوسها المعروفة في تلك النواحي بتجهيزها على الفحم بنار هادئة مع إضافة التوابل وتبادلها في كؤوس صغيرة.

إذا ما زار شخص هذه المدينة في عطلات رأس السنة، فإنه سيجد الأمر مختلفًا تمامًا بارتفاع النشاط في الأسواق والمدينة؛ لكن هذه الأيام أقصى ما يتمناه المواطن هناك هو الخروج لشراء احتياجاته الأساسية.

وتقول سارة أحمد وهي طالبة بجامعة البحر الأحمر والتي تتواجد أغلب كلياتها بمدينة بورتسودان لـ"الترا سودان"، إن الحياة هنا أصبحت مخيفة، نحن نخشى أن نفقد حياتنا ناهيك عن استعادة الحيوية أو الخروج إلى الجامعة أو العمل أو التسوق.

أدى تطاول أزمة حي دار النعيم وفيليب جنوبي المدينة لعامين إلى تعقيد أزمة بورتسودان بحسب نشطاء في البحر الأحمر؛ لأن مجرد الحصار العسكري للمناطق التي يحتمل وجود سلاح داخلها لا يكفي لإطفاء الأزمة.

اقرأ/ي أيضًا: مدير الري بمشروع الجزيرة: المياه المتدفقة تكفي لري مليون فدان

ويؤكد الناشط في قضايا البحر الاحمر خالد محمد نور لـ"الترا سودان"، أن التفجيرات الأخيرة في بورتسودان سبقتها مؤشرات، لكن التحرك الحكومي لم يكن كافيًا بل كان منعدمًا في بعض الأحيان، على حد قوله.

مطالبات بإقالة شنقراي وآراء أخرى ترى الاضطرابات في المدينة صعبة ومعقدة

وتصعد مطالب قوية بإقالة حاكم البحر الأحمر عبدالله شنقراي، لكن هناك آراء أخرى تقول إن شنقراي هو الآخر ضحية اضطرابات نتجت عن تقاطعات إقليمية ومحلية في ظل يدين مبتورتين للحكومة المدنية التي لا تستطيع أن تتدخل لحسم النزاع الإثني أو الاضطرابات دون التنسيق مع المكون العسكري.

ويظل وضع التوتر الحذر سائدًا في المدينة الساحلية على الرغم من إرسال الوفد الوزاري والقوات العسكرية بأنواعها، فالأزمة في بورتسودان كلما هدأت سرعان ما عاودت للاشتعال، طارحة العديد من الاستفهامات حول أسبابها الحقيقية ونوعية الحلول المستدامة التي تضمن عدم اشتعالها من جديد.

اقرأ/ي أيضًا

منحة من الاتحاد الأوروبي والـ"كوميسا" لجامعة السودان

انفراج في أزمة الدواء.. المالية تبدأ دفع 27 مليون يورو للإمدادات الطبية