22-أكتوبر-2022
المياه تحاصر بانتيو عاصمة الوحدة

المياه تحاصر بانتيو عاصمة ولاية الوحدة (UNHCR)

قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إن دولة جنوب السودان تواجه مستويات قياسية من الأمطار والفيضانات للعام الرابع على التوالي، وتتعرض لخطر تدهور الأوضاع مستقبلًا مع تسارع أزمة المناخ.

تعاني دولة جنوب السودان من الآثار المدمرة لتغير المناخ

وتعاني دولة جنوب السودان من الآثار المدمرة لتغير المناخ، في ظل صراعات مسلحة قتلت وشردت الملايين في الدولة الوليدة. وبحسب إحصائيات للأمم المتحدة، طال انعدام الأمن الغذائي الحاد (60)% من السكان، وارتفعت أسعار المواد الغذائية، وانخفضت قيمة العملة المحلية، مما يساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية طويلة الأمد في البلاد التي نالت استقلالها في العام 2011.

وحثت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في جنيف، على توفير الدعم الدولي للجهود الإنسانية في جنوب السودان، حيث قال المتحدث باسم المفوضية بوريس تشيشيركوف، إن ثلثي البلاد يعاني نتيجة الفيضانات، وقد طالت تأثيراتها أكثر من (900) ألف شخصٍ بشكلٍ مباشر، حيث جرفت المياه المنازل والمواشي، وأجبرت الآلاف على الفرار، وغمرت مساحاتٍ شاسعةً من الأراضي الزراعية، مما أدى إلى تردّي حالة الطوارئ الغذائية الحرجة أصلًا. كما غمرت مياه السيول الآبار والمراحيض، مما أدى إلى تلويث مصادر المياه وخطر تفشي الأمراض.

وضرب تشيشيركوف مثلًا بولاية الوحدة، والتي تطوق المياه عاصمتها بانتيو، قاطعة كل الطرق المؤدية إليها، حيث أصبحت القوارب والطائرات شريان الحياة الوحيد لإيصال المساعدات إلى (460) ألف شخص اضطروا للنزوح بسبب "خليط من الفيضانات والصراعات"، حد قوله.

وقال إن مخيمات النازحين في هذه الجزيرة التي صنعتها مياه الأمطار، تقع تحت مستوى المياه حاليًا، تقيها متاريس ترابية من الفيضان، حيث يعمل السكان "على مدار الساعة" لإبعاد المياه وتلافي انهيار السواتر، فيما تتزايد الحاجة إلى الغذاء والمأوى والمياه والصرف الصحي مع نفاد مخزون المواد الأساسية.

ونشرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في جنوب السودان، فرق استجابة متنقلة للحماية، وقالت إنه على الرغم من ذلك، يتعذر الوصول إلى العديد من الطرق، وتندر وسائل النقل البديلة.

وأشار بوريس تشيشيركوف في المؤتمر الصحفي الذي عُقد أمس الجمعة في قصر الأمم المتحدة في جنيف، إلى تعذر الوصول إلى (75) ألف لاجئ سوداني في مخيم دورو بمقاطعة مابان في ولاية أعالي النيل، ما يعني أن الكثيرين قد يعانون من الجوع، لأن الحصص التموينية لشهر تشرين الأول/أكتوبر لن تصل إليهم.

ولجأ الآلاف من السودانيين إلى مقاطعة مابان بولاية أعالي النيل، فرارًا من الصراعات في النيل الأزرق، حيث يقيمون بمعسكر دورو في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة.

https://t.me/ultrasudan

وأوضح المتحدث باسم المفوضية، أن الأزمة في جنوب السودان تعد من بين أكثر الأزمات التي تعاني من نقص التمويل،  حيث تلقت أقل من نصف مبلغ الـ(214.8) مليون دولار أمريكي التي تحتاجها هذا العام، ما يعني ضعف قدرة المنظمة على تعزيز دعمها للنازحين من الكوارث والصراعات، ما يهدد الجهود الرامية للتصدي لآثار الفيضانات والتخفيف من حدتها.

يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية، كانت قد أعلنت في تموز/يوليو الماضي، إيقاف مساعدات آلية مراقبة السلام التي كانت تقدمها لدولة جنوب السودان دعمًا لاتفاقية السلام المنشطة التي تم توقيعها في العام 2018، بين فصائل المعارضة المسلحة وحكومة الرئيس سلفا كير ميارديت.

وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان للإعلام حينها، إن الولايات المتحدة "تأسف على فشل قادة جنوب السودان في تنفيذ تعهداتهم بإحلال السلام، وبناء على ذلك قررت إنهاء المساعدات التي تقدمها لآليات مراقبة عملية السلام ابتداء من 15 تموز/يوليو الجاري".

ولم تشهد دولة جنوب السودان منذ استقلالها عن السودان في العام 2011، قيام أي انتخابات عامة، بسبب اندلاع القتال بين الحكومة والمعارضة في كانون الأول/ ديسمبر 2013، قبل عامين من إجراء الانتخابات التي كان من المزمع قيامها في العام 2015.