على الرغم من تمديد الهدنة المعلنة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع؛ إلا أن الاشتباكات ما تزال مستمرة في العاصمة الخرطوم، حيث أبلغ مواطنون في مدن العاصمة الثلاث عن دوي انفجارات وتبادل لإطلاق النار صباح اليوم السبت 29 نيسان/أبريل 2023.
وأعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، مقتل تسعة من المدنيين وإصابة (65) آخرين جراء اشتباكات الأمس، وأكدت حصر (89) حالة وفاة حتى الآن جراء الاشتباكات في الجنينة بغرب دارفور.
وقُتل خمسة مواطنين في مدينة بحري، ومواطن في مدينة الخرطوم، وثلاثة آخرين في أم درمان أمس الجمعة 28 نيسان/أبريل 2023 - بحسب تقرير ميداني للجنة اطلع عليه "الترا سودان".
وفي السياق، أطلقت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان نداءً عاجلًا للكوادر الصحية، وقالت إن مستشفى النو في أم درمان يعاني من نقص حاد في الكوادر، وأنه توجد حاجة عاجلة بالأخص لأطباء باطنية وجراحة وكوادر تمريض، بجانب كوادر لمركز غسيل الكلى.
حذرت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان من أن الحرب تتسبب في انهيار النظام الصحي في مدن أخرى غير تلك التي تقع في مناطق الاشتباكات
وناشدت جميع الأطباء والكوادر الطبية المتواجدين بمنطقة أم درمان لتقديم يد العون قدر الاستطاعة لزملائهم المرابطين في كل من مستشفى النو ومستشفى أم درمان، لضمان استمرارية الخدمة، مع مراعاة السلامة الشخصية في التحرك.
وحذرت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان من أن الحرب تتسبب في انهيار النظام الصحي في مدن أخرى غير تلك التي تقع في مناطق الاشتباكات في العاصمة الخرطوم وغرب دارفور، مشيرة إلى أن شبح الانهيار امتد إلى جميع أقاليم السودان التي تأثرت بانقطاع الإمداد الدوائي والمعينات الطبية، مما يشكل تهديدًا لجميع المستشفيات والمرافق الصحية في البلاد وصحة المواطنين.
وقالت في بيان لها اطلع عليه "الترا سودان"، إن هناك نقص حاد في أسطوانات الأكسجين في معظم مستشفيات ولاية كسلا، وأن المستشفى السعودي للنساء والتوليد المحتوي على قسم حضانة لحديثي الولادة، يعتمد فقط على فائض مصنع أكسجين المستشفى الكويتي للأطفال، وهذا الفائض يتناقص بسرعة نسبة للضغط الكبير عليه وسوف يؤول للصفر قريبًا - حد قولها.
وأشارت إلى أن بنوك الدم في عموم ولاية كسلا تعاني من انعدام أكياس الدم، وأن هناك عدد قليل من أكياس الدم في مستشفى الشرطة والمستشفى العسكري.
وأوضحت النقابة أن مراكز غسيل الكلى بالولاية مهددة بالتوقف في غضون عشرة أيام لانعدام مواد الغسيل الكلوي، وأن بالولاية غرفة عمليات واحدة في مستشفى كسلا التعليمي، وهي غير مجهزة بدرجة مرضية، ولا يتوفر فيها حتى التكييف.
وفي ظل استمرار المواجهات في الخرطوم، كانت القوات المسلحة قد كشفت في وقت متأخر من ليل أمس، عن ما وصفته بأنه "استهداف" للمعاشيين من ضباط القوات المسلحة وقوات الشرطة والأمن، متهمة قوات الدعم السريع باقتحام منازلهم وقتلهم أو اقتيادهم إلى أماكن مجهولة. وكشف بيان للجيش اطلع عليه "الترا سودان"، عن اختطاف الفريق آدم محمود جارالنبي واثنين من أبنائه، وإطلاق النار على الفريق أحمد عبدالقيوم مما أدى إلى استشهاده هو وابنته أثناء وقوفه لشراء خبز في الشارع العام، بجانب قتل واختطاف عدد كبير من الضباط وضباط الصف المعاشيين والتعرض لعائلاتهم بالتنكيل والضرب وسرقة ممتلكاتهم وخطفهم - حد قول البيان.
وأدانت القوات المسلحة هذه التصرفات التي وصفتها بـ"الإرهابية" حيال ضباط وضباط صف وجنود أصبحوا خارج الخدمة، وتوعدت بـ"رد قاسٍ"، كما حملت "المتمردين" المسؤولية كاملة تجاه الضحايا وأسرهم أمام المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإنسانية، ونوهت إلى أن هذه التصرفات "خير دليل يكشف للشعب السوداني حقيقة هذه الميليشيا" - بحسب تعبيرها.
وعدد بيان آخر للقوات المسلحة ما قال إنها خروقات للهدنة القائمة من قبل قوات الدعم السريع، الأمر الذي "تطلب التعامل العسكري معها"، كما أعلنت رصدها اشتباكات "بين المتمردين مع بعضهم البعض" صباح أمس بمنطقة بري بالخرطوم.
فيما قالت قوات الدعم السريع إنها تسيطر على (90)% من كامل ولاية الخرطوم، وجميع المنافذ المؤدية إلى داخل الولاية. واتهمت في بيان صدر في وقت متأخر من مساء أمس، القوات المسلحة بخرق الهدنة والهجوم على مواقع تمركزها في العاصمة.
