شهدت العاصمة السودانية الخرطوم ظهر اليوم الثلاثاء إطلاق نار كثيف من قبل قوة تتبع لهيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة السوداني، واحتلالها مقارًا مختلفة تتبع لها بولاية الخرطوم في أحياء الرياض، وكافوري بالخرطوم بحري. وأصيب جراء الأحداث طالب بالمدرسة البلجيكية بطلق ناري في الوجه نقل على إثر الحادثة لمستشفى رويال كير.
وصف الناطق الرسمي باسم الجيش السلوك بالفوضوي ويتطلب الحسم الفوري، كاشفًا عن تحرك اللجنة الأمنية بولاية الخرطوم لحسم الأمر
وأقر الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد الركن عامر محمد الحسن بتمرد أفراد يتبعون لهيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة احتجاجًا على ضعف الاستحقاقات المالية.
ووصف الحسن السلوك بالفوضوي ويتطلب الحسم الفوري، كاشفًا عن تحرك اللجنة الأمنية بولاية الخرطوم لحسم الأمر، وأضاف: "كل الخيارات مفتوحة للسيطرة على تلك التفلتات".
اقرأ/ي أيضًا: التعليم العالي يتجه لإنهاء سيطرة منسوبي النظام البائد على الجامعات
ووصف عضو المجلس السيادي الفريق شمس الدين كباشي الأحداث بالتمرد الذي يستوجب الحسم الفوري، في الوقت الذي اتهم فيه نائب رئيس المجلس السيادي الفريق محمد حمدان دقلو "صلاح قوش" المدير السابق لجهاز المخابرات بالوقوف خلف الواقعة.
وكانت سلطات مطار الخرطوم قد أغلقت المجال الجوي بالمدينة بشكل مؤقت إلى حين انجلاء الأمور، بينما شوهدت المروحيات العسكرية التابعة للجيش السوداني تحلق في سماء مدن العاصمة المثلثة.
وطمأنت الحكومة الانتقالية ممثلة في مجلس الوزراء المواطنين السودانيين بأن القوات المسلحة قادرة على حسم أي تمرد، وقال فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة إن السلطات تواصل مساعيها لإقناع الوحدات المتمردة بتسليم أنفسها وأسلحتها فورًا. وكشف مصدر رفيع بجهاز المخابرات العامة فرع هيئة العمليات تفاصيل حول الترتيب المسبق من قبل الهيئة لاختلاق الفوضى في مختلف أنحاء البلاد.
مصدر بهيئة العمليات: الخطوة التصعيدية جاءت بتنسيق مسبق بين كافة الأفراد التابعين لهيئة العمليات ولا وجود لأي تنسيق أو ترتيب مع النظام المحلول
وقال المصدر الذي فضل حجب اسمه، لـ"الترا سودان"، إن الخطوة التصعيدية جاءت بتنسيق مسبق بين كافة الأفراد التابعين لهيئة العمليات، نافيًا وجود أي تنسيق أو ترتيب مع النظام المحلول متمثلًا في المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية.
اقرأ/ي أيضًا: بعد القبض على مدير "الأقطان".. النيابة تشرع في التحقيق معه في تجاوزات مالية
وجزم المصدر بأن الخطوة جاءت احتجاجًا على عدم تسلمهم حقوقهم كاملة عقب إصدار قرار بحل الهيئة، وأضاف: "عندما رأينا التقاعس عن منحنا حقوقنا لجأنا لخيار القوة لاقتلاع حقوقنا بـ(الرجالة)". ورهن المصدر توقف مثل هذه العمليات بمنحهم حقوقهم كاملة دون تلكؤ.
وأصدرت الحكومة الانتقالية قرارًا في 30 آب/أغسطس 2019 قضى بحل هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات العامة، وخيَّر القرار القوة بين تبعيتها لقوات الدعم السريع أو فرق الجيش المختلفة. وتقول إحصائيات بأن القوة يبلغ عدد أفرادها نحو (13) ألف فرد بالرتب العسكرية المختلفة. وقوبل قرار خيار تبعية أفراد الهيئة للدعم السريع أو الجيش برفض تام من قبلهم، ليختار غالبيتهم التقاعد والتسريح.
وكانت هيئة العمليات تشكلت في عام 2005 على يد المدير العام السابق لجهاز الأمن الفريق صلاح عبد الله قوش خلال رئاسته جهاز الأمن والمخابرات في فترته الأولى واستمر عملها حتى قرار حلها في شهر آب/أغسطس الماضي.
اقرأ/ي أيضًا: مصادر أمنيّة: تورّط كتّاب وفنّانين وصحفيّين في قمع مظاهرات سبتمبر 2013؟
وأطلق تجمع المهنيين السودانيين، قائد الحراك الثوري في السودان، نداءً عاجلًا للمواطنين بأحياء كافوري، الرياض، حي المطار وعدد من الأحياء بالخرطوم بأخذ الحيطة والحذر بالتواجد داخل المنازل حتى استقرار الأوضاع.
وأكد التجمع في بيان له رفض أي محاولة لخلق الفوضى وترويع المواطنين واستخدام السلاح مهما كانت المبررات، داعيًا الأجهزة النظامية للتدخل فورًا لوقف هذه العمليات التي وصفها بغير المسؤولة لجهة أنها تبث الذعر والقلق في نفوس المواطنين داخل الأحياء السكنية. وناشد المهنيين لجان المقاومة وقوى الثورة بعدم التدخل ومراقبة الأوضاع إلى حين استقرارها.
قال شهود عيان إن تمرد هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن شمل مدن الخرطوم والأبيض والقضارف.
وقالت مصادر في الحكومة إن القوة المتمردة رفضت مقابلة مدير جهاز المخابرات الفريق أبوبكر دمبلاب بينما قبلت وساطة يقوم بها ضباط معاشيون.
وقال شهود عيان إن تمرد هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن شمل مدن الخرطوم والأبيض والقضارف. بينما انتشرت بشكل مكثف بالخرطوم قوات عسكرية مسلحة تتبع للجيش السوداني والدعم السريع، وألقت القبض على خمسة أفراد من هيئة العمليات بجهاز الأمن باللباس المدني حتى لحظة نشر الخبر.
ونشرت معلومات على مواقع التواصل الاجتماعي باستيلاء قوة من هيئة العمليات بجهاز الأمن على حقلي سفيان وحديدة النفطيين وحقول أخرى بغرب كردفان، بينما تواصل "الترا سودان" مع مصادر تعمل بقطاع النفط متواجدة بحقل "نيم" النفطي بالولاية، والتي أكدت عدم حدوث واقعة الاستيلاء على حقول نفطية، وأن حقل نيم يعمل والأوضاع الأمنية هادئة في تلك المنطقة.
اقرأ/ي أيضًا:
الدعم السريع تطلب من المحكمة مهلةً للتقرير بشأن بلاغها ضد صديق يوسف
احتجاجًا على لائحة داخلية.. عمال مياه الخرطوم يهددون بالتوقف عن العمل