حتى الآن لم تُبث صورة أو مقطع فيديو عن حملة من الشرطة لحلاقة شعر شباب بالقوة، والتي نقلتها روايات بُثت على المنصات الاجتماعية أمس الثلاثاء، حيث أشارت صحيفة "آخر لحظة" إلى أن الشرطة حلقت لبعض الشباب شعرهم بالقوة في الخرطوم.
وأخذ نشطاء المقاومة الخبر على محمل الجد، خاصةً وأن القوات العسكرية لديها سجل قديم فيما يتعلق بالتدخل في اختيارات الأشخاص سواء الملابس أو قصة الشعر.
الأنباء تثير مخاوف شباب المقاومة من عودة الانتهاكات
و في العام 2018 كانت بعض القوات العسكرية تجوب شوارع الخرطوم بحثًا عن شبان كثيفي الشعر بغرض إذلالهم وإجبارهم على الجلوس أرضًا لحلاقة شعرهم، إما بالسكين أو غيرها من الأدوات الحادة، دون مراعاة لحقوق الإنسان إلى جانب أبسط معايير السلامة الشخصية.
اقرأ/ي أيضًا: مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة يلغي ولاية الخبير المستقل في السودان
وأعادت رواية وسائل الإعلام أمس الثلاثاء الانتهاكات السابقة في هذا الصدد، وظهر الإستياء والمخاوف على المنصات الإجتماعية من عودتها مجددًا بعد عام من الثورة السودانية التي أطاحت بحكم المخلوع.
وكتب الناشط الاجتماعي عمر عشاري على صفحته على فيسبوك قائلًا: "شهادة حذيفة عما حدث في قضية حلاقة الشرطة لشعر مواطنين قسرًا".
وأضاف عشاري نقلًا عن حذيفة الذي يبدو أنه شاهد على الواقعة: "بعدين ما بيجيك نفر نفرين ولا المقاومة ممكنة، العدد كبير. القدامي نزلوا عساكر دفار كامل لزول بتاتشرات كثيرة جدًا" في إشارة إلى وجود حملة كبيرة للشرطة تصعب مقاومتها، خاصةً وأنها مدججة بالآليات والشاحنات على حد قول الشاهد.
وتابع عشاري: " شهد الموقع الذي نفذت فيه الحملة مطاردات للشباب بواسطة الشاحنات التابعة للشرطة، وأجبرت بعض عناصر الشرطة الشبان على الجلوس أرضًا وحلاقة شعرهم، وأحدهم انتزع قبعة من أحد الشبان تشبه قبعات الفنان الجامايكي بوب مارلي، وهي إحدى التقليعات التي يلجأ إليها البعض لتغطية الشعر الكثيف".
وتابع عشاري نقلًا عن شاهد الواقعة: "تمت الاطاحة بأحد الشبان أرضًا وأجبر على حلاقة شعره بواسطة مدية حادة، وكان شعره كثيفًا لدرجة أنه قام بربطه ولفه".
اقرأ/ي أيضًا: شركة أرياب الحكومية تكشف تفاصيل جديدة عن خسائر إضراب العاملين
وتُعد الحادثة التي وقعت طبقًا لوسائل الإعلام عن ناشطين، ردة خطيرة عن الحريات الشخصية، حيث تعيد الذكريات إلى السيرة السيئة التي اشتهرت بها شرطة النظام العام والتي دائمًا ما كانت تتدخل في تحديد ملابس الفتيات ومعاقبتهن على ارتداء البنطال باقتيادهن إلى المحاكم، وانتشر نحو (50) قسمًا لشرطة النظام العام والنيابة بولاية الخرطوم، وبات مصيرها مجهولًا بعد الإطاحة بنظام المخلوع لكن نشطاء حقوقيون يشككون في تسريحها وإغلاق مكاتبها ويقولون إنها تعمل في الخفاء.
الشرطة: العلاقة المتميزة بين المواطن والشرطة ولايمكن أن نعكرها بمثل هذه المزاعم
وأجرى "الترا سودان" اتصالًا بنائب مدير المكتب الصحفي للشرطة الدكتور حمزة عثمان للتعليق حول المعلومات المتداولة عن الحملة، لكنه نفى المعلومات التي تزعم بتنفيذ الشرطة حملة لإجبار الشباب على حلاقة الشعر في ولاية الخرطوم.
ويشدد عثمان على أن الشرطة من مهامها تنفيذ القانون وليس التعدي على الآخرين في حرياتهم الشخصية، وأضاف: "نحن لا نتدخل إطلاقًا في الحريات الشخصية، والشرطة معروفة أن لها سجل خال من مثل هذه الانتهاكات، حتى خلال السنوات الماضية لم تشهد أقسام الشرطة أو عناصرها أية حملات من هذا النوع".
وتابع: "العلاقة بين الشرطة والمواطنين متميزة ولا يمكن في هذا الوقت تعكيرها بتنفيذ حملات في الشوارع والزعم بحلاقة شعر الشبان قسرًا، هذا لم يحدث إطلاقًا ولن يحدث من الشرطة مهما ادعى البعض".
اقرأ/ي أيضًا: ناشطون يعتبرون النتائج التي كشفها المؤشر العربي بشأن السودان تقدمًا ملحوظًا
وأكد المكتب الصحفي للشرطة في تصريح صحفي الأربعاء تعليقًا على ما رشح في المنصات الاجتماعية ووسائل الإعلام حول قيام الشرطة بحملات لحلاقة الشعر؛ أن الشرطة لم تنفذ حملة بل كان حادثًا فرديًا.
الشرطة: قواتنا التي لا تلتزم بالنهج ستقابل بإجراءات صارمة وحاسمة
وأردف تصريح الشرطة "ليس هناك اي منهج أو توجيه صدر بهذه الكيفية وهذا ليس اختصاص أو سلطة قانونية تمارسها الشرطة". وأضاف المكتب الصحفي للشرطة "بناء على توجيهات مدير عام قوات الشرطه واهتمامه بكل ما يخص العلاقة مع الجمهور فقد تم تقصي حقائق مبدئي خلص بأن الواقعة لم تحدث كما ورد، وإنما هي حادثة فردية لمواطن، وتقدم المواطن المعني بشكوى وهي قيد النظر والتحقيق". ودعت الشرطة كل متضرر من واقعة مشابهة أن يتقدم بشكوى وتقديم ما يثبت من بينات وشهود. وزادت بالقول: "قواتنا التي لا تلتزم بالنهج ستقابل بإجراءات صارمة وحاسمة".
وأكدت رئاسة قوات الشرطة أنها شديدة الحرص على العلاقة بالجمهور والمجتمع، وتعمل جاهدة لتحسينها ودعمها باستمرار.
اقرأ/ي أيضًا
في جلسة عاصفة .. محامو الدفاع يقاطعون خطبة الاتهام في مواجهة انقلاب الإنقاذ
ناشطون يعتبرون النتائج التي كشفها المؤشر العربي بشأن السودان تقدمًا ملحوظًا