20-ديسمبر-2023
نازحون من ود مدني سيرًا على الأقدام جراء الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع

نزح نحو (300) ألف شخص من ود مدني جراء الاشتباكات حسب المنظمة الدولية للهجرة (Getty)

توقفت الحياة كليًا في مدينة "ود مدني"، عقب سيطرة الدعم السريع على المدينة منذ الإثنين الماضي، فيما أعلن الجيش عن فتح تحقيق داخلي لمعرفة ملابسات انسحاب قواته من المدينة.

يشعر السودانيون بالقلق من انهيار البلاد كليًا جراء سهولة سيطرة الدعم السريع على ود مدني بالجزيرة

لم يعد بإمكان آلاف المواطنين الذين يودون الخروج من مدينة "ود مدني" حاضرة الجزيرة الحصول على مواصلات جراء نقص الوقود وارتفاع أسعارها، إذ وصل سعر لترين من البنزين في السوق الموازية إلى (100) ألف جنيه سوداني – حسب مواطنين.

واضطر آلاف المواطنين لليوم الخامس على التوالي منذ اندلاع المعارك في ولاية الجزيرة إلى مغادرة "ود مدني" اليوم الأربعاء سيرًا على الأقدام، فيما أطلق كثيرون مناشدات على الشبكات الاجتماعية مثل "فيسبوك" طلبًا للمساعدة في إجلاء المرضى والمعاقين من المدينة.

https://whatsapp.com/channel/0029VaFCtreHrDZmdI1tuw1J

"حميد" أحد الذين تحركوا سيرًا على الأقدام من "ود مدني"، ووصل إلى مدينة "مارنجان" بعد ثلاث ساعات، فرارًا من "جحيم الحرب عقب سيطرة الدعم السريع على ود مدني" – حسب قوله.

وقال حميد لـ"الترا سودان" إن كثيرًا من المواطنين غادروا "ود مدني"، وقد تصل الإحصائيات إلى مئات الآلاف من المدنيين، لافتًا إلى أن المدينة كانت تأوي نحو (2.5) مليون شخص منذ اندلاع الحرب في الخرطوم.

ومع أن قادة "الدعم السريع" ناشدوا مواطني "ود مدني" بالبقاء في المدينة والذين نزحوا بالعودة إلى منازلهم، وتكوين حكومة تسيير أعمال من الأعيان ومنظمات المجتمع المدني، دفع الخوف والقلق من الانتهاكات مئات الآلاف من المدنيين إلى مغادرة المدينة.

نازح من ود مدني جراء الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع
نزح نحو (300) ألف شخص من "ود مدني" منذ اندلاع الاشتباكات حسب تقديرات المنظمة الدولية للهجرة (Getty)

وتجددت المعارك بين الجيش والدعم السريع منذ الثلاثاء في أجزاء من مدينة "ود مدني" في مسعى من الجيش لاستعادة السيطرة على المدينة التي مثلت سيطرة الدعم السريع عليها "صدمة" للرأي العام المحلي.

وكان "شارع النيل" على ضفاف النيل الأزرق في الناحية الشرقية من مدينة "ود مدني"، يضج بالحياة خاصةً بعد افتتاح سلسلة من المطاعم وزيادة عدد زوار المكان، لكن اليوم وبعد نحو ثمانية أشهر من الحرب، تجوب مركبات تتبع للدعم السريع هذا الشارع الذي يضم أيضًا مقار حكومية.

ويرى أيمن عبدالله وهو عامل في منظمة إنسانية دولية في حديث إلى "الترا سودان" أن وقوع "ود مدني" تحت سيطرة الدعم السريع "أثار الاستياء وسط السودانيين"، لجهة أن المدينة وولاية الجزيرة عمومًا استضافت ملايين النازحين من حرب الخرطوم، لافتًا إلى أن سيطرة الدعم السريع على "ود مدني" زادت مخاوف المواطنين من "انهيار البلاد كليًا" – حسب قوله.

ويقول عبدالله إن دوافع الدعم السريع تبدو عسكرية إستراتيجية في الزحف نحو ولاية الجزيرة لقطع الإمداد عن الجيش أو تقطيع أوصاله غربًا وشمالًا وشرقًا وفي الوسط، لكن هذه العملية تأتي على حساب "بقاء الدولة نفسها"، مبينًا أنها قد تنهار إن استمرت الأمور بهذه الوتيرة.