13-يونيو-2024
صور أقمار طائرة إماراتية

الطائرة المدعومة إماراتيًا فوق الأراضي السودانية بالقرب من الفاشر (مختبر ييل للأبحاث الإنسانية)

كشف تقرير حديث لمختبر الأبحاث الإنسانية، عن خرق طائرة شحن مدعومة إماراتيًا للمجال الجوي السوداني ووصولها لمناطق سيطرة الدعم السريع بالقرب من مدينة الفاشر التي تحاصرها هذه القوات منذ أسابيع.

الطائرة الإماراتية ليست الأولى من نوعها، وكانت تقارير سابقة قد كشفت عن عشرات الطائرات الإماراتية التي قدمت الدعم لقوات الدعم السريع عبر مطار أم جرس بالقرب من الحدود السودانية التشادية. الإمارات تقول إن هذه الطائرات تقدم الإغاثة للسودانيين الذين لجأوا في تشاد فرارًا من الحرب في إقليم دارفور.

تقارير صحفية قالت إن الإمارات تزود الدعم السريع بالسلاح تحت ستار الإغاثة. وقال خبراء أمميون إن الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية في إقليم دارفور في ظل الدعم الإماراتي.

تقرير مختبر جامعة ييل: تستخدم الطائرة من نفس الطراز (IL-76) في نقل مساعدات فتاكة بواسطة الإمارات العربية المتحدة إلى قوات الدعم السريع

ويقول التقرير الحديث لمختبر الأبحاث الإنسانية إن الطائرة الإماراتية خرقت الأجواء السودانية في الحادي عشر من الشهر الجاري، وحلقت من أم جرس فوق مناطق سيطرة الدعم السريع بالفاشر. وتشهد مدينة الفاشر حصارًا منذ أسابيع ضمن محاولات الدعم السريع للسيطرة عليها كونها العاصمة الأخيرة في الإقليم التي ما تزال تحت سيطرة القوات المسلحة والحركات المسلحة المتحالفة معها.

تقرير مختبر الأبحاث الإنسانية بمدرسة الصحة العامة بجامعة ييل، بدعم من مؤسسة آفاز، قال إن الطائرة من نوع "إليوشن" حلقت ضمن مسافة (1.7) كيلومتر من مدينة الفاشر، فوق منطقة سيطرة قوات الدعم السريع.

وأضاف التقرير: "تستخدم الطائرة من نفس الطراز (IL-76) في نقل مساعدات فتاكة بواسطة الإمارات العربية المتحدة إلى قوات الدعم السريع".

وتشهد مدينة الفاشر نزوحًا مدنيًا واسعًا باتجاه مخيم زمزم للنازحين، بدأ في السادس من حزيران/يونيو 2024. موجة النزوح هي واحدة من حركة نزوح واسعة في ولاية شمال دارفور إلى داخل وخارج الفاشر جراء هجمات قوات الدعم السريع.

كما كشفت صور الأقمار الصناعية التي حللها المختبر، عن تسجيل دمار واسع النطاق في الفاشر منذ الثالث من حزيران/يونيو الجاري، مع تضرر مساحات تقدر بحوالي (2.088) كيلومتر مربع من المدينة. 

وأكدت صور الأقمار الصناعية نهب المستشفى الجنوبي بالفاشر في 11 و12 حزيران/يونيو بعد هجوم قوات الدعم السريع. ويذكر أن منظمة أطباء بلا حدود التي تدعم المستشفى قد كشفت عن إجلاء فريقها والكادر الطبي عقب هجمات الدعم السريع على المستشفى الوحيد بالفاشر المجهز لتقديم خدمات لأعداد كبيرة من الجرحى والمرضى في ظل الحصار المضروب على المدينة.

ويفر الآلاف من الفاشر إلى طويلة وجبل مرة من هجمات الدعم السريع، بعضها مناطق تقع تحت سيطرة عبدالواحد نور. هؤلاء النازحون منهم من نزح إلى الفاشر فرارًا من هجمات الدعم السريع على المدن والقرى المحيطة.

وتعرضت المستشفيات الرئيسية بمدينة الفاشر لهجمات وتدمير مما يجعلها غير قادرة على تقديم الرعاية الصحية اللازمة. وكان ناشطون محليون قد أطلقوا نفيرًا لإعادة تأهيل مركز سيد الشهداء لتحويله إلى مشفى للأطفال عقب توقف مستشفى بابكر نهار لطب الأطفال في الفاشر.

وقال مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل إن التحليق العسكري لطائرة الشحن في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع يثير مخاوف بشأن التدخل الخارجي. واستخدم فريق المختبر دمج البيانات المتاحة من المصادر المفتوحة وصور الأقمار الصناعية لتحليل النزاعات وتوثيق الأحداث.

وأوصى بمزيد من التحقيقات، مشددًا على أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يجب أن تطلب مزيدًا من المعلومات من الإمارات العربية المتحدة حول ما إذا كانت تقدم إمدادات لقوات الدعم السريع في مسرح العمليات بمدينة الفاشر.

كما حمل التقرير الإمارات مسؤولية الرد على المخاوف من دعمها لقوات الدعم السريع وتقديم السلاح والذخائر في مدينة الفاشر التي تشهد قصفًا عشوائيًا واستهدافًا للمدنيين من قبل هذه القوات.

وكانت رويترز قد كشفت عن جلسة لمجلس الأمن اليوم الخميس للتصويت على مشروع قرار حول الحصار الذي تضربه الدعم السريع على الفاشر، وسيطالب القرار بوقف فوري للقتال وبإنهاء التصعيد في المدينة وما حولها وانسحاب كل المقاتلين الذين يهددون سلامة المدنيين وأمنهم.

ويحث القرار الدول على الامتناع عن التدخل بما يؤجج الصراع وحالة عدم الاستقرار، وأن تدعم بدلًا من ذلك الجهود الرامية إلى تحقيق سلام دائم. كما يطالب “جميع أطراف الصراع بضمان حماية المدنيين، بما في ذلك السماح للمدنيين الراغبين في التنقل داخل الفاشر وخارجها إلى مناطق أكثر أمنًا بالقيام بذلك”.