استمرت المساجلات الإعلامية بين المكونين المدني والعسكري، وأعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان أنه لن يجلس مع "ناشط سياسي"، معربًا عن أسفه للتصريحات من بعض المسؤولين في الدولة.
وكان عضو مجلس السيادة الانتقالي محمد الفكي سليمان أوضح في لقاء تلفزيوني الجمعة، أن الشراكة بين المدنيين والعسكريين في توقيع الوثيقة الدستورية خصمت من "رصيده السياسي" عقب مجزرة القيادة العامة، وذلك في إطار سجال يجري بين المدنيين والعسكريين منذ إحباط المحاولة الانقلابية الثلاثاء الماضي.
البرهان: البعض لا يريد الانتخابات ويفضل إطالة الفترة الانتقالية
وأوضح البرهان في خطاب قدمه على هامش افتتاح منشآت طبية جديدة في مركز السودان للقلب اليوم الأحد بالخرطوم، أن القوات المسلحة حريصة على اكمال الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات في موعدها.
اقرأ/ي أيضًا: البرهان وحميدتي يشنان هجومًا على المكوِّن المدني على خلفية المحاولة الانقلابية
وجدد البرهان تأكيدات على أن الجيش لن يتدخل في الاضطرابات بشرق السودان عقب إغلاق ميناء تصدير النفط والطريق الرئيسي الرابط بين الميناء والبلاد، موضحًا أن الأزمة شأن سياسي ويحتاج إلى حوار بين القوى السياسية.
وقال البرهان إن وحدة قوى الثورة مع القوات المسلحة تنقذ البلاد وتقودها الى بر الأمان، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة ملتزمة بالحفاظ على ثورة ديسمبر، وتابع: "نقول لمن يروجون أن الجيش يريد الانقلاب على الفترة الانتقالية؛ سنلقمكم حجرًا".
وقال البرهان إن البعض لا يريد الانتخابات ويفضل إطالة الفترة الانتقالية، لكننا مصممون على الالتزام بالمرحلة الانتقالية وتنظيم الانتخابات في الموعد المحدد.
وأشار البرهان إلى أن الظروف الراهنة والانتفاضة الشعبية هي التي اوجدت القوات المسلحة في شراكة السلطة، ولفت إلى أنه عمل (41) عامًا في القوات المسلحة في مختلف بقاع السودان وتعرض لست إصابات، وقال: "لا يشرفني أن أجلس مع ناشط سياسي يشكك في ولائنا للوطن ويقول إننا نخصم من رصيده السياسي".
وأضاف: "محزن أن يصدر التصريح من مسؤول في الدولة، وكلنا شركاء وسنغير العقلية التي تقود الناس قيادة عمياء. ونحن حريصون على التحول الديمقراطي والانتقال".
وشدد البرهان على أن المؤسسة العسكرية لن تسمح بممارسة النشاط الحزبي داخلها ولن تترك "أي كوز"، مؤكدًا أن القوات المسلحة ستعلن للشعب السوداني الانتماءات السياسية للموقوفين على ذمة التحقيقات في المحاولة الانقلابية الأخيرة.
واتهم البرهان مجموعة سياسية باختطاف المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، محذرًا من أن استمرار الاختطاف السياسي للفترة الانتقالية لن يجعل الشركاء موحدين.
وأردف: "ندعو قوى الثورة للجلوس معنا ولا نريد للمدنيين أو العسكريين فرض رأيهم"، مضيفًا أن القوات المسلحة ستختفي من المشهد السياسي عقب إجراء الانتخابات.
وجدد البرهان على أن القوات المسلحة وصية على أمن الوطن، وقال إنها تحرس حدود البلاد وتعرضت إلى هجوم من قوات إثيوبية تصدت لها ببسالة وكبدتها خسائر فادحة، وزاد: "لم يذكر أحد هذه العملية".
وشدد البرهان على أن القوات المسلحة تحرس البلاد ومن يرى عكس ذلك عليه أن يبحث عن من يحرسه، وأضاف: "الشعب السوداني منحنا المال والأبناء للعمل في القوات المسلحة".
وزاد: "هذه القوات ملك الشعب السوداني لم يستجلبوا من الخارج".
وقال: "يجب أن لا يتم إخافتنا بالشارع فنحن جاهزون للموت ونضرب المثال بقواتنا التي تصدت للهجوم الإثيوبي أمس وتحدوا الموت".
اقرأ/ي أيضًا: 5 أيام من المحاولة الانقلابية.. كيف يبدو المشهد؟
ورهن البرهان عبور الفترة الانتقالية بالتوحد وعدم التشظي والتكتل وإعادة القوى الوطنية التي أسست قوى الحرية والتغيير في منصة التأسيس، ولفت إلى أن الشعب نسج أحلامه ولا بد من تحقيقها.
البرهان: قواتنا تصدت لهجوم إثيوبي بكل بسالة
وتابع: "لا نخاف من خروج الثوار. نريدهم أن يخرجوا ويطالبوا بتعديل المسار لأي طرف في الفترة الانتقالية، ولكننا لا نخاف من التهديد بإخراج الشارع ضدنا". وأضاف: "نحن لا نخاف، وقواتنا وتحارب وتصدت للهجوم الإثيوبي أمس بكل بسالة".
وطالب البرهان بتحسين الأوضاع المعيشية، وقال إن الحقل الطبي يعاني من تدهور الوضع في قطاع البيئة وارتفاع أسعار الأدوية والعلاج، منوهًا إلى التردي في البيئة العامة والمحليات.
اقرأ/ي أيضًا
والد الشهيد عبدالعظيم واصفًا شباب الثورة: هؤلاء لا يخافون ولن يُهزموا