قال شهود عيان لـ"الترا سودان"، إن هناك انخفاض في وتيرة الاشتباكات المسلحة والمعارك العسكرية التي تعتمد على المدافع طويلة المدى بين الجيش والدعم السريع في العاصمة الخرطوم.
يقول باحث سياسي إن الطرفين المتحاربين في السودان ما زالا بعيدين عن الذهاب إلى التفاوض ويفضلان القتال
الأحد الماضي كانت وتيرة الاشتباكات بين الطرفين المتحاربين في السودان قد ارتفعت في الخرطوم بحري وأم درمان والخرطوم بالقرب من مقر القيادة العامة للقوات المسلحة. واعتمدت القوات المتقاتلة على التدوين المدفعي وبعض التحركات العسكرية المحدودة في شوارع رئيسية في أم درمان وبحري.
كما هاجمت قوات الدعم السريع قبل يومين بعض الأحياء الشرقية في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان. وقال الجيش إنه تصدى للهجوم وكبد هذه القوات خسائر فادحة.
عثمان الذي يقيم حي الصحافة بالخرطوم قال لـ"الترا سودان" إن أصوات المدافع تراجعت الثلاثاء وصباح اليوم الأربعاء بشكل ملحوظ. وقال إن الوضع سمح لبعض المواطنين بالخروج وشراء الاحتياجات.
وفي ظل صعود وتراجع حدة المعارك العسكرية في الخرطوم، قال شهود عيان إن مستشفى التميز بحي الامتداد جنوب العاصمة عاد إلى الخدمة، وتعمل طواقم طبية في خدمة المواطنين.
وقال شاهد عيان لـ"الترا سودان" إن مستشفى التميز يعمل على مدار الساعة ويقوم بخدمة المرضى في المنطقة.
ودخلت الحرب بين الجيش والدعم السريع شهرها التاسع. ونتج عن الاشتباكات نزوح قرابة عشرة ملايين شخص داخليًا وخارجيًا. وتحذر منظمات دولية من بينها الأمم المتحدة من نقص حاد في الغذاء بسبب تعثر الموسم الزراعي.
وفي تطور نحو عملية التفاوض، أوصد قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الباب أمام توقعات باستئناف التفاوض مع الدعم السريع. البرهان قال من قاعدة عسكرية بمدينة خشم القربة بشرق السودان، الثلاثاء المنصرم، إن التفاوض على إيقاف الحرب سيكون داخل السودان لمن أراد ذلك. وأكد عبدالفتاح البرهان أن "التفاوض الذي لا يحفظ كرامة الشعب واستعادة المنهوبات لن يكون مقبولًا".
ويقول الباحث السياسي محمد كمال لـ"الترا سودان" إن الأفق مسدود تمامًا إزاء انتعاش عملية التفاوض بين الجيش والدعم السريع خلال الفترة القادمة. وقال إن الطرفين يستعدان لمواجهات عسكرية عنيفة خلال الأسابيع القادمة.
ويضيف كمال: "لا يوجد ما يدعو إلى التفاؤل بشأن عملية سلمية أو تفاوضية لأن الطرفين المتحاربين ما زالا بعيدين عن هذه القناعات في الوقت الراهن، ولا توجد ضغوط دولية كافية لحملها إلى طاولة التفاوض لأن المجتمع الدولي لا يكترث بالأزمة الإنسانية في السودان ناهيك عن التفاوض والجهود السلمية".