الترا سودان| فريق التحقيق
نشرت هيومان رايتس ووتش تحقيقًا مطولًا يتناول بالتفصيل جرائم الإمارات العربية المتحدة في حق شباب سودانيين ما تزال قضيتهم مرفوعة ضد شركات التوظيف المحلية، ويزمعون مقاضاة الإمارات أمام المحاكم الدولية، ويسلط التحقيق الضوء على مثال واحد فقط عن ما أسماه: "التورط الخبيث للإمارات في النزاعات الخارجية، والذي يتضمن تحويل كميات هائلة من الأموال والأسلحة إلى الجماعات المسلحة المحلية المسيئة في اليمن وليبيا وتوظيف مقاتلين أجانب للمساعدة في شن حروب بالوكالة في المنطقة".
التحقيق: ما قامت به الإمارات من خداع للسودانيين وإرسالهم إلى الحرب يرقى لانتهاك القانون الإنساني الدولي
ويتهم التحقيق دولة الإمارات بأنها: "في السنوات الخمسة الماضية وحدها، قامت القوات المحاربة بالوكالة بقيادة الإمارات، باحتجاز وإخفاء وتعذيب يمنيين في جنوب وشرق اليمن، بما في ذلك نشطاء يمنيون انتقدوا انتهاكات التحالف".
اقرأ/ي أيضًا: في جلسة المحاكمة..ممثل زين ينفي اتهامات صلاح مناع والأخير يعترف بالتسجيلات
خداع وحرب بالوكالة
وقال التحقيق أن الشباب السودانيين الذين وظفتهم الإمارات في حربها بالوكالة: "تعرضوا إلى العديد من ممارسات التوظيف الاستغلالية وانتهاكات العمالة الوافدة التي يواجهها عادة العمال الوافدون في الإمارات ومنطقة الخليج بشكل عام". وأضاف التحقيق أن ما يميز قضية الشباب السودانيين ضحايا طموحات الإمارات التوسعية في المنطقة هو أنهم تعرضوا للخداع والذي عرضهم في النهاية لخطر أن يصبحوا أهدافًا عسكرية محتملة في بلد غارق في حرب أهلية مستمرة منذ سنوات" –أي ليبيا- ووصف التحقيق هذه الممارسة من قبل الإمارات بأنها يمكن أن يرقى إلى انتهاك القانون الإنساني الدولي.
ويسرد التحقيق محنة الشاب السوداني عامر صاحب الـ(29) عامًا ورفاقه، الذي إلى الإمارات، متوقعًا أن يعمل كحارس أمن في ناطحات السحاب المكيّفة أو مراكز التسوّق الضخمة في العاصمة أبو ظبي. لكن منذ يوم وصوله في سبتمبر/أيلول 2019 أخذ منه هاتفه وأرسل هو ورفاقه إلى منطقة مجهولة لتلقي التدريب العسكري ومنعوا من التواصل مع العالم الخارجي.
الجيش الإماراتي متورط
ويكشف تحقيق هيومان رايتس ووتش تورط ضباط من الجيش الإماراتي في عملية تجنيد الشباب السودانيين، حيث ذكر التحقيق أن عقود العمل التي تمت مراجعتها بواسطة هيومن رايتس ووتش، تؤكد ملكية الشركة إلى ديين سيف معضد الكعبي، وهو رجل إماراتي وصفه مقال إخباري محلي عام 2012 بأنه عقيد في القوات المسلحة، وقال التحقيق: "لم يذكر مقال في الموقع الإلكتروني لـ"وكالة أنباء الإمارات" الرسمية عام 2017 لقبه العسكري". وأضاف: "تعرّف العمال الوافدون السودانيون على شخص آخر قد يكون متورطًا، وهو العميد مسعود المزروعي الذي ورد ذكره في الصحف اليمنية عامي 2017 و2018 كنائب لقائد القوات الإماراتية وقائد عمليات التحالف بعدن". وأكد التحقيق أن خمسة عمال مهاجرون مختلفون قابلهم فريق هيومان رايتس ووتش تعرفوا على صورته كل على حدة، باعتباره أحد ممثلي الشركة. بينما تعرف عليه ثلاثة منهم بالاسم على أنه مسعود المزروعي، الذي قدم نفسه لهم في وقت من الأوقات كنائب مدير في بلاك شيلد.
هيومان رايتس ووتش: عندما سأل الشباب السودانيين عن مكان عملهم عرض عليهم مدير الشركة الإماراتي مضاعفة رواتبهم
ويضيف التحقيق أن خمسة على الأقل من الشباب السودانيين أكدوا أنه حينما ازدادت مخاوف بعضهم وسألوا عما إذا كان سيتم إرسالهم إلى ليبيا أو اليمن لم يكن رد المزروعي واضحًا على سؤالهم. وإنما عرض عليهم مضاعفة أجورهم من (1,840) درهم إماراتي، حوالي (500) دولار أمريكي في الشهر، كما هو منصوص عليه في عقود العمل، إلى (3,680) درهم إماراتي، أي حوالي ألف دولار أمريكي.
اقرأ/ي أيضًا
مواجهات جديدة بين الجيش الحكومي وجبهة الخلاص الوطني جنوبي العاصمة جوبا