حذرت وزارة الصحة الاتحادية من بذور قمح غير صالحة للاستخدام البشري نهبتها قوة مسلحة من مخازن شركة خاصة في شرق النيل.
وكانت شركة "هارفست" قد أعلنت عن قيام قوة مسلحة في شرق النيل، الواقعة في العاصمة الخرطوم، بنهب (1500) طن من بذور القمح المعالجة كيميائيًا من مخازنها بالقرب من مقابر البنداري شمال شرق الحاج يوسف.
تسيطر قوات الدعم السريع على منطقة شرق النيل في العاصمة الخرطوم منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة بينها والجيش السوداني
وتسيطر قوات الدعم السريع على منطقة شرق النيل في العاصمة الخرطوم منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة بينها والجيش السوداني في منتصف نيسان/أبريل من العام الماضي، وتنتشر أعمال نهب وأسواق للمسروقات تعرف محليًا باسم "أسواق دقلو" نسبة لقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
وفي بيان مشترك لوزارة الصحة الاتحادية، ووزارة الداخلية، ووزارة الزراعة، ووزارة الغابات الاتحادية، ووزارة الثروة الحيوانية الاتحادية، والهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس، والمجلس الأعلى للبيئة، أكدت الصحة الاتحادية أنها أجرت تحقيقًا حول الإعلان الصادر عن شركة "هارفست" وتحققت من صحة ما ورد في بيانها حول نهب القمح وتداوله في الأسواق للاستخدام البشري.
وحذرت الجهات الموقعة على البيان المشترك من استخدام هذا القمح المعامل كيميائيًا، الذي يختلف عن لون القمح العادي ويتميز باللون الأحمر البني، للاستخدام البشري والحيواني. كما شددوا على أنه يجب تجنب استخدامه بشكل مطلق؛ لأنه يستخدم فقط كتقاوي.
وأكدوا أن شراء أو تناول أو تداول هذا القمح، أو محاولة غسله أو طحنه أو خلطه لاستخدامه كغذاء للإنسان أو علف للحيوان قد يؤدي إلى التسمم الكيميائي، مما يسبب مضاعفات عدة، منها أمراض الفشل الكلوي والسرطان التي تؤدي إلى الوفاة.
وأوضح البيان المشترك، الذي اطلع عليه "الترا سودان"، أنه يتعين على الجهات المعنية الإسراع في إعداد بروتوكولات التشخيص والعلاج، والرسائل الصحية التوعوية، ورفع حساسية نظم الرصد المرضي.
وشدد البيان على ضرورة مراقبة جميع المعابر من قبل الجهات الأمنية لمنع حركة هذه التقاوي بين الولايات. ونوهت جميع الشركات العاملة في مجال التقاوي والتي تحمل مخزونًا مماثلًا بأخذ الحيطة والحذر، والإبلاغ الفوري في حال تعرض مخازنها للنهب أو السرقة.
وأضاف البيان: "نثق في وعي المواطنين الكرام بعدم استخدام هذه التقاوي، والإبلاغ الفوري عن أي معلومات للجهات المختصة".
ومنذ اندلاع المواجهات بين الجيش والدعم السريع، انتشرت أعمال النهب والسرقة بشكل واسع في العاصمة الخرطوم والولايات الساخنة.
يذكر أن الحرب تسببت في انقطاع سلاسل الإمداد وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير في المناطق التي ما زالت تشهد اشتباكات بين طرفي النزاع في السودان.