08-أكتوبر-2019

تشهد منطقة التقولا احتجاجات عارمة ضد شركات تعدين الذهب (MEY)

تأزمت الأوضاع الأمنية في منطقة التقولا بمحلية تلودي بولاية جنوب كردفان، التي تشهد منذ نهاية الأسبوع الماضي مظاهرات شعبية غاضبة، ضد أعمال شركات تعدين الذهب التي يتبع أغلبها لجهات عسكرية، من أبرزها قوات الدعم السريع وجهات أخرى. وقالت مصادر خاصة لـ"الترا سودان" أن الولاية شهدت منذ ليلة أمس أعمال عنف وإطلاق نار على منازل المواطنين، وحملة اعتقالات عشوائية ضد الناشطين وقادة الحراك، المطالبين بإيقاف أشغال تعدين الذهب، التي يستخدم فيها مادة "السيانيد" القاتلة.

وأطلق تجمع المهنيين بـ"تلودي" نداءات للجيش السوداني، للتدخل لحفظ الأوضاع الأمنية في المنطقة، وإيقاف ممارسة الترهيب وبث الرعب التي تقوم بها مليشيات الدعم السريع ضد المواطنين. وطالب تجمع المهنين بتلودي في بيان تحصلت "الترا سودان" على نسخة منه بإطلاق سراح المعتقلين صلاح الريال، وإبراهيم الشيخ، وسومي أحمد حارن، وحميدان أم ضالة.

حرق مواطنون غاضبون بتلودي ظهر يوم الخميس الماضي ثلاثة معامل للذهب بالمنطقةبعد أن طالبوا  برحيل الشركات وعدد من ضباط الأمن بالمنطقة في ظرف ٢٤ ساعة!

وتناقل ناشطون اليوم أنباء عن بتر رجل الشاب محمد أحمد، أحد ضحايا إطلاق النار بواسطة الدعم السريع على مواطنين عزل في تلودي. لكن لم يتسنّ لنا في "الترا سودان" التحقق من صحة الخبر.

وحرق مواطنون غاضبون بتلودي ظهر يوم الخميس الماضي ثلاثة معامل للذهب بالمنطقة، وهي معمل شركة "الجنيد" التابعة للدعم السريع بمنجم مريضان، ومعمل "السنط" الذي يتبع لهيئة العمليات بجهاز الأمن ومعمل "العين الزرقاء" الذي يتبع لجهاز الأمن والمخابرات ومعمل "الدولية.

وكان مواطنو المنطقة قد سلموا مذكرة للسلطات الأمنية، الأسبوع الماضي تطالب برحيل الشركات وعدد من ضباط الأمن بالمنطقة في ظرف ٢٤ ساعة.

وكشفت أنباء أن مليشيات الدعم السريع بدأت منذ أمس حملة اعتقالات واسعة، طالت مواطنين يعملون في مناجم الذهب. وقال ناشطون أن حملة الاعتقالات تأتي كرد فعل على المظاهرات، وقيام المحتجين بحرق مقار شركات ومن أبرزها شركة الجنيد المملوكة لقائد قوات الدعم السريع وعضو المجلس السيادي الفريق محمد حمدان دقلو.

وأفاد شهود عيان أن موكب المواطنين المحتجين اتجه من وسط المدينة، إلى منجم الجنيد ومنه إلى منجم بمنطقة "التقولا" حيث رئاسة شركة الجنيد، وقبل الوصول لمعمل التقولا مر المتظاهرون بمصنع العين الزرقاء الذي يتبع لجهاز الامن وبه أفراد من هيئة العمليات، وهو مصنع الدولية، وعند وصولهم إلى معمل "السنط" أطلق عساكر يتبعون لقوات الدعم السريع النار عليهم.

وأفاد شهود عيان بسقوط ستة مصابين من الثوار المتظاهرين، إصاباتهم متفاوتة، ونقلوا على إثرها إلى مستشفى تلودي، حيث أدخل أحد المصابين إلى العملية لإصابته بكسر بالغ في رجله.

وقد أصيب عدد من أفراد قوات الدعم السريع وهيئة العمليات ولقي ثلاثة أفراد من قوات هيئة العمليات حتفهم، وتم حرق عدد من سيارات الدعم السريع رباعية الدفع، بعد أن فروا تاركين السيارات محملة بأسلحة مختلفة.

نسب تشوهات المواليد تصل إلى معدل طفلين مشوهين من كل (10) حالات ولادة في المنطقة

وكان مواطنون وناشطون قد ثاروا وبدأوا اعتصامهم الذي دخل شهره الثاني، بعد أن ظهرت تشوهات أغلبها في منطقة الرأس على أجساد أطفال حديثي الولادة، حيث شهد مستشفى تلودي (12) حالة لمواليد بعاهات، كما أشار المواطنون إلى تأثيرات أصابت مزارعهم وماشيهم ردها مختصون إلى الاستخدام الواسع لمادة السيانيد السامة من قبل الشركات المعدّنة للذهب.

وكشفت تقارير طبية نقلا عن أطباء محليين أن نسب تشوهات المواليد تصل إلى معدل طفلين مشوهين من كل (10) حالات ولادة.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"جباية" نظامية بالملايين تهدّد أعمال معدّني الذهب التقليديين في نهر النيل

إقالة مدير مشرحة بالخرطوم لمخالفته هيئة الطب العدلي ودفنه جثث شهداء