04-يوليو-2021

بعد (16) عامًا من التوقف، تستأنف وزارة النقل رحلة قطار من مدينة عطبرة شمال البلاد إلى مدينة بورتسودان شرق السودان والمرور عبر مناطق "هيا"و"جبيت" و"سنكات" في رحلة استطلاعية تبدأ غد الاثنين.

وتعتزم هيئة سكك حديد في السودان العودة إلى إقليم شرق البلاد بعد سنوات من الانقطاع عن مناطق واسعة في السودان وأنهت ارتباطها الإجتماعي بالأجيال الناشئة التي نادرًا ما شاهدت قطارات تسير على قضبان السكك الحديدية العارية، في مناطق مثل "هيا" و"سنكات" و"جبيت" أثناء عبور الحافلات السفرية إلى مدينة بورتسودان الميناء الرئيسي للبلاد يخرج أطفالها الى الشارع الرئيسي لبيع العلكة والفول السوداني نتيجة الفقر وانعدام التنمية، وعدم إرسال الأطفال إلى المدارس.

سيتحرك القطار من رصيف محطة عطبرة الاثنين القادم

 وقد تطرأ تحولات جديدة على حياة سكان القرى الفقيرة الواقعة على طول شريط السكك الحديدية حال شق القطار طريقه بين وسط البلاد وشرقها، ويقول ناشطون من ولاية البحر الأحمر أنها عانت من جفاف واضطرابات في عهد الرئيس المعزول وتبديد مليارات الدولارات من أموال المانحين المخصصة للشرق.

اقرأ/ي أيضًا: بدء تصدير المانجو إلى ليبيا واستمرار الصادر لأسواق الخليج

ويقول فكي شكور وهو ناشط من شرق السودان: "الحياة هنا قاسية جدًا لا بد من وصول التنمية إلى الإقليم لا بد من ضمان ربط الولاية مع الولايات الأخرى والعاصمة عبر شبكة القطارات".

وكانت القطارات تتحرك بين العاصمة ومدن بورتسودان و"جبيت" و"هيا" و"سنكات" قبل أن يطالها سوء الادارة في عهد الرئيس المعزول عمر البشير الذي أبرم نظامه صفقات فاسدة كلفت الخزانة نحو (50) مليون دولار، حقق فيها البرلمان في عهده لكن القضية انتهت دون إظهار النتائج.

وسيتحرك القطار من رصيف محطة عطبرة صباح الاثنين القادم ليكون في مدينة بورتسودان الثلاثاء لأول مرة بعد (16) عامًا كان آخر قطار يغادر المدينة الساحلية على البحر الأحمر ولم يعود مرة أخرى.

ويقول المحلل في اقتصاديات النقل محمد حسين لـ"الترا سودان"، إن عودة حركة القطارات بين المدن تساعد المواطنين في تحمل نفقات السفر لأن التكلفة ارتفعت في الحافلات والبصات التابعة لشركات النقل في القطاع الخاص.

ويوضح حسين أن القطار بين عطبرة وبورتسودان يمر عبر مناطق وقرى تعاني من الجفاف، مشيرًا إلى أن نشاط القطارات يساعد في تحسين وضع هذه المناطق إما بالتواصل بين المواطنين أو تقديم خدمات مثل مياه الشرب للمناطق التي تعاني من الأزمة شرق السودان.

وخضع القطار والقضبان الحديدية بين عطبرة وبورتسودان إلى صيانة من وزارة النقل منذ شهور لاستئناف حركة الركاب بين الولايتين المتجاورتين شمال وشرق البلاد.

ويقول الناشط في قضايا ولاية البحر الأحمر هاشم الماحي في تصريحات لـ"الترا سودان"، إن "قطار الشرق قد يكون أول وسيلة نقل عامة في نقل الركاب بين الخرطوم وبورتسودان مرورًا بمناطق "سنكات" و"هيا" و"جبيت" بولاية البحر الأحمر.

وتجري وزارة النقل تدشين القطار من رصيف محطة عطبرة بولاية نهر شمال البلاد الاثنين القادم بحسب ما أعلن وزير النقل في تصريح صحفي، قائلًا إن "الرحلة ستكون استطلاعية لمعرفة حجم الطلب على السفر عبر القطار".

وبدأ السودان العودة الى مشاريع السكك الحديدية في العامين الأخيرين رغم تعثر التمويل للنهوض بالقطارات والبنى التحتية؛ ففي مدينة عطبرة تقف أربعة رؤوس قطارات أميركية وهندية وصينية داخل الورشة الرئيسية متأثرة بنقص العملات الصعبة فيما يتعلق بالصيانة.

اقرأ/ي أيضًا: انتخاب السودان لعضوية اللجان الفنية للمنظمة العربية للطيران المدني

وإذا ما نجح قطار الشرق في الوصول إلى وجهته من عطبرة إلى بورتسودان يومي الاثنين والثلاثاء وجذب مئات الركاب فإن هذا القطاع سيحققق انتعاشًا نتيجة ارتفاع تكلفة السفر عبر شركات النقل البري.

قيمة تذكرة القطار الذي سيتحرك من بورتسودان أربعة آلاف جنيه

ويقول محمد بشرى من سكان بورتسودان لـ"الترا سودان" : "سنستقبل القطار الشرق في بوابة المدينة هذا يوم جميل نحن لم نشاهد القطارات في المدينة التي نشأنا فيها منذ سنوات طويلة".

وينتظر عودة القطار من بورتسودان إلى عطبرة صباح الأربعاء وتبلغ قيمة التذكرة أربعة آلاف جنيه بحسب ما ذكر هاشم الماحي موضحًا أن القطار وسيلة مهمة لمساعدة الركاب على السفر بوسائل نقل آمنة ومنخفضة التكلفة.

اقرأ/ي أيضًا

خالد عمر يتهم "المهووسين" بقتل شهيد الشرطة ويعلن اقتراب قانون الأمن

ولاية القضارف تشيع جثمان شهيد الشرطة في موكب 30 يونيو