14-يوليو-2023
آثار حريق في أحد مراكز اللاجئين في الجنينة

آثار حريق في أحد مراكز اللاجئين في الجنينة

قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنه تلقى "معلومات موثوقة" تفيد بدفن جثث ما لا يقل عن (87) قتيلًا من قبيلة "المساليت" وقبائل أخرى يُزعم أنهم قُتلوا بواسطة قوات الدعم السريع والمليشيات الموالية لها في غرب دارفور في مقبرة جماعية خارج مدينة الجنينة.

قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن المدفونين في المقبرة الجماعية قُتلوا بواسطة قوات الدعم السريع والمليشيات الموالية لها

وأوضح المكتب الأممي في بيان أمس الخميس أن عملية الدفن جاءت تنفيذًا لأوامر من الدعم السريع، مشيرًا إلى أن السكان المحليين أُجبروا على التخلص من الجثث في مقبرة جماعية مما حرم الموتى من أن يُدفنوا في إحدى مقابر المدينة بكرامة.

ونقل المكتب الأممي عن مصادر معلومات عن دفن ما لا يقل عن (37) جثة في 20 حزيران/يونيو الماضي في مقبرة بعمق متر واحد تقريبًا في منطقة مكشوفة تسمى "التراب الأحمر"، تقع في منطقة "الرانقا" على بعد كيلومترين إلى أربعة كيلومترات شمال غرب المقر الرئيس لشرطة الاحتياطي المركزي غرب الجنينة، فيما دفن (50) جثة أخرى في نفس الموقع في 21 حزيران\يونيو الماضي، بما فيها جثث سبع نساء وسبعة أطفال – وفقًا للمكتب الأممي.

https://t.me/ultrasudan

وبناءً على "معلومات موثوقة" قال المكتب الأممي إنه جمعها، فإن المدفونين في المقبرة الجماعية قُتلوا بواسطة قوات الدعم السريع والمليشيات الموالية لها في الفترة بين 13-21 حزيران/يونيو في أحياء "المدارس" و"الجمارك" في مدينة الجنينة، ومن ضمنهم العديد من ضحايا العنف الذي أعقب مقتل والي غرب دارفور خميس أبكر في 14 حزيران/يونيو بعد وقت قصير من اعتقاله بواسطة الدعم السريع.

ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك قوات الدعم السريع وأطراف النزاع الأخرى إلى تيسير عمليات البحث الفوري عن القتلى وجمعهم وإجلائهم دون تمييز، بما في ذلك على أساس العرق.

وأدان تورك قتل المدنيين والأشخاص العاجزين عن القتال. وأعرب عن شعوره بالذعر من الطريقة "القاسية وغير المحترمة" التي عومل بها القتلى إلى جانب عائلاتهم ومجتمعاتهم. "يجب أن يكون هناك تحقيق سريع وشامل ومستقل في عمليات القتل، ويجب محاسبة المسؤولين عنها" – أردف تورك.

المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك
مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (Getty)

وذكر بيان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نقلًا عن شهود عيان إن جهود الوساطة المحلية للوصول إلى القتلى ودفنهم استغرقت وقتًا طويلًا مما ترك العديد من الجثث ملقاة في الشوارع لأيام.

وقالت إحدى الأسر إنها اضطرت إلى الانتظار (13) يومًا حتى يُسمح لها بإجلاء جثة أحد أفرادها، وهو شخصية مرموقة من قبيلة "المساليت" قتل في 9 حزيران/يونيو بواسطة قوات الدعم السريع والمليشيات الموالية لها.

وأوضح الشهود أنه في الحالات التي سمحت فيها قوات الدعم السريع بأخذ الجثث –بعد وساطة مع قادة المجتمعات العربية وغيرهم– فإنها قد رفضت السماح بنقل الجرحى إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك: "على قيادة قوات الدعم السريع والمليشيات الموالية لها وكذلك جميع أطراف النزاع المسلح ضمان التعامل مع الموتى بطريقة صحيحة وحماية كرامتهم".

ودعا تورك قوات الدعم السريع إلى أن تسجل أو تسمح لعمال الإغاثة بتسجيل جميع المعلومات المتاحة المتعلقة بالقتلى –بما في ذلك التقاط الصور المناسبة للجثث– وتحديد مواقع القبور، بهدف معرفة هوية المدفونين لتسهيل إعادة رفاتهم إلى ذويهم حال طلبهم.

ودعا المفوض السامي قيادة الدعم السريع فورًا وقطعًا إلى وقف قتل الناس وإنهاء العنف وخطاب الكراهية ضدهم على أساس انتمائهم القبلي.