17-مايو-2022
اندوكاوي

محمد يوسف أحمد، المشهور بـ "اندوكاي"

لقي الكوميدي والفنان المسرحي في العقد الثالث من عمره محمد يوسف أحمد، المشهور بـ "اندوكاي"، مصرعه إثر حادث سرقة على منزله بحي الجبل بمدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء.

اندوكاي شاب صاحب رسالة فنية عميقة تدعو إلى رتق النسيج الاجتماعي عبر المقطوعات الكوميدية، والمحافظة على العادات والتقاليد بين القبائل في دارفور.

أسس "اندوكاي" مجموعة دار اندوكة للآداب والفنون وقدم عدد من المسرحيات أشهرها مسرحية (دروتي)

تقول سيرته الذاتية أنه من مواليد مدينة الجنينة، بدأت رحلته الفنية منذ الصغر عبر الجمعيات الأدبية بمدرسة الفاروق الأساسية والصناعية بطابور الصباح، وتدرج حتى وصل إلى تمثيل دارفور عبر مهرجان الشباب السوداني عدت مرات. 

يقول المسرحي عيسي سليمان شمين، في تصريح لـ "الترا سودان" من الجنينة، أن الفقيد يتمتع بروح كوميديا رفيعة، عبر المسرح المتجول يدعو للسلام والمحبة وسط حالة من عدم الاستقرار والحرب التي تشهدها الجنينة في الأشهر الماضية.

تيليغرام

ويضيف شمين: "بوفاته انطفأت إحدى المصابيح التي تنير طريق التعايش السلمي بالمدينة".

ويؤكد الصحفي محي الدين زكريا من الجنينة، أن رسالة الفقيد ظلت حاضرة في أعماله الأدبية فهو فنان يكتب ويقدم الأعمال لنفسه، دون تردد في مواجهة حالة الحرب والقتتال وعدم التسامح، ويشهد على ذلك مسرح الجنينة الذي لم يغب عنه في أي فعالية فنية أو كرنفال للسلام.

وقال مراسل تلفزيون السودان عبدالمنان صغيرون، أن أبرز رسائل اندوكاي استخدم فيها المسرح باللهجة المحلية، التي تهدف إلى المحافظة على العادات والتقاليد بين القبائل، منطلقًا من موهبته الكوميدية ذات الطابع الفكاهي الذي ميزه دون غيره. 

 ويضيف صغيرون أن محمد يوسف يتمتع بعلاقات واسعه عند أهل المسرح بالسودان، أبرزهم محمد الفادني، وقد كانت رسالته تدعو إلى قيم المجتمع الفاضل.

قدمت العديد من الجمعيات المسرحية بالجنينة واجب العزاء في الفقيد، منها جمعية الأجاويد للآداب، وفرقة نجوم غرب دارفور التي ينتمي إليها، ومجموعة دار اندوكة للآداب والفنون.

تفيد المصادر أن أيادي الغدر التي اغتالت اندوكاي قد تم القبض عليها، وهو جاره بحي الجبل بالجنينة، وأن التحريات الأولية تفيد أن الدوافع الحقيقة حول مقتله تعود إلى السرقة، حيث دافع القتيل عن نفسه وقُتل عبر استخدام السلاح الأبيض. 

وقدم الناشط علي أبو جلحة من أبناء الجنينة، التعازي في الفقيد وكتب عبر صفحتة بالفيسبوك أنه بموت محمد يوسف اندوكاي فقدت الجنينة احد أبنائها الخلص الذين يسعون دومًا إلى رؤية المدينة خالية من الحرب وتعزيز ذلك عبر المسرح من أجل التعايش السلمي .

 

لقد انطفى احد المصابيح التي تنور لدار اندوكا طريق التعايش والتصالح بين ساكنيها منذ زمن طويل اشتغل الفنان المسرحي حمادة...

Posted by ‎على ابوجلحه ادم‎ on Tuesday, May 17, 2022

 لـ "اندوكاي" اسهامات تاريخية في السلام الاجتماعي والتماسك المجتمعي بدارفور، في إطار الثقافة والفنون والتنوع.

أيّ قلب قد توقف عن النبض بوفاته، وأي فقد قد يتركه اندوكاي، بفقده انطفأت شمعة أخرى عامرة بالمحبة والتسامح وقبول الآخر.