24-أبريل-2022
كانت حكومة الولاية قد أعلنت أمس إرسال تعزيزات عسكرية للمحلية للمساهمة في إيقاف النزاع - أرشيفية (AFP)

كانت حكومة الولاية قد أعلنت أمس إرسال تعزيزات عسكرية للمحلية للمساهمة في إيقاف النزاع - أرشيفية (AFP)

اتسعت رقعة النزاع الأهلي بولاية غرب دارفور لتشمل أجزاء من العاصمة الجنينة، وذلك بعد ساعات دامية بمنطقة كرينك الواقعة شرق الولاية الحدودية مع دولة تشاد. وقال مسعفون طبيون إن القتال الأهلي أسفر عن مقتل (155) شخصًا، بينهم معلمون بمدارس كرينك.

وحاصرت مجموعة أهلية مسلحة المنطقة الواقعة شرق الجنينة لأكثر من عشر ساعات اليوم الأحد، وقُتل (155) شخصًا في النزاع الأهلي المسلح، وحذرت فرق طبية بمستشفى الجنينة، من أن الوضع الإنساني والصحي في أسوأ حالاته.

النزاع الأهلي المسلح يُهدد الإقليم بالعودة إلى مربع الحرب الأهلية 

ونقل شاهد عيان من مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور لـ"الترا سودان"، أن القتال الأهلي امتد إلى الجنينة اليوم الأحد، وشهد محيط المستشفى ومؤسسات حكومية وأحياء سكنية، اشتباكات بالأسلحة النارية.

بينما أكد مسؤول محلي من ولاية غرب دارفور لـ"الترا سودان"، أن الحكومة المركزية على مستوى مجلس السيادة الانتقالي والأجهزة العسكرية والأمنية تعهدت باتخاذ قرارات من شأنها تهدئة الأوضاع الساعات القادمة، دون أن يدلي بالمزيد من التفاصيل حول طبيعة هذه القرارات.

وأضاف مشترطًا حجب اسمه: "إجراءات عسكرية وأمنية لتهدئة الوضع، والشروع فورًا في مصالحة أهلية جذرية، تُنهي الصراع في هذه الولاية".

وقضت النيران على سوق الكرينك بالكامل، وشوهدت النيران تتصاعد من محال تجارية بينما فر السكان إلى خارج المدينة، فيما لجأ الآلاف إلى الحدود القريبة من دولة تشاد.

ناشط بغرب دارفور يحذر من حدوث مجازر كبيرة حال عدم تدخل الدولة من أعلى المستويات

وقال أحمد زكريا الناشط في مجال الرعاية الصحية بولاية غرب دارفور، إن الأوضاع في مدينتي الجنينة وكرينك سيئة للغاية، محذرًا حدوث مجازر كبيرة حال عدم تدخل الدولة من أعلى المستويات.

وأشار زكريا إلى أن المجموعات الأهلية تسلحت بشكل كبير في الفترة الماضية، لافتًا إلى أن القتال أدى إلى إخلاء منطقة الكرينك بالكامل من السكان، وفر الآلاف إلى خارجها.

https://t.me/ultrasudan

وأكد زكريا مقتل نحو (155) شخصًا من الجانبين في الصراع الدائر بالمنطقة، نتيجة للاشتباك بالأسلحة الثقيلة، مضيفًا أن مجموعة أهلية مسلحة هاجمت الكرينك في الساعات الأولى من صباح اليوم من عدة اتجاهات.

وأشار إلى أن الأوضاع عادت إلى حقبة الحرب الأهلية في ظل تقاعس تام من الدولة المركزية.

وذكر مسعفون من مستشفى الجنينة، أن الوحدات الصحية بالمستشفى استقبلت مئات الإصابات من منطقة الكرينك، متوقعةً استمرار الهجوم المسلح وتأثيره على الوضع الإنساني في عاصمة الولاية.

واندلع الصراع المسلح، بين المجموعتين الأهليتين على خلفية مقتل اثنين من رعاة الماشية، نهاية الأسبوع الماضي، وفي مثل هذه الحوادث تلجأ المجموعات الأهلية إلى المصالحات ودفع الديات أو القتال فيما يسمى شعبيًا في إقليم دارفور بـ"الفزع"؛ أي الاستنفار لأخذ الثأر أو استرداد المسروقات.

وتعثرت الحكومة المركزية في رعاية مصالحة أهلية بين الطرفين إثر تجدد القتال بين الحين والآخر منذ عامين، وزار رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك مدينة الجنينة مطلع العام 2020 للحد من صراع أهلي مسلح أسفر عن مقتل العشرات ونزوح (900) ألف شخص إلى المرافق العامة من مخيمات كرينك إلى العاصمة الجنينة.

كان حميدتي قد شدد قبل عامين على تقديم من ارتكبوا جرائم القتل للعدالة لكن يقدم أي شخص حتى الآن في الأحداث القبلية

وكان نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، الذي رافق حمدوك، قد شدد على اتخاذ الإجراءات القانونية بحق من ارتكبوا جرائم القتل، لكن هذه التصريحات لم تنفذ حتى الآن.

وفي تصريحات أدلى بها في لقاء مع الادارات الأهلية، أكد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، أن الأجهزة الأمنية والعسكرية بحاجة إلى اصلاحات عميقة في أول رد فعل على الاقتتال الأهلي في غرب دارفور.

وحمّل مناوي الحكومة المركزية مسؤولية تأخير بنود اتفاق جوبا، وقال إن الترتيبات الأمنية لم تنفذ كما يجب، وأوضح أن انتشار القوات في إقليم دارفور تأخر كثيرًا.