الهدنة التي بدأت صباح اليوم الأحد وتستمر ليومين آخرين في السودان، تقترب من تحقيق تقدم كبير عقب هدوء ساد في غالبية أحياء العاصمة السودانية اليوم حسب ما ذكر شهود عيان لـ"الترا سودان".
جاءت هذه الهدنة بعد معارك ضارية وأعمال عنف شهدتها العاصمة الخرطوم ومدن الجنينة والأبيض
وجاءت هذه الهدنة بعد معارك ضارية وأعمال عنف شهدتها العاصمة الخرطوم ومدن الجنينة والأبيض طيلة الأسبوع الماضي، حيث التزم الطرفان أمام الوساطة السعودية الأميركية بقبول هدنة تستمر لثلاثة أيام.
وقال عامر الذي يقطن حي الصحافة جنوب العاصمة السودانية لـ"الترا سودان": "لم تسمع أصوات المدافع ولا الطائرات ولا الرصاص جنوب العاصمة السودانية من النادر أن تغيب عنك هذه الأصوات في الأيام الاعتيادية للحرب".
وأشار إلى أنه رغم ذلك لم تتمكن الأسواق القريبة من العمل نتيجة تضرر الأحياء جنوب العاصمة السودانية بمعارك عسكرية غير مسبوقة، إلى جانب ارتفاع المخاوف من اعتقالات الدعم السريع بحجة التعاون مع الاستخبارات لمجرد شكوك في المارة.
وينفي الدعم السريع هذه التهم ويقول إنه يعمل على حماية المواطنين، متعهدًا بالتحقيق في بعض الشكاوى التي وردت إليها.
الشوارع جنوب العاصمة كانت شبه خالية من المارة خاصة الصحافات وجبرة والعشرة التي تحاط بالقوات العسكرية، كونها قريبة من سلاح المدرعات المحصن بالجيش.
وكانت لجان مقاومة منطقة اللاماب جنوب العاصمة السودانية قد ذكرت في بيان اليوم الأحد أثناء ساعات الهدنة وصول تعزيزات الدعم السريع إلى أحياء قريبة من المدرعات.
وفي الخرطوم بحري جاءت الهدنة كما توقع المراقبون بتوقف الاشتباكات تمامًا وهدوء أصوات الضربات الجوية والمدافع الأرضية، إلى جانب انحسار ملحوظ لحركة القوات العسكرية في العديد من الشوارع.
قالت نسرين في حديث لـ"الترا سودان"، إنهم اليوم لم يسمعوا أصوات المدافع والطائرات رغم استمرار مشاهدة الدخان من مواقع وسط العاصمة، والتي اشتعلت منذ ثلاثة أيام.
تقول هذه الفتاة إن الخرطوم بحري شهدت اليوم "هدوءًا كبيرًا"، لكن هذا لا يعني عودة نشاط الأحياء وحركة المواطنين خشية الوقوع في أيدي العصابات، أو التعرض لمخاطر متعددة في هذا الوقت.
ترى نسرين أن الهدنة مهمة للأغراض الإنسانية، لكنها تستغل لنهب المنازل والشركات والمصانع، لذلك يجب وضع بنود تتعلق بأعمال النهب التي قضت على ممتلكات المواطنين.
وهددت الوساطة طرفي الصراع المسلح بتأجيل مفاوضات جدة إذا ما وقعا في خروقات خلال هذه الهدنة، وذلك عبر بيانها الذي صدر السبت.
أما في مدينة أم درمان أطلق بعض سكان حي المهندسين نداء استغاثة بسبب أعمال النهب التي طالت منازلهم المتاخمة لقاعدة سلاح المهندسين التابعة للجيش، حيث ترتكز قوات الدعم السريع منذ شهرين قرب هذه المنطقة، واضطر بعض السكان إلى مغادرة المنازل خوفًا من الوقوع وسط هذا الصراع المسلح.
الأحياء الواقعة شمال أم درمان وغربها كانت هادئة نسبيًا خاصة مع انخفاض تواجد قوات الدعم السريع، وسيطرة الجيش على مواقع واسعة حسب ما أفاد شهود عيان.
ولا تزال الهدنة مستمرة في ساعات الليل، ويقول الجيش إنه لن يتردد في حسم أي عملية لقوات الدعم السريع خلال ساعات الهدنة.
وفيما يتعلق بتوزيع المساعدات الإنسانية، قال عامل في برنامج الغذاء من مدينة ودمدني بولاية الجزيرة، إن نجاح الهدنة في اليوم الأول محفز لإدخال مساعدات الساعات القادمة، خاصة الإغاثة الحيوية والضرورية للمستشفيات، ومواد الغذاء إلى الأحياء، لكن هذا يتوقف على تقييم فريق المخاطر.
خلال هذه الهدنة ترتب قطر ومصر والسعودية لمؤتمر دولي للمانحين في جنيف
وخلال هذه الهدنة ترتب قطر ومصر والسعودية لمؤتمر دولي للمانحين في جنيف الاثنين، حيث ستعمل قطر على بلورة اتفاق مع مصر لمساعدة السودان في الناحية الإنسانية وإمدادات الإغاثة.