قال مصدر عسكري لـ"الترا سودان"، إن الجيش سيطر على جبل مهم قرب مصفاة الخرطوم شمال العاصمة، والتي تعرف بـ"مصفاة الجيلي"، متوقعًا استرداد هذه المنشأة في وقت وشيك جدًا على خلفية العمليات التي تنفذها القوات المسلحة بالتحالف مع القوات المشتركة.
يدير الجيش معركة المصفاة بشكل دقيق للحفاظ عليها من التدمير
وقال مصدر عسكري لـ"الترا سودان" إن القوات المسلحة تحاصر المصفاة من ثلاثة محاور، ووصلت قوات من قاعدة حطاب العملياتية وقاعدة المعاقيل والكدرو بالخرطوم، وتبدو عملية التطويق "محكمة وفعالة".
وأشار المصدر العسكري إلى أن الجيش يضع في الاعتبار الحفاظ على البنية التحتية لذلك يدير عملية تحرير المصفاة بـ"شكل دقيق"، مؤكدًا أن القوات المسلحة تعتزم تحرير كل شبر من أرض السودان، مضيفًا أن"القوات المتمردة" قامت بزراعة الألغام الأرضية في محيط المصفاة لمنع تقدم الجيش، لكن هذا لا يمنع من العمل باحترافية.
وتقع مصفاة الخرطوم في منطقة الجيلي شمال الخرطوم بحري، وهي أكبر منشأة نفطية لتكرير الخام القادم من غربي وجنوبي البلاد. ورغم تقلص الإنتاج في العامين الأخيرين، إلا أنها كانت تنتج (70)% من البنزين المستهلك محليًا و(50)% من الاستهلاك المحلي لغاز الطهي.
وقال محمد طلب العامل في قطاع النفط لـ"الترا سودان"، إن استعادة القوات المسلحة للمصفاة قد تعيدها إلى مرحلة التشغيل رغم أن هذا الأمر قد يستغرق وقتًا طويلًا لا يقل عن نصف عام حال توفر التمويل.
وأضاف: "صيانة المصفاة سنويًا كانت تكلف (100) مليون دولار، وفي حالة الصيانة عقب الحرب، فإن التكلفة ستكون كبيرة قد تصل إلى نصف مليار دولار نظرًا للأضرار الكبيرة".
وأشار محمد طلب إلى أن الحرب دمرت قطاع النفط في السودان لأن أغلب المعارك كانت قرب المنشآت النفطية غربي البلاد ووسط العاصمة الخرطوم، لافتًا إلى أن البنية التحتية التي تتعلق بإدارة القطاع في الخرطوم سواء في وزارة الطاقة والمؤسسات التابعة لها نهبت بالكامل.
وقال طلب إن الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرب لا تستدعي تدمير البنية التحتية في البلاد، وهي بنية تحتية شيدت بتكاليف عالية ولا تستطيع الدولة إعادة بنائها في القريب العاجل إلا إذا حصلت على تمويل دولي ضخم قد يصل إلى (100) مليار دولار.
وفي آذار/مارس الماضي أعلن السودان توقف الخام القادم من جنوب السودان بسبب صعوبة الوصول إلى خطوط الأنابيب في منطقة النيل الأبيض لأسباب أمنية، ما يعني فقدان جوبا لملايين الدولارات من إيرادات النفط الذي يصدر عبر ميناء بورتسودان.
ويعتزم الجيش الاعتماد على عمليات نوعية لإنهاك القوات التي تسيطر على المصفاة في منطقة الجيلي شمال الخرطوم، وقال المصدر العسكري إن قيادة الجيش في أعلى المستويات تشرف على هذه العملية يوميًا.
وفي ديسمبر الماضي تبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بشأن تدمير مصفاة الجيلي على خلفية تصاعد الدخان من خزانات وقود عملاقة قرب المنشأة النفطية، وهناك مخاوف من حصول تدمير كامل حسب ما عبر تجمع العاملين في قطاع النفط في ذلك الوقت.
وقال الباحث في الشأن الإستراتيجي محمد عباس لـ"الترا سودان"، إن الدعم السريع في الوقت الحالي في أضعف حالاتها، ويحاول الجيش استغلال هذا الضعف لاستعادة مصفاة الخرطوم وولاية الجزيرة والخرطوم بحري.
وأضاف: "إذا استعاد الجيش مصفاة الجيلي سيغلق الباب أمام الدعم السريع التي تهدد باجتياح مدينة شندي بولاية نهر النيل، ويتمكن في ذات الوقت من بدء هجوم بري على هذه القوات في الخرطوم بحري، بالتالي السيطرة على أكبر مدينتين في العاصمة بعد السيطرة على أجزاء كبيرة من أم درمان الشهر الماضي".