06-فبراير-2022

آلت أصول البعثة في السودان إلى الحكومة عقب إنهاء مهامها (سودان تريبيون)

عاد الهدوء إلى محيط مقار بعثة يوناميد بمدينة الفاشر بعد اشتباكات دامية عصر أمس السبت بين مجموعة مسلحة والقوات المشتركة المكلفة بتأمين المباني والمقار. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أربعة من الضباط والجنود من الجانبين.

وقال شهود عيان إن مجموعة مسلحة وموقعة على اتفاق جوبا بقيادة محمد إبراهيم "أبوجمبة" هي المسؤولة عن الهجوم.

وكان والي شمال دارفور محمد عبد الرحمن نمر، أعلن في مؤتمر صحفي أمس السبت، أن مجموعة مسلحة متفلتة بقيادة شخص اسمه محمد إبراهيم أبوجمبة،  تمتطي اثنين من المركبات العسكرية وأربع شاحنات، وصلت إلى مقر يوناميد بغرض النهب، وأثناء شروعهم في النهب بادرت بإطلاق النار ما أدى إلى وقوع أربعة قتلى بينما قتل ضابط يتبع لقوات الدعم السريع في الاشتباكات.

وقّع "أبوجمبة" الذي قتل في الاشتباكات على اتفاق السلام مع الحكومة العام الماضي

وبحسب متابعين بولاية شمال دارفور، فإن الجنرال "أبوجمبة" الذي يقود المجموعة المسلحة وقع الاتفاق مع الحكومة في آذار/مارس 2021، والتحق باتفاق السلام الموقع بين الحركات المسلحة والحكومة، وكان مشاركًا في الاجتماعات التي تعقدها لجنة أمن ولاية شمال دارفور مؤخرًا.

وقالت المتخصصة في شؤون ولاية شمال دارفور لنا سبيل في تصريح لـ"الترا سودان"، إن الضابط اللواء محمد ابراهيم أبوجمبة هو ضمن الموقعين على الاتفاق مع الحكومة ولديه مقر في حي الفروسية غرب مدينة الفاشر لقوات التحالف السوداني.

وأشارت إلى أن الوضع في ولاية شمال دارفور خطير جدًا لانتشار غالبية الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا وبطء الترتيبات الأمنية، موضحةً أن الفاشر ظلت تشهد اضطرابات أمنية منذ النهب الذي بدأ في مقر بعثة اليوناميد الشهر الماضي.

وكان مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش وصف المجموعات التي دخلت في اشتباكات مع القوات المشتركة التي تحرس مقر يوناميد في الفاشر بالمتلفتة في تصريح صحفي أصدره مساء أمس.

ويحذر محللون أمنيون من انهيار اتفاق السلام على خلفية الاضطرابات الأمنية التي تشهدها مدينة الفاشر منذ شهر، وطالبوا الحكومة بالعمل على دمج وتسريح جميع المقاتلين التابعين للحركات المسلحة.

وزار رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو الفاشر الخميس الماضي، وعقدا اجتماعات مع قادة الحركات المسلحة لبحث الترتيبات الأمنية.

وذكر المحلل الأمني عمر عثمان في تصريح لـ"الترا سودان"، أن بقاء قوات عسكرية تحمل السلاح في المدن أو المناطق المأهولة بالسكان خارج المعسكرات المخصصة لها أمر خطير وقد يؤدي إلى أزمة أمنية لمجرد مشاجرة بين شخصين حيث قد يكونا مسلحين.

اقرأ/ي أيضًا: العون الأمريكي ينفي شائعة دعم الناشطين في السودان

ويرى عثمان أن الوضع الراهن في البلاد لا يسمح بتنفيذ حلول جذرية للمسائل المتعلقة بالدمج والتسريح ونزع السلاح من المقاتلين لغياب الإرادة السياسية والاطاحة بالمدنيين من السلطة الانتقالية وهيمنة العسكريين.

مصدر من الإعلام العسكري: الاجتماعات التي عقدت في الفاشر نهاية الأسبوع الماضي قد تسفر عن تسريع العملية خلال الشهور القادمة

لكن مصدر من الإعلام العسكري نفى في تصريح لـ"الترا سودان"، تأخير الترتيبات الأمنية، وقال إن الاجتماعات التي عقدت في الفاشر نهاية الأسبوع الماضي قد تسفر عن تسريع العملية خلال الشهور القادمة.

وأضاف: "وقف التمويل عقبة أمام العملية لكن على الرغم من ذلك لا بد من المضي قدمًا في الترتيبات المتعلقة بالدمج والتسريح ونزع السلاح أو إعادة الانتشار".

وكان مقر بعثة يوناميد تعرض إلى عمليات نهب واسعة من مجموعات مسلحة في مدينة الفاشر الشهر الماضي، وفقدت البعثة أصول تقدر بملايين الدولارات تركتها البعثة للأنشطة المدنية.

اقرأ/ي أيضًا

زيادات جديدة في أسعار الوقود وتحذيرات من تأثيرات سيئة على الاقتصاد

مكتب الأطباء الموحّد يلتقي بفولكر بيرتس