سبعة وعشرون عامًا حسومًا قضاها السودان يرزح تحت العزلة الدولية نتيجة لتصنيفه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية كدولة راعية للإرهاب في العام 1993، عقب استضافة نظام الإخوان المسلمين بقيادة المخلوع عمر البشير، زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن و وكارلوس الثعلب، بجانب دعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجماعة حزب الله اللبنانية.
مهد انتصار الثورة السودانية لوضع نهاية لآخر فصل في سلسلة عقود العقوبات الأمريكية
ويرى القيادي بقوى الحرية والتغيير وعضو المجلس المركزي، حيدر الصافي، أن قرار رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب يمثل العودة للمنظومة الدولية، ليعطي أملًا في التحول ومُضي الثورة صوب غايتها واتجاهها الصحيح، ليحول السودان من خانة الاتهام بقضايا الإرهاب إلى المنظومة الدولية، وستكون هناك حرية في الحركة للسودانيين من بلد إلى آخر دون قيود، بحسب قوله.
اقرأ/ي أيضًا: رسميًا.. إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب
ويؤكد الصافي بأن القرار يفيد الفترة الانتقالية بصورة كبيرة خاصة مسألة التحول الديموقراطي، منوهًا إلى أنه نابع من مؤسسات ديمقراطية تهتم بالأنظمة التي تمضي نحو التحول الديمقراطي.
مشيرًا إلى أن هناك انعكاسات ايجابية ذات تأثير مباشر على عمليات الصادر والاستثمار، ويضيف قائلًا: "ستشمل التغييرات الجوانب الاجتماعية بدخول عدة منظمات دولية، حيث كانت هناك العديد من الفرص الضائعة على البلاد بحجة أنها في قائمة الإرهاب".
ورهن القيادي بقوى الحرية والتغيير استفادة السودان من القرار في امكانياته والكيفية التي عبرها يعرض قضاياه للمجتمع الدولي، ويمضي بالقول: "القرار وحده لا يفيد السودان إلا بعد استغلال الفرص التي تساهم في الاستفادة منه".
اقرأ/ي أيضًا: بعد مغادرة لائحة الإرهاب.. كيف يمكن إرجاع الاقتصاد السوداني للأوضاع الطبيعية؟
ويقول حيدر الصافي، إن التغيير يحتاج إلى ثورة فكرية واجتماعية واصفًا الأوضاع الحالية بالتشوهات التي تمثل مظهرًا طبيعيًا في المرحلة الانتقالية، ويضيف: "في رأيي إذا وضعنا هدف السيادة الوطنية أمامنا سنفيد البلاد كثيرًا، والاعتماد على الدول العظمى وسياسة المحاور لا يفيد، ويجب أن نتعامل معها بالندية".
حيدر الصافي: أدعو إلى عدم الإسراف في الفرح والانصراف إلى تهيئة الأوضاع
ويرى عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، إن هناك اتجاه جديد تتشكل بموجبه الخارطة السياسة الدولية، داعيًا إلى استيلاد حركة وعي جديدة.
ويجزم الصافي بأن الاستفادة تكمن في إصلاح المؤسسات التي وصفها بـ"المنهارة" من حيث الشكل والكفاءة، ويمضى قائلًا: "القرار لا يفيد ما لم نشهد عمل أساسي وإصلاحي يزيل عن مؤسسات الدولة الواقع الميؤوس منه حتى تتعافى".
ودعا إلى عدم الإسراف في الفرح والانصراف إلى تهيئة الأوضاع بما يتماشى مع الأهداف التي يتم رسمها لتطوير كافة القطاعات وخاصة التي تتعلق بالتنمية الزراعية، منبهًا إلى إقبال البلاد نحو التغيير في الفترة المقبلة، وحث القوى السياسية للقيام بدورها على الوجه الأكمل في اختيار مسؤولين لتشكيل الحكومة بكفاءة عالية لتساهم في نقلة البلاد.
اقرأ/ي أيضًا: السفارة الأمريكية تؤكد إزالة السودان رسميًا من قائمة الدول الراعية للإرهاب
في ذات السياق ، يؤكد القيادي بقوى الحرية والتغيير وحركة القوى الجديدة الديمقراطية "حق"، مجدي عبدالقيوم كنب، مساهمة القرار بصورة كبيرة في إعفاء الديون الخارجية او جدولتها، ما يعطي إمكانية لمنح السودان قروض ومنح مالية في المستقبل، والتي ستؤثر بصورة كبيرة على مجريات الأوضاع في البلاد.
قيادي بحركة "حق": لفترة المقبلة ستشهد تغييرًا كبيرًا في كافة المواقف السياسية تجاه الخرطوم
ويرى كنب بأن الأزمة السياسة لديها علاقة جدلية بالأزمة الاقتصادية، وتوقع مضي المشهد السياسي بشكل مختلف الأمر الذي يؤدي لتخفيف حدة التوتر والاحتقان الاجتماعي بما يؤثر على شكل المعيشة.
ويقول القيادي بقوى الحرية والتغيير، إن الفترة المقبلة ستشهد تغييرًا كبيرًا في كافة المواقف السياسية تجاه الخرطوم، من خلال الانفراجة في العلاقات الخارجية. وتوقع حدوث تحولات على مستوى الخدمة المدنية والجوانب القضائية والعدلية.
ورهن مجدي كنب استفادة السودان بشكل عاجل حال قراءة قرار رفع الحظر مقرونًا مع وضع السودان تحت البند السادس وقرار الكونغرس الأمريكي الخاص بدعم التحول الديمقراطي والشفافية المالية، مشددًا على أن الأخير يصب بصورة مباشرة في مصلحة الشق المدني بالحكومة من خلال إقراره تمليك شركات المنظومة الدفاعية.
ويؤكد القيادي بحركة حق على أن السودان ليس بحاجة لسياسة المحاور في المستقبل وخاصة محور الإمارات والسعودية، ويضيف: "ستتعامل البلاد مباشرة مع كل دول العالم ولسنا في حاجة إلى واسطة".
مشيرًا إلى أن التحولات ستشمل موازين القوة التي ستنتقل للحكومة التنفيذية التي يعول عليها المجتمع الدولي ويتعامل بشكل مباشر مع رئيسها عبدالله حمدوك.
اقرأ/ي أيضًا: السودانيون يتفاعلون مع إزالة البلاد رسميًا من قائمة الإرهاب
في السياق دوّن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك على صفحته بالفيسبوك معلنا خروج البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب بقوله: "اليوم وبعد أكثر من عقدين، أعلن لشعبنا خروج اسم بلادنا الحبيبة من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وانعتاقنا من الحصار الدولي والعالمي الذي أقحمنا فيه سلوك النظام المخلوع".
رئيس الوزراء: اليوم نعود بكامل تاريخنا وحضارة شعبنا وعظمة بلادنا وعنفوان ثورتنا إلى الأسرة الدولية
ليضيف في تدوينته: "اليوم نعود بكامل تاريخنا وحضارة شعبنا وعظمة بلادنا وعنفوان ثورتنا إلى الأسرة الدولية كدولة مُحبّة للسلام، وقوة داعمة للإستقرار الإقليمي والدُّولي، يُساهم هذا الإنجاز الذي عملت من أجله الحكومة الانتقالية منذ يومها الأول في إصلاح الاقتصاد وجذب الاستثمارات وتحويلات مواطنينا بالخارج عبر القنوات الرسمية، وخلق فرص عمل جديدة للشباب، والكثير من الإيجابيات الأخرى ، أقولها الآن مُجدداً وبملء الفم: سنصمد وسنعبر وسننتصر".
اقرأ/ي أيضًا
حمدوك يرفض تقلده.. منصب نائب الرئيس يشعل الخلافات بين مكونات مجلس الشركاء