زاد الصادق المهدي من حدة انتقاداته للحكومة الانتقالية بشقيها المدني والعسكري، ولجزء من حلفائه في قوى الحرية والتغيير، كما لم تنج الحركات المسلحة التي تفاوض الحكومة على تسوية نهائية للحرب الأهلية في جوبا من انتقاداته.
رئيس حزب الأمة القومي، ورئيس وزراء السودان قبل انقلاب البشير في يونيو 1898، أدلى بتصريحاته هذه في مؤتمر صحفي عقده بدار حزبه بأم درمان، للتنوير بنتائج جولته الولائية التي استهلها مطلع كانون الثاني/يناير واختتمها الاسبوع الماضي بزيارة لمدينة نيالا باقليم دارفور، وللتعليق على مستجدات الوضع السياسي، الذي ازداد تعقيدًا بعد حرب البيانات والتصريحات الأخيرة بين عسكر ومدنيي الحكومة الانتقالية.
المهدي: أن صفقة القرن التي تطرحها الادارة الأمريكية هي ما أغلق الباب نهائيًا أمام أي فرصة للتطبيع مع اسرائيل.
المهدي ندد بلقاء برهان مع نتنياهو، ودعا البرهان لـ "الاعراض عن" ما قام به، كما وصف إدخال القوات المسلحة السودانية في معادلة التطبيع مع اسرائيل بالأمر الخاطئ. وكان الجيش السوداني قد أعلن صباح أمس الأربعاء تأييده للقاء برهان-نتياهو، وقال أن صفقة القرن التي تطرحها الادارة الأمريكية هي ما أغلق الباب نهائيًا أمام أي فرصة للتطبيع مع اسرائيل.
اقرأ/ي أيضًا: مجلس الوزراء ينفي بشكل قاطع علمه المسبق بلقاء البرهان-نتياهو
انتقد المهدي زيارة حمدوك لمنطقة كاودا الواقعة تحت سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان، كانون الثاني/يناير الماضي، وقال أن حمدوك بدا وكأنه أجنبي يزور دولة مستقلة برعاية دولية، وهو ما وصفه بالخطأ السياسي الكبير الذي لن يفيد عملية السلام. وانتقد المهدي كذلك الحركات المسلحة التي قال أن بعضها يقاتل كمرتزقة خارج السودان، وبعضها يسعى لفرض آراء غير وفاقية على الفترة الانتقالية، التي قال أن له مهام محددة ويجب أن يكون طابعها توافقيًا، في تلميح لاصرار الحركة الشعبية على مطلب العلمانية، الأمر الذي يمكن قراءته على خلفية التوافق الأخير بين الحركة الشعبية والحزب الاتحادي الديمقراطي، المنافس الطائفي التاريخي لحزب الأمة القومي.
اقرأ/ي أيضًا: البرهان ونتنياهو..التطبيع لرعاية انقلاب عسكري؟
تطرق المهدي أيضًا للخلافات داخل التحالف الحاكم حول تعيين ولاة الولايات، وقطع أن حزبه سيقاطع العملية إن لم يتم توزيع الحصص بحجم يتوافق وزن حزبه الشعبي، الذي قال أن طوافه الأخير قد أكده. وتحدث المهدي عن قوى من التحالف الحاكم تشكل معارضة للحكومة الانتقالية، في اشارة للتوتر الظاهر بين حزبه والحزب الشيوعي. وكان المهدي قد وصف أفكار حزب البعث والحزب الشيوعي أنها تشكل تهديدًا للديمقراطية في خطاب أمام حشد من أنصاره أواخر كانون الثاني/يناير الماضي.
اقرأ/ي أيضًا:
عزمي بشارة: من يريد حكم السودان بغطاء إسرائيلي لا يمكن أن يكون ديمقراطيًا
أسطورة فك عزلة السودان من بوابة اسرائيل