الترا سودان- فريق التحرير

أنهى مجلس وزراء حكومة الفترة الانتقالية الجدل المحتدم منذ يومين، بنفيه القاطع لأي علاقة أو علم مسبق بلقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو. وذلك في مؤتمر صحفي عقده بعد منتصف ليلة الخميس، عقب اجتماع مجلس الوزراء مع المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، الذي انعقد مباشرة بعيد اجتماع عاجل مطول لمجلس الوزراء استمر لأكثر من خمس ساعات، بجند واحد هو ما أدلى به البرهان من تصريحات زعم فيها أن المجلس ورئيسه يعلم ويبارك خطوته التطبيعية.

قوبل بيان مجلس الوزراء بارتياح من الأوساط الشعبية والسياسية السودانية التي اعتبرته خطوة جريئة لإعادة الأمور إلى نصابها

نفي المجلس لصلته بلقاء برهان نتنياهو جاء في بيان صحفي ألقاه الناطق الرسمي باسم المجلس، وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح، الذي قال " إننا نُمثل حكومة ثورة، حملت شعارات الحرية والسلام والعدالة، وألهمت المناضلين والتواقين للحرية والعدالة في كل أنحاء العالم، ولا يمكن أن يكون من أولوياتها في هذا الوقت الانقلاب على شعارات الثورة والتنكر للشعوب المضطهدة والمناضلة"، وأشار فيصل إلى الاجتماع الطارئ لمجلس الوزراء يوم الثلاثاء الموافق 4 شباط/فبراير 2020 لمناقشة تداعيات اللقاء، ثم الاجتماع المشترك بين مجلس الوزراء ومجلس السيادة، حيث أكد البرهان في الاجتماع المشترك أنه قام بهذه المبادرة بصفة شخصية ولم يستشر فيها أحدًا، وأنه يتحمل مسؤوليتها، بحسب ما جاء في البيان.

اقرأ أيضًا: أسطورة فك عزلة السودان من بوابة إسرائيل

وذهب البيان إلى أن تركيز الحكومة الانتقالية الآن منصرف إلى مواجهة تحديات الفترة الانتقالية، خاصة السلام والأزمة الاقتصادية. كما شدد البيان على ضرورة تجاوز الخلافات بين شركاء الفترة الانتقالية، والاحتكام لنصوص الوثيقة الدستورية لتحديد الاختصاصات بدقة.

يأتي هذا على خلفية اللقاء التنويري الذي عقده البرهان مع رؤساء تحرير الصحف صباح أمس الأربعاء، وزعم فيه أن حمدوك كان على علم بلقائه مع نتياهو، الذي قال أن كان "استكشافيًا"و لم يقدم خلاله أي التزام أو وعود بالتطبيع، أو إقامة علاقات دبلوماسية.

وكانت عدة أحزاب ومكونات لتحالف قوى الحرية والتغيير قد أصدرت بيانات منفردة أدانت الخطوة، التي اعتبرها أكثر المراقبين تمهيدًا لانقلاب على السلطة الانتقالية بمباركة دولية واقليمية. وقوبل بيان مجلس الوزراء بارتياح من الأوساط الشعبية والسياسية السودانية التي اعتبرته خطوة جريئة لإعادة الأمور إلى نصابها، وإعادة الاصطفاف المدني تحسبًا لأي مفاجآت من جانب المكون العسكري بالحكومة الانتقالية، بينما اعتبره آخرون مقدمة لمفاصلة بين عسكريي الحكومة ومدنييها تفتح البلاد على سيناريوت كثيرة.

اقرأ أيضًا:

عزمي بشارة: من يريد حكم السودان بغطاء إسرائيلي لا يمكن أن يكون ديمقراطيًا

البرهان ونتنياهو.. التطبيع لرعاية انقلاب عسكري؟