تمكنت بعض الدول الغربية في الساعات الماضية من إجلاء رعاياها من السودان عبر مسار بري إلى مدينة بورتسودان شرقي البلاد، ومن هناك نقلت سفينة سعودية رعاياها ومواطني بعض الدول العربية والغربية إلى ميناء جدة.
مصدر دبلوماسي لـ"الترا سودان": الساعات المقبلة ستحدد وجهة هذه الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
أما رعايا الولايات المتحدة الأميركية في السودان والبالغ عددهم نحو (16) ألف شخص والعالقين بالخرطوم، فإن الأمر لا زال خاضعًا للنقاشات في كيفية تأمين مغادرتهم هذا البلد الذي قد ينهار تمامًا إذا استفحلت الحرب.
ومع استمرار الإجلاء اليوم وعزم دول أخرى على إتمام العملية خلال الساعات المقبلة، فإن الهدنة المعلنة بين الجيش والدعم السريع، وصفت بالهشة اليوم الأحد.
الهدنة التي بدأت الجمعة خرقتها معارك حربية شمال العاصمة السودانية وفي مدينة أم درمان، وربما تعمدت هذه الأطراف العمل العسكري في مناطق بعيدة عن عمليات الإجلاء.
ويوضح الباحث في مجال السلام مجاهد أحمد في حديث إلى "الترا سودان" أن الحرب الجارية في العاصمة السودانية لا تقوم على السيطرة على المناطق، بل تعتمد على عمليات الكر والفر، أي أن المنطقة التي يسيطر عليها طرف قد يخليها غدًا.
ويرى مجاهد أحمد أن الهدنة عادةً ما تكون "هشة" لأن الإشراف عليها مفقود من الأطراف المستقلة التي تعمل على مراقبة تنفيذها.
ويؤكد هذا الباحث أن المجتمع الدولي يمر بحالة اضطراب فيما يتعلق بالتعامل مع الحرب في السودان ما بين دعوات إلى التهدئة وإجلاء الرعايا والحديث عن الممرات الإنسانية الذي يأتي في أسفل الأولويات.
فيما يقول مصدر دبلوماسي إن الساعات المقبلة ستحدد وجهة هذه الحرب، خاصةً بعد إنهاء إجلاء الدول لرعاياها. ويضيف هذا المصدر الدبلوماسي أنه ينبغي على القوى المدنية أن تتحمل مسؤولياتها وتعمل على بلورة "موقف سياسي حاسم"؛ لأن "تأثير المجتمع الدولي ضعيف ويكاد يكون غير مبال بما يحدث" – على حد وصفه.
وكان قائد الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو قد أكد في بيان أمس أنه تحدث هاتفيًا مع الخارجية الفرنسية، وقال إن المحادثة ستحدث تغييرًا إيجابيًا على الوضع في السودان، من دون أن يفصح عن التفاصيل.
وتقول مجموعة الأزمات الدولية إن السودان قد ينزلق إلى حرب أهلية ربما تمتد إلى دول الجوار، محذرةً من استمرارها إذا لم يحدث تدخل حاسم لإيقافها.
بينما يرى المحلل في مجال السلام مجاهد أحمد أن المشكلة الأساسية هي أن المعارك العسكرية التي تدور في العاصمة السودانية "صفرية ويغيب عنها صوت العقل" – على حد تعبيره.
ويقول مجاهد أحمد إن الحروب في الدول بدأت مثل "كرة الثلج" ثم شملت جميع الأطراف حتى وصلت إلى "مرحلة شاملة". وأردف: "الحرب في السودان مرتبطة بأهميته الجيوسياسية، وفي هذا قد لا يكون هذا البلد ذا أولوية؛ لذلك نجد الدول الغربية تطلب من بعض دول الجوار التوسط وحل الأزمة".