21-أبريل-2023
دبابة تتبع للجيش السوداني

اندلع الصراع بين الطرفين على خلفية خلافات بشأن دمج الدعم السريع في الجيش

منذ سبعة أيام والعاصمة السودانية الخرطوم تشهد معارك عسكرية هي الأعنف من نوعها منذ استقلال هذا البلد في 1956.

وحتى مع صدور بيانات من المجتمع الدولي منذ اليوم الأول ومناشدات للطرفين بوقف القتال في الخرطوم وبعض المدن، لكن المعارك ما تزال مستمرة فيما تتوسع رقعة انتشارها. 

يرى دبلوماسي سابق أن المجتمع الدولي قد لا يرغب في التدخل في السودان في الوقت الحالي في انتظار معادلة جديدة على الأرض بسيطرة أحد طرفي الصراع

تصريحات مسؤولي البنتاغون التي صدرت اليوم الجمعة ركزت على إجلاء الرعايا الأمريكيين بأقرب وقت، وربما تساعد الهدنة التي سرت مساء اليوم بين الطرفين في مساعدة العالقين من البعثات الدبلوماسية على مغادرة السودان. 

الاتحاد الأوروبي الذي لاحقته الاتهامات بشأن التعاون مع قوات الدعم السريع في ملف الهجرة لم يتدخل تدخلًا مباشرًا بوساطة دولية لوقف الاقتتال في السودان.

بينما يقول قادة بعض الدول الأفريقية إن الأوضاع الأمنية لا تسمح بوصول وفد من الرؤساء الأفارقة بسبب نشوب النزاع العسكري في محيط مطار الخرطوم وداخله فيما لا يزال الوضع محفوفًا بالمخاطر.

https://t.me/ultrasudan

ويرى الدبلوماسي السابق معز إبراهيم في حديث إلى "الترا سودان" أن المجتمع الدولي –خاصة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة– قد لا يرغب في التدخل في هذا الوقت في انتظار معادلة جديدة على الأرض بسيطرة طرف قد يكون مرجحًا لديهم وهو الجيش – وفقًا لإبراهيم.

ويقول إبراهيم إن مهمة الدعم السريع في مكافحة الهجرة في الصحراء والمتوسط "لم تعد محل تقدير" لدى الاتحاد الأوروبي في العامين الأخيرين لأن هذه القوات لم تجفف منابع الهجرة إلى جانب سياسات داخلية في الاتحاد الأوروبي حدت من تدفق المهاجرين – بحسب الدبلوماسي السابق معز إبراهيم.

بينما يؤكد الباحث في مجال النزاعات عماد علي أن المجتمع الدولي لا يتعجل عادةً في طرح المبادرات، ويفضل أن تقوم بها أطراف مؤثرة على الجيش والدعم السريع مثل دول الإقليم والمحاور أو حتى إسرائيل التي لديها علاقات بناءة مع الجانبين.

ويشير عماد علي إلى أن المجتمع الدولي وخاصةً الاتحاد الأوروبي وتحديدًا فرنسا قد تشعر بالقلق من تمدد الحرب إلى دول الجوار من إقليم دارفور، خاصةً دول هشة مثل تشاد وأفريقيا الوسطى، ولذلك فقد تناشد الدول المؤثرة بالاضطلاع بدور إيجابي لوقف القتال في السودان. 

فيما يقول الدبلوماسي السابق معز إبراهيم إنه من الصعب الحديث في الوقت الراهن عن "مبادرة جدية" لإطفاء الحرب المستعرة في السودان خاصة في العاصمة الخرطوم. ويعزو هذا الحديث إلى رغبة بعض الأطراف الدولية في تفكيك قبضة الدعم السريع عبر المعارك الحربية، موضحًا أن هناك مخاوف من تدخل روسي بمساعدة طرف للحصول على أسلحة متطورة. وقال: "أخشى أن يحدث هذا الأمر ويتحول السودان إلى بؤرة صراع جديد لصراعات الدول الكبرى".