08-يونيو-2023
آثار دمار في الخرطوم بسبب المعارك بين الجيش والدعم السريع

تضررت الكثير من المنشآت والمباني جراء الاشتباكات المستعرة في الخرطوم (Getty)

عندما استعرت الحرب في العاصمة السودانية الخرطوم في منتصف نيسان/أبريل الماضي، كانت المصانع التي تعمل في إنتاج الغذاء والسلع الاستهلاكية على "مرمى النيران"، واضطرت إلى الإغلاق، فيما سرحت بعض المصانع العمال والموظفين.

يتخوف خبراء في الصناعة وعاملون في هذا القطاع من نقل المصانع الكبيرة من الخرطوم بسبب الحرب إلى دول الجوار

من "جوازات السفر" و"البطاقات الإلكترونية" ومصانع الأدوية إلى صناعة الزيوت والمنظفات وحتى السيارات، كانت جميع مصانعها في العاصمة الخرطوم، بما في ذلك محطات حرارية عملاقة تنتج الكهرباء، واليوم وبعد نحو شهرين من الحرب لا يمكن التكهن بمصيرها، وهي منشآت قيمتها تقدر بمليارات الدولارات. 

وشهدت بعض المصانع شمال الخرطوم أعمال نهب واسعة في الأسبوع الثالث من القتال بين الجيش والدعم السريع مطلع أيار/مايو الماضي، وأبرز المصانع ضمن مجموعة "حجار" التي تملك مصنعًا لصناعة السجائر "البرنجي"، هذه الماركة العريقة جدًا في السودان قفزت أسعارها إلى ضعفين نتيجة أعمال النهب.

كما تعرضت مصانع زيوت الطعام لأعمال نهب جنوب الخرطوم، ولم تنجو مصانع صغيرة تنتج البسكويت والعصائر من أعمال النهب والتدمير في الخرطوم بحري وجنوب الخرطوم.

https://t.me/ultrasudan

وقال ناصر عبدالله المتعامل في الصناعات الكيميائية في حديث لـ"الترا سودان" إن السودان مهدد بفقدان المصانع العملاقة في الخرطوم بسبب الحرب، ولا يمكن الحفاظ عليها في ظل المعارك العسكرية العنيفة التي لا يمكن حيالها حماية المنشآت الصناعية – على حد قوله.

ومن بين المصانع التي دمرت بسبب الحرب منشأة صناعية متخصصة في إنتاج سلع غذائية للأطفال تحصل منها وكالات الأمم المتحدة على أغذية الأطفال في السودان ودول الجوار المتضررة التي يعاني أطفالها من أزمات إنسانية. 

 ومع استمرار المعارك العسكرية تجد جميع المصانع في العاصمة الخرطوم نفسها في "قلب المعارك العنيفة"، وقد تنتهي إلى الأبد بفعل عدم وجود خطط فعالة لتفكيكها ونقلها بعيدًا عن القتال، إذ أن الولايات تعاني من انعدام الصناعات التحويلية والغذائية وتحصل على سلاسل الإمداد من العاصمة الخرطوم.

يتخوف خبراء في الصناعة وعاملون في هذا القطاع من نقل المصانع الكبيرة من الخرطوم بسبب الحرب إلى دول الجوار التي جذبت استثمارات سودانية في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج في هذا البلد الممزق بفعل تعدد التشكيلات العسكرية. 

وذكر عمر حسان الباحث في مجال الأغذية في حديث لـ"الترا سودان" أنه على الرغم من عدم وجود صناعات سودانية تصدر إلى الخارج، لكن المصانع التي تنتج داخليا كانت تقدم "جودة غذائية وسلعية لا يمكن الاستهانة بها"؛ مثل صناعة الألبان والعصائر والمنظفات والكيماويات وحتى بعض المصانع المتخصصة في إنتاج الحديد الصلب وزيوت الطعام.

وقال هذا المتعامل إن السودان يكاد يخسر جميع هذه الصناعات بسبب الحرب؛ لذلك يجب إطلاق مبادرة لنقل المصانع أو حمايتها بإشراك الأمم المتحدة وطرفي النزاع المسلح.