طالبت وزارة الخارجية السودانية، السفير الأمريكي في السودان جون غودفري بتصحيح موقفه من الصراع العسكري في السودان، وذلك عقب وصفه الجيش والدعم السريع بـ"الطرفين المتحاربين" في تغريدة على حسابه الشخصي في تويتر.
وقالت وزارة الخارجية في بيان اليوم إنها طالعت بـ"استغراب واستياء بالغ" تغريدة للسفير الأمريكي في السودان تحدث فيها عن "طرفين متحاربين" في السودان، وأن كليهما لا يصلح للحكم.
الخارجية السودانية: تعليق السفير الأميركي "غير لائق"
وقال البيان إن تعليق السفير الأميركي "غير لائق" ويمثل خروجًا عن الأعراف الدبلوماسية وقواعد التعامل بين الدول والاحترام المتبادل لسيادة كل منها الآخر.
وأضاف البيان: "يتنافى التصريح كذلك مع مقتضيات الكياسة والمهنية الدبلوماسية".
واعتبر البيان تغريدة جون غودفري بأنها "عدم احترام" للشعب السوداني واستقلاله، وذلك بتنصيب غودفري نفسه وصيًا على الشعب السوداني يحدد له من يصلح أو لا يصلح لحكمه.
وأوضح البيان أن تغريدة السفير الأمريكي تتجاهل حقيقة أن القوات المسلحة هي الجيش الوطني للسودان، وتدافع عن البلاد وأهلها ضد "ميليشيا إرهابية واجرامية تمارس أسوأ الفظائع التي عرفتها البشرية خلال هذا القرن"، ولفت لإدانة وزارة الخارجية الأمريكية لبعض من هذه الفظائع، حيث أصدر الناطق الرسمي باسمها أمس تصريحًا صحفيًا يدين فيه العنف الجنسي المرتبط بالنزاع المنسوب لقوات الدعم السريع.
وأردفت الخارجية السودانية: "يتناقض تعليق السفير الأمريكي مع تصريح وزارة خارجية بلاده".
Yesterday marked 1 year since I arrived in Khartoum. Our effort with Sudanese and international partners to restore Sudan’s democracy was upended by war now devastating the country. A future built by the Sudanese people can only happen when civilians’ security is restored. The…
— John Godfrey (@USAMBSudan) August 25, 2023
ورأى البيان أن اعتبار القوات المسلحة السودانية طرفًا مكافئًا لـ"المليشيا الإجرامية" يجسد افتقاد الإنصاف والاتساق الأخلاقي، ويتضمن إساءة للشعب السوداني الذي يلتف حول قواته المسلحة المدافعة عن أمنه وسلامته وأعراضه وحقه في العيش الكريم.
وقالت الخارجية السودانية إن تغريدة السفير الأمريكي بمثابة تشجيع لـ"المليشيا المتمردة" لمواصلة جرائمها باعتبارها طرفًا في صراع سياسي.
ونوه البيان الى أن التدخلات الخارجية غير الرشيدة في شؤون البلاد ومحاولة فرض وصفات سياسية لا تحظى بتوافق وطني كانت من أسباب اندلاع واستمرار الحرب.
وذكر البيان أن وزارة الخارجية تتوقع من السفير الأمريكي وحكومة بلاده تصحيح هذا الموقف غير المتوازن والمعيب.
ودعا البيان السفير الأمريكي للنأي عن التصريحات التي تتنافى مع الأعراف والقواعد الدبلوماسية، ولا تساعد على الخروج من الأزمة التي يمر بها السودان.
وتيسر الولايات المتحدة الأمريكية بالشراكة مع المملكة العربية السعودية، "مباحثات جدة" بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث وقع الطرفان على عدة مرات اتفاقيات لحماية المدنيين في مناطق الاشتباكات ومواقيت لوقف إطلاق النار للسماح بممرات إنسانية، ولكن تم خرقها عدة مرات، الأمر الذي أدى لتعليق المحادثات من قبل الميسرين قبيل استئنافها مرة أخرى دون تقدم ملحوظ.