وقعت الحكومة الانتقالية السودانية وفصائل الجبهة الثورية السودانية أمس بجوبا على وثيقة وقف إطلاق النار والإعلان السياسي، وذلك بحضور رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ونائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو، بجانب ممثلين من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والإيقاد.
محمد حمدان دقلو: إن هذا الاتفاق يفتح صفحة جديدة في تاريخه السودان، وهو اتفاق يهدف إلى وقف التهميش والإقصاء والظلم
وقال الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة السوداني في كلمة له بعد مراسم التوقيع، التي تمت بالقصر الرئاسي بجوبا ظهر اليوم، إن هذا الاتفاق يفتح صفحة جديدة في تاريخ السودان، وهو اتفاق يهدف إلى وقف التهميش والإقصاء والظلم.
وأردف قائلًا: "لقد وقعنا اليوم على هاتين الوثيقتين لأننا نملك إرادة ثورية لتحقيق السلام، لذلك توصلنا إلى وقف إطلاق النار والإعلان السياسي في أسبوع واحد، وهو ما فشلت فيه حكومة الدكتاتور السابق عمر البشير".
اقرأ/ي أيضًا: مباحثات السلام السودانية الشاملة تنطلق اليوم في جوبا
وجدد حميدتي التزام حكومته بوضع حد للظلم في السودان وتحقيق أهداف الثورة المجيدة في الحرية والسلام والعدالة. وتوجه حميدتي بالشكر لرئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت الذي يتوسط في ملف السلام السوداني واصفًا إياه بالأخ الأكبر للسودان.
من جانبه قال رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت في كلمته عقب التوقيع إن تحقيق السلام في السودان سيعود بالنفع والاستقرار على بلاده، وأضاف "إذا لم يتحقق السلام في السودان فإن جنوب السودان سيعاني هو الآخر، ولذلك نحن نسعى لخروج البلدين من هذه الأزمات وأن تصب جهودنا في المستقبل على مسألة التنمية".
ويعتبر التوقيع على اتفاق وقف الأعمال العدائية المشترك لأغراض إنسانية بين الحكومة والجبهة الثورية السودانية، هو الأول في تاريخ النزاع في مناطق دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، حيث تم التوافق على إدخال المساعدات الإنسانية من داخل وخارج البلاد للمناطق المتأثرة بالحروب.
وكانت الوثيقة الأمنية التي وقع عليها الطرفان اليوم بمدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، قد نصت على وقف الأعمال العدائية المشترك لثلاثة أشهر على أن يتم التفاوض على آليات المراقبة والسيطرة، مع التأكيد على تحقيق السلام والمستدام الذي يخاطب جذور الأزمة في السودان.
وقال رئيس تحالف الجبهة الثورية السودانية الهادئ إدريس في كلمته إن تحالفه ملتزم بتحقيق السلام العادل والشامل عبر التفاوض، "إن الجبهة الثورية جزء أساسي من الثورة السودانية"، داعيًا إلى استكمال الثورة عبر تحقيق السلام في بلاده.
وتضمنت وثيقة الإعلان السياسي نصًا على استكمال إعلان جوبا الإطاري، بتشكيل الجبهة الثورية لجنة من تسعة أعضاء لمتابعة استكمال إجراءات إطلاق سراح الأسرى والمحكومين، باعتباره أمرًا جوهريًا في بناء الثقة وتكملة لجنة فتح المسارات الإنسانية، كما أكدت على التهدئة الكاملة في كل أنحاء البلاد بغرض وقف الحرب وتسهيل وصول الاحتياجات الإنسانية بصورة فعالة ومستديمة.
واتفق الطرفان على السعي مع حكومة جنوب السودان على الحصول لتفويض من الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي للعملية التفاوضية، إلى جانب حشد الدعم من الشركاء الإقليميين والدوليين للعملية السلمية وتنفيذ اتفاق السلام.
فيما يتعلق بأجندة التفاوض اتفق الجانبان على عدد من البنود، والتي تضم القضايا القومية مثل المواطنة، توزيع الموارد وتخصيصها والحكم والإرادة والترتيبات الأمنية وغيرها من الموضوعات، كما توافقا على مسارات التفاوض وهي دارفور ومنطقتا النيل الأزرق وجنوب كردفان شرق ووسط وشمال السودان، إلى جانب القضايا ذات الخصوصية، ومنهجية التفاوض، وأكد الاتفاق أيضًا على أهمية تضمين اتفاقية السلام الشامل في الوثيقة الدستورية.
اقرأ/ي أيضًا: تجمع المهنيين يرحب بحل النقابات ويعد بقانون جديد لتنظيمها
وتمثل وثيقة الإعلان السياسي ووقف العدائيات الموقعة بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية، أحد الاختراقات المهمة التي شهدها ملف السلام السوداني، الذي تتوسط فيه حكومة جنوب السودان منذ انطلاقته في الجولة الثانية الأسبوع الفائت، حيث يتنظر أن تنخرط الأطراف في مباحثات مباشرة حول المسائل السياسية في القريب العاجل.
اتفق الجانبان على القضايا القومية مثل المواطنة، توزيع الموارد وتخصيصها والحكم والإرادة والترتيبات الأمنية
بتوقيعها على هذا الاتفاق تكون الجبهة الثورية قد حسمت الجدل الذي سبق وأن أثارته بعض فصائلها، في بداية المباحثات، ومطالبتها بنقل مقر التفاوض خارج دولة جنوب السودان، لكن تظل جوبا في حاجة إلى تفويض كامل من قبل منظمة الإيقاد والاتحاد الافريقي، حتى تتمكن من صياغة الوثائق والمقترحات الخاصة بالتسوية السلمية، بما فيها مسودة اتفاق السلام النهائي لتعرضه على الأطراف بعد اكتمال المشاورات في كافة الملفات التي سيتم تداولها..
اقرأ/ي أيضًا:
مواكب لحراسة مكتسبات الثورة.. الأولوية للسلام ومحاسبة الفاسدين!