دفع وفد الحكومة الانتقالية في مفاوضاته مع الحركة الشعبية شمال برئاسة عبدالعزيز الحلو، بمقترح لتجاوز الخلافات في موضوع المشورة الشعبية بالسماح للعملية لتصحيح مسار تنفيذ الاتفاق وليس تعديله.

وانطلقت المفاوضات بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية برئاسة عبدالعزيز الحلو الأسبوع الماضي، وارتفعت الآمال بتوقيع اتفاق إطاري بين الجانبين خلال هذه الجولة.

يواجه الاتفاق الإطاري صعوبة بسبب خلافات الشعبية حول بعض البنود 

وأوضح مصدر مقرب من المحادثات في تصريحات لـ"الترا سودان"، أن المقترح الحكومي قضى بتجاوز المشورة الشعبية على طريقة اتفاقية نيفاشا الموقعة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بقيادة جون قرنق، بوضع المشورة الشعبية كرافعة قوية لتنفيذ الاتفاق بين الحكومة وحركة الحلو وليس تعديلها عن طريق المشورة الشعبية.

اقرأ/ي أيضًا: توت قلواك يبحث مع الجبهة الثورية تقييم تنفيذ اتفاق السلام

وأضاف المصدر: "المقترح الحكومي حول المشورة الشعبية وافق على أن تكون حكومة الإقليم والبرلمان الإقليمي وسكان المنطقتين جهات رقابية على سير تنفيذ الاتفاق وتصحيح مساره".

وأردف: "ينص المقترح الحكومي على أن المشورة الشعبية تصحح الاتفاق ومساره، وهي مهمة مشتركة بين السكان والبرلمان الإقليمي وحكومة الإقليم".

وحول الاتفاق الإطاري، استبعد المصدر الوصول إليه في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن وفد الحركة الشعبية شمال تراجع إلى حد ما عن بعض نقاط الاتفاق الإطاري.

وقلل المصدر من الخلافات التي تعترض المحادثات في بعض النقاط، قائلًا إنها متوقعة في مثل هذه المواقف والمفاوضات من أجل تقارب وجهات النظر والتوقيع على السلام في نهاية المطاف.

وحول الأجواء العامة للمحادثات، أشار المصدر إلى أنها أجواء عكس الجولات السابقة يلتقي المفاوضون في الردهات ويجلسون ويتحدثون مع بعضهم دون أي توتر أو عزلة.

وكان رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وقع إعلانًا للمبادئ مع رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو في أيلول/سبتمبر العام الماضي في العاصمة الإثيوبية اشتملت على مبادئ عامة حول علاقة الدين بالدولة والمنطقتين.

اقرأ/ي أيضًا: الإهمال الحكومي يضيّع فرصة شهادة الأساس على الطلاب المكفوفين بكسلا

وعارض العسكريون في مجلس السيادة الانتقالي آنذاك اتفاق حمدوك والحلو بحسب تصريحات أدلى بها عضو المجلس الفريق ركن شمس الدين الكباشي للصحف المحلية.

محلل سياسي: جولة المحادثات الحالية قد تسفر عن توقيع اتفاق لأن المكون العسكري الممسك بزمام الترتيبات الأمنية يسعى لخلق تحالفات جديدة في البلاد

بينما أكد المحلل السياسي أشرف عثمان في تصريحات لـ"الترا سودان"، أن جولة المحادثات الحالية قد تسفر عن توقيع اتفاق لأن المكون العسكري الممسك بزمام الترتيبات الأمنية يسعى لخلق تحالفات جديدة في البلاد.

وأضاف عثمان: "العلاقة بين المكون العسكري والحكومة المدنية مع حركة الحلو في أفضل حالاتها عما كانت عليها نهاية العام 2019، ومن الصعب خسارتها في هذا الوقت". 

وتابع: "رئيس الوزراء دفع هذه المرة بوزير مجلس الوزراء خالد عمر ليكون ضمن الوفد الحكومي، عكس الجولات السابقة حيث كانت مشاركة المدنيين رمزية".

اقرأ/ي أيضًا

لجنة تسيير نادي القصة السوداني تدعو لعقد جمعيته العمومية

تضامن واسع مع القضية الفلسطينية ضمن "مواكب العدالة" بالخرطوم