04-يونيو-2024
مستنفرون في السودان

تجد النداءات للانضمام إلى المقاومة الشعبية استجابة واسعة في بعض المناطق في السودان

بعد انتشار واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي حول عودة الخدمة العسكرية الإلزامية، أثار هذا الأمر الجدل في السودان، لا سيما وسط الشباب، خاصة مع التاريخ المرتبط بالخدمة الإلزامية فيما عرف بـ"الكشة"، حيث كانت تأتي السيارات العسكرية في فترة حكم الإنقاذ وتختطف الشباب من الطرقات لإدراجهم في العسكرية بشكل قسري. وتهدف من الخدمة العسكرية الإلزامية أن يكون الشاب جاهزًا للدفاع عن عرضه وماله وممتلكاته ووطنه.

المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد ركن نبيل عبدالله، نفى لـ"الترا سودان" صدور أي قرار بشأن عودة الخدمة العسكرية الإلزامية

في هذا الصدد، نفى المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد ركن نبيل عبدالله، لـ"الترا سودان" صدور أي قرار بشأن عودة الخدمة العسكرية الإلزامية في هذا الوقت. وأضاف أن الهدف من تداول الخبر هو الإثارة والتشويش والبلبلة.

جاء ذلك بعد تداول منصات التواصل الاجتماعي نصًا منسوبًا لمجلس السيادة الانتقالي، يعلن فيه عن إطلاق برنامج الخدمة العسكرية الإلزامية لجميع الذكور القادرين صحيًا من سن 18 وحتى 50 سنة، ابتداءً من تاريخ 1 حزيران/يونيو 2024.

بين الاستنفار والخدمة الإلزامية

غالبًا ما ترتبط الخدمة العسكرية الإلزامية بالصرامة والقسوة، حيث يتعين على المجندين التأقلم مع بيئة صارمة وتدريب قاسٍ. فهي أشبه في تدريبها بالاستنفار العام والمقاومة الشعبية، المعروفة أيضًا بالحشد الشعبي أو الاستنفار الشعبي.

ويقول المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان، المعز حضرة، إن قانون الخدمة العسكرية الإلزامية محدد وله شروطه، ويعتبر الطلاب المتدربين جنودًا احتياطيين. وزعم حضرة أن المقاومة الشعبية ليس لديها قانون أو لوائح، واصفًا إياها بالفوضى وأنها مشابهة للمليشيات، محذرًا من أن المقاومة الشعبية ستؤدي إلى انتشار السلاح.

المعز حضرة: الفارق في التدريب بين المقاومة الشعبية والخدمة الإلزامية هو أن الخدمة الإلزامية لها فترة محددة، أشهر معدودة، يتم فيها التدريب العسكري في معسكر مخصص

وتأسف حضرة، في حديثه مع "الترا سودان"، على الطريقة التي يتم بها توزيع السلاح، مشيرًا إلى أن الدولة هي التي تقوم بتوزيعه للمقاومة الشعبية. موضحًا أن الفارق في التدريب بين المقاومة الشعبية والخدمة الإلزامية هو أن الخدمة الإلزامية لها فترة محددة، أشهر معدودة، يتم فيها التدريب العسكري في معسكر مخصص، أما المقاومة الشعبية -وفقًا لحضرة- فيمكن لأي شخص حمل السلاح دون تدريب، ويعتبر "شخصًا غير منضبط وغير مدرب ولا يفهم قواعد العسكرية"، حد قوله.

يذكر أن السلطات أجازت لائحة المقاومة الشعبية الأيام الماضية، وقال والي ولاية الخرطوم المكلف إن أعمال الاستنفار وتنظيم المقاومة الشعبية بولاية الخرطوم دخلت مرحلة جديدة بعد إجازة لائحتها. 

المقاومة الشعبية في الخط

أشار المتحدث باسم المقاومة الشعبية، عمار حسن، إلى أن المقاومة الشعبية جاءت كاستجابة طبيعية ليدافع الناس عن أنفسهم وأعراضهم وممتلكاتهم تجاه هذه المليشيا المتمردة التي استمرت في الانتهاكات والجرائم. وأضاف أنها ظهرت بصورة عفوية وتلقائية منذ أول يوم لمعركة الكرامة الوطنية، وقد تطورت وفقًا لتطور المعركة.

المتحدث باسم المقاومة الشعبية لـ"الترا سودان": لا علاقة للمقاومة الشعبية بالخدمة الإلزامية لأنها تقوم على التطوع وتضم كافة فئات الشعب العمرية

وقال حسن في حديثه مع "الترا سودان" إن فكرة المقاومة الشعبية تعززت بنداءات القائد العام للقوات المسلحة للشباب القادرين على حمل السلاح للمشاركة مع القوات المسلحة، مشيرًا إلى أن التدريب يتم في معسكرات المقاومة الشعبية على كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، والفترة الزمنية تعتمد على نوع كل سلاح واستعداد الشخص وقدرته ومدى استيعابه.

وبشأن العلاقة بين الخدمة العسكرية الإلزامية والمقاومة الشعبية، يقول المتحدث باسم المقاومة الشعبية في السودان إنه لا علاقة للمقاومة الشعبية بالخدمة الإلزامية، وذلك لأن الأولى تقوم على التطوع وتضم كافة فئات الشعب العمرية.

مع اندلاع الحرب في السودان في الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية، التي يقودها عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، ظهرت عدة فصائل تقاتل في صفوف القوات المسلحة السودانية، بما في ذلك المقاومة الشعبية والاستنفار بشكل عام وكتيبة البراء بن مالك، التي يقودها المصباح أبو زيد طلحة.

إلى جانب المقاومة الشعبية، شملت حركة الاستنفار مجموعات متنوعة تهدف إلى تعزيز القوات المسلحة في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة. الاستنفار أصبح وسيلة لتجنيد المزيد من الشباب القادرين على القتال، وذلك تلبيةً لنداءات القائد العام للقوات المسلحة.

ومثلما برزت كتيبة البراء بن مالك، بقيادة المصباح أبو زيد طلحة، كواحدة من أهم الفصائل التي انضمت إلى صفوف القوات المسلحة السودانية، برزت أيضًا كتائب أخرى من المقاتلين المحليين ومنسوبي الحركات المسلحة، كما انضمت النساء للاستنفار في السودان، هذه الكتائب تتكون من مقاتلين متطوعين، يقاتلون مع الجيش في الخطوط الأمامية.

قوات الدعم السريع أيضًا استنفرت قواعدها الاجتماعية وغيرها من الفئات للقتال في صفوفها، وتتهم تقارير هذه القوات باستجلاب مقاتلين من دول الجوار وضم مرتزقة في صفوفها للمشاركة في القتال ضد الجيش السوداني.