كثف الجيش انتشاره في مدينة القضارف عقب قصف مسيرة لمبنى جهاز المخابرات والأمن وسط المدينة، كما قال شهود عيان إنه قد تم إسقاط مسيرة أخرى قبل إصابتها أهدافها.
لجنة أمن الولاية رفعت درجة الاستعداد الأمني إلى الحد الأقصى
وقال شهود عيان من القضارف، لـ"الترا سودان"، إن وحدات الجيش قامت بالانتشار في شوارع المدينة وفي السوق الرئيسي الذي يعمل كالمعتاد حتى الآن، على الرغم من حالة الهلع التي أصابت بعض المواطنين.
وذكرت "ميسون"، التي تقيم في القضارف، أنها توجهت صباح اليوم إلى السوق لشراء مستلزمات العيد، وبعد وقوع الحادثة شعرت بالهلع وقررت العودة إلى المنزل.
وأشارت إلى أن الأنباء أكدت سقوط مسيرة أخرى قرب مبنى جهاز المخابرات لكن الأولى وجهت ضربة إلى مبنى الأمن وسط مدينة القضارف، وقالت إن هذه الخطوة قد تجعل المواطنين يعيدون النظر في البقاء بولاية القضارف التي أصبحت تحت مرمى النيران.
بينما قال المواطن معاوية، لـ"الترا سودان"، إن السوق توقف جزئيًا جراء ضربة وجهتها مسيرة مجهولة المصدر في مبنى جهاز المخابرات، وسقوط الثانية في ذات المنطقة وهي شبه سليمة. وقال معاوية إن المواطنين يشعرون بالقلق والتوتر جراء هذه الحادثة.
وجراء هذه التطورات، رفعت لجنة أمن ولاية القضارف درجة الاستعداد وفق ما ذكر شهود عيان حول وجود انتشار أمني مكثف، إلى جانب قرارات متوقعة بإعلان حظر التجوال.
المسيرات تضرب القضارف pic.twitter.com/MBW1icCJit
— Haneen Bosharah (@m_aldd) April 9, 2024
وتقع مدينة القضارف خلف جبهات قتال بين محوي الشرق في الفاو حيث يستعد الجيش لشن هجوم بري على الدعم السريع في الجزيرة، ومحور سنار جنوبًا أيضا تعتزم القوات المسلحة بدء خطة هجومية إلى ولاية الجزيرة، وبالفعل بدأت تنفيذها منذ مساء الأحد.
وتستخدم الطائرات المسيرة في حرب السودان بشكل مكثف في الآونة الأخيرة، والتي لعبت دورا بارزا في ترجيح الكفة في بعض المواقع، بينما حسم الجيش معركة الإذاعة والتلفزيون عبر المسيرات حسب ما يقول محللون عسكريون.
وتأتي حادثة مسيرة القضارف بعد أسبوع من حادثة مماثلة في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، وهما ولايتان بعيدتان نسبيًا عن المعارك العسكرية ودائرة الحرب، ولجأ إليهما مئات الآلاف من النازحين، لا سيما عقب سيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة المتاخمة.
ومن شأن هذه الحوادث أن تدفع المواطنين في هاتين الولايتين إلى المغادرة لوجهات أخرى أكثر أمانًا نحو أقصى الشرق أو الشمال، أو خارج البلاد، ما يعني وضع المزيد من الأعباء على المدنيين.