18-مايو-2022
اطراف مباجثات روما يوفعون على اتفاق الترتيبات الامنية - ارشيفية

أطراف مباجثات روما يوفعون على اتفاق الترتيبات الأمنية - أرشيفية

في ظل حالة التباطؤ التي لازمت سير تنفيذ اتفاق السلام المنشط الموقع بين الحكومة والمعارضة في دولة جنوب السودان، لا زالت هناك أصوات تطالب بضرورة إلحاق المجموعات غير الموقعة والرافضة لاتفاق السلام بالعملية السلمية، وذلك نسبة لما تمثله من خطر حقيقي على مستقبل السلام والاستقرار بدولة جنوب السودان، بسبب المناوشات وأعمال العنف المسلحة التي تقودها في إقليم الاستوائية وأجزاء من أعالي النيل وبحر الغزال، الشيء الذي يشكل خطورة بالغة على مستقبل السلام والاستقرار بالبلاد.

تضم الفصائل المسلحة الرافضة لاتفاق السلام المنشط عدد من الجماعات المسلحة التي تحارب ضد الحكومة في عدة جبهات

 هذا وكانت مبادرة الحوار التي أطلقتها الكنيسة الكاثوليكية للتوسط بين الحكومة والجماعات الرافضة لاتفاق السلام في منبر روما للسلام؛ قد توقفت في آب/ أغسطس من العام الماضي، بسبب اتهام الحكومة لحركة جبهة الخلاص المتمردة وغير الموقعة على اتفاق السلام بالتسبب في مقتل راهبتين تتبعان للكنيسة الكاثوليكية بكمين مسلح على طرق جوبا نمولي. 

تيليغرام

وتضم الفصائل المسلحة الرافضة لاتفاق السلام المنشط عدد من الجماعات المسلحة التي تحارب ضد الحكومة في عدة جبهات، منها حركة جبهة الخلاص التي يتزعمها الجنرال توماس سريلو سواكا، والجبهة المتحدة بقيادة رئيس الأركان السابق فول ملونق أوان، إلى جانب الحركة الشعبية الأصل التي يتزعمها فاقان اموم اوكيج.

ورفضت حركة جبهة الخلاص المتمردة والجبهة المتحدة لجنوب السودان، التوقيع على اتفاق السلام في العام 2018، وذلك بسبب عدم مخاطبته لجذور الصراع الدائر بالبلاد، كما تمسكت تلك المجموعات بمباحثات جديدة تخاطب تطلعات الشارع الجنوبي وتوقف الحرب والمعاناة الحالية.

وطالب توت قلواك مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية المجموعات غير الموقعة على اتفاق السلام للمسارعة بالالتحاق بعملية السلام الجارية بالبلاد.

وقال قلواك في تصريحات لـ "الترا سودان": "نطالب أخوتنا الذين لم يلتحقوا باتفاق السلام بالانضمام إلينا في عملية تنفيذ الاتفاق من أجل عودة الاستقرار لجنوب السودان وتمهيدًا لانطلاق التنمية، فليست هناك فائدة مرجوة من الحرب". 

  وتشهد عدة أجزاء من إقليم الاستوائية الواقع في جنوب العاصمة جوبا مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية وحركة جبهة الخلاص المتمردة التي يتزعمها توماس سريلو، مما تسبب في تشريد الآلاف من المدنيين وتهجيرهم من قراهم، إلى جانب تعطيل إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين العالقين في مناطق النزاع. 

كما تجددت في الشهور الماضية أعمال العنف المسلح التي تستهدف المواطنين على الطريق الرئيسي الرابط بين العاصمة جوبا ومدينة نمولي الحدودية، ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن تلك الأحداث.

باقان اموم ومريال بنجامين في روما ارشيفية
باقان اموم ومريال بنجامين في روما - أرشيفية

من جهته قال إسماعيل وايس، مبعوث الإيغاد لجنوب السودان في تصريحات لـ"الترا سودان": "القضية الرئيسية بالنسبة لنا تتمثل في كيفية إلحاق بقية المجموعات الرافضة بالعملية السلمية، وأن تكون جزء من تنفيذ اتفاقية السلام، لا يوجد أمامنا خيار آخر، ولن نتردد في ضم تلك المجموعات لعملية السلام بجنوب السودان".

وفي 2019، انطلقت في العاصمة الإيطالية روما مباحثات السلام بين الحكومة ومجموعة من الفصائل الرافضة لاتفاق السلام في جنوب السودان، وجرت المباحثات بوساطة من جمعية سانت أيديغو التابعة للكنيسة الكاثوليكية، بهدف إلحاق تلك المجموعات بعملية السلام.

وكانت الحكومة قد توصلت في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2020، إلى اتفاق مع المجموعات غير الموقعة على اتفاق السلام عبر منبر روما، يقضي بمشاركتها في آليات مراقبة وقف إطلاق النار، لكن الأطراف لم تلتزم بذلك الاتفاق بسبب تجدد أعمال العنف والمواجهات المسلحة بينها.

وناشد المحلل السياسي والكاتب الصحفي جيمس بيتر، الحكومة والجماعات الرافضة لاتفاق السلام بالعودة لمنبر روما التفاوضي من أجل التوصل لاتفاق سلام يوقف العنف ويعزز من جهود الاستقرار.

 وأضاف بالقول في تصريحات لـ "الترا سودان": "الآن الحكومة تتحدث عن تنفيذ اتفاق السلام الموقع بينها وبعض الفصائل المعارضة، لكن البلاد لا تشهد حالة من الاستقرار بسبب الحرب الدائرة في الاستوائية وأعالي النيل بينها والمجموعات الرافضة لهذا الاتفاق، لذلك أناشد الطرفين في الحكومة والجماعات غير الموقعة على اتفاق السلام باستئناف مباحثات روما حتى تنعم بلادنا بسلام كامل ومستدام".

ووقعت المجموعتان في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على إعلان مبادئ يحدد موجهات التفاوض والقضايا الجوهرية والتي من بينها قضية الدستور والفيدرالية والحكم الرشيد، وقضايا الأرض والحدود، وأخرى متعلقة بسيادة حكم القانون في جنوب السودان.

من جهة أخرى أعربت حركة جبهة الخلاص المتمردة التي يتزعمها توماس سريلو عن استعدادها لاستئناف مباحثات السلام عبر منبر روما، بشرط ان تتوقف الحكومة عن استهداف مواقعها والكف عن الأعمال الاستفزازية التي يقوم بها الجيش.

وقال المتحدث باسم الحركة سوبا صموئيل في تصريحات إعلامية لـ "الترا سودان": "نحن وبقية الجماعات الرافضة لاتفاق السلام المنشط مستعدون للعودة إلى طاولة المفاوضات شرط أن تلتزم الحكومة بعملية وقف إطلاق النار، والكف عن الهجمات الاستفزازية التي تقوم بها في مناطق تواجد قواتنا".

ناشد المحلل السياسي والكاتب الصحفي جيمس بيتر، الحكومة والجماعات الرافضة لاتفاق السلام بالعودة لمنبر روما التفاوضي من أجل التوصل لاتفاق سلام يوقف العنف ويعزز من جهود الاستقرار

  وعلى الرغم من تأكيد الرئيس سلفا كير على استعداد الحكومة للعودة إلى طاولة التفاوض مع الجماعات الرافضة لاتفاق السلام، إلا أنها لم تتخذ بعد خطوات جادة تؤكد على صدق نواياها، خاصة وأن هناك تقارير تفيد بوقوع مناوشات جديدة بين الجيش الحكومي ومتمردي تلك الحركات في مناطق نهر ياي yei river وشرق ولاية أعالي النيل وبعض المناطق بولاية الوحدة، خاصة في ظل تنامي المخاوف المتعلقة بالخطر الذي يمكن أن تشكله تلك الجماعات على العملية السلمية الحالية وإجراء الانتخابات بنهاية الفترة الانتقالية.