يعتمد العديد من سكان مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان على (البود بودا) كوسيلة للتنقل، وهي تعد الأكثر شهرة واستخدامًا بسبب عدم توافر المواصلات العامة في بعض الأماكن، كما إنها تعتبر وسيلة سريعة رغم المخاطر العديدة التي تحفها، كما إنها تختصر الوقت لأصحاب الاحتياجات العاجلة من الذين لا يمتلكون سيارات خاصة، خاصة في أوقات الليل حيث يصعب الحصول على المواصلات العامة أوحتى سيارات الأجرة الأخرى.
ويفضل المواطنون البودا بودا على بقية وسائل المواصلات، بسبب زحام جوبا، فالبودا بالنسبة لهم تختصر الزمن على الرغم من المخاطر الكبيرة بسبب الحوادث وتهور بعض الشباب من السائقين .
و"البودا بودا" دراجة نارية يقودها شباب في مقتبل العمر، لتوصيل المواطنين والموظفين إلى مواقع عملهم المختلفة داخل المدينة، كما تستخدمها النساء في التسوق ايضًا. ظهرت في البداية بعد توقيع اتفاق السلام الشامل في العام 2005 . كان معظم سائقيها من اليوغنديين، لكن مع مرور الوقت استطاع عدد كبير من شباب جنوب السودان الدخول إلى مجال العمل في قيادة البودا بودا كوسيلة لزيادة الدخل في ظل محدودية فرص العمل وضعف الرواتب التي تقدمها المؤسسات الحكومية.
اقرأ/ي أيضًا: رواية "جنّة الخفافيش".. جنوب السودان بحذافيره
تستخدم (البود بودا) أيضا في نقل البضائع من الأسواق الرئيسية إلى المحلات التجارية الصغيرة داخل الأحياء، وذلك بسبب وعورة الطرق والمسالك الداخلية خاصة في فصل الخريف الذي يمتد لفترة لأكثر من ثمانية أشهر.
وتوجد داخل مدينة جوبا أكثر من 200 محطة لتمركز سائقي البودا بودا أغلبها في مداخل المناطق السكنية وأمام الفنادق والمؤسسات الحكومية والمستشفيات، لكنها ممنوعة من الوقوف داخل المطار لدواع أمنية.
يقول بيتر مناس، الطالب بالسنة الرابعة بكلية الآداب بجامعة جوبا لـ(ألترا سودان) :" أنا اعمل كسائق بودا – بودا لتوفير احتياجاتي ومتطلباتي الدراسية، فأنا قادم من الولايات، وليس لدى من يعولني أو يتكفل بمصروفاتي الدراسية، العمل في البودا مجزي جدًا، فأنا احقق منه دخًلا شهريا يقدر بـ300 دولار أمريكي".
هذا وأصبح قطاع البود بودا واحدًا من القطاعات المهنية المعترف بها رسميًا من قبل الدولة، حيث تم تقنين عمل السائقين من خلال تسجيلهم تحت نقابة خاصة بهم اسمها (نقابة سائقي البودا بودا) وهي جسم منتخب، تتمثل مهامه في تسجيل جميع السائقين ومنحهم بطاقات تسهل من عملهم مع شرطة المرور وتميز بينهم وبقية المجموعات الإجرامية التي تنتشر في المدينة وتمارس السرقات باستخدام ذات الدراجات النارية.
اقرأ/ي أيضًا: تكريم فيلم من جنوب السودان في مهرجان "سيليكون فالي" للأفلام الأفريقية
أما جيمس نينانق من نقابة سائقي البودا بودا بجوبا فقد قال لـ(الترا سودان) :" حتى الآن يوجد لدينا ما يزيد عن الـ(3000) عضو وقد منحناهم بطاقات هوية لتسهل عملهم، كما إننا ننسق مع الجهات الأمنية لتوفير الحماية لهؤلاء السائقين، لذلك نقوم بتسجيل كافة بياناتهم عندنا، فقيادة البودا أصبحت مهنة تعتمد عليها الأسر في زيادة دخلها، لذا وجب تقنينها، كما نتنتعاون مع منظمات عديدة، أبرزها بعثة الأمم المتحدة، في تنظيم حملات التوعية الخاصة باجراءات السلامة لدى سائقي البودا والركاب".
ويفضل العديد من المواطنين استخدام البودا بودا على بقية وسائل المواصلات الاخري، بسبب الزحام الكبير في شوارع المدينة، فالبودا بالنسبة لهم تختصر الزمن على الرغم من المخاطر الكبيرة بسبب الحوادث وتهور بعض الشباب من السائقين .
يقول سانتو فيو، الذي يعمل موظفًا بإحدى شركات التأمين بالعاصمة جوبا في تصريحات لـ(الترا سودان) :"أنا في العديد من الاحيان استخدم البودا بودا لانجاز بعض المعاملات الخاصة بالشركة، فهي غير مكلفة ماديًا، وقياسًا بعامل الزمن، فأحيانًا أحتاج الوصول إلى مواقع الحوادث بسرعة، وهو أمر صعب جدًا في ظل الزحام خاصة في منتصف النهار، لذلك استخدم البودا بودا "
فيولا جيمس، وهي ربة منزل مقيمة بحي (قيم) الواقع في قلب المدينة فتقول إنها تستخدم البودا كوسيلة تنقل لأنه لاتوجد مواصلات عامة تؤدي لمنطقتها السكنية . وتضيف :" اعتمد على البودا في الذهاب للتسوق في كونجوكونجو، فنحن لاتوجد لدىنا مواصلات، البودا –بودا هي الوسيلة الوحيدة المتوفرة لدىنا وهي تساعدنا كثيرا في التنقل ".
هذا ويستخدم العديد من الأجانب العاملين في المنظمات الإنسانية وزوار المدينة، من الصحفيين والعاملين بسفارات الدول الأجنبية، البودا بودا للتنقل داخل المدينة ويقولون إنها تختصر عليهم الوقت لأنها تسلك الطرق الداخلية في الأحياء، وهي طرق لا يمكن للعربات السير فيها بسبب ضيقها ووعورتها.
تستخدمها الأسر كوسيلة لترحيل طلاب وطالبات المدارس ورياض الأطفال، من الأحياء الطرفية إلى المدارس المتمركزة في وسط المدينة
أصبحت البودا بودا بتلك الميزات التي تتمتع بها أكثر وسائل النقل طلبًا وشيوعًا بمدينة جوبا، خاصة أثناء ساعات الليل التي تنعدم فيها المواصلات العامة. وفي كثير من الأحيان تقدم مساعدة كبيرة للحالات المرضية الطارئة التي حتاج الوصول إلى المستشفي ليلًا على وجه السرعة، كما أنها تستخدم بواسطة الأسر كوسيلة لترحيل طلاب وطالبات المدارس ورياض الأطفال، من الأحياء الطرفية إلى المدارس المتمركزة في وسط المدينة .
اقرأ/ي أيضًا: