جدد قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، تحذيراته للقوى السياسية بالابتعاد عن القوات المسلحة، وشدد على أن من يتدخل في شؤون الجيش يعتبر عدوًا بالنسبة للقوات المسلحة، وهدد بـ"قطع ألسنة السياسيين" الذين يتدخلون في شؤونها.
وأوضح البرهان في خطاب للقوات اليوم الأحد بعد أقل من أسبوع من خطاب مماثل، أن القوات المسلحة منذ 2019 تحاول "إصلاح المؤسسة العسكرية"، ولن تسمح لأي سياسي بالتدخل في شؤونها من أجل تفتيتها والعبث بها.
قال إن الجيش سيقطع أيدي وألسنة من يمسه أو يتدخل في شؤونه
وقال البرهان إن الجيش مع الشعب السوداني في أن ينال مبتغاه وما خرج من أجله، وقال: "القوات المسلحة تقدر تضحيات الشباب، ونحن سند لهم ونريد منكم فهم الطرق الصحيحة".
وأشار البرهان إلى أن القوات المسلحة أجرت إصلاحات منذ العام 2019 بتأهيل الجنود والتسليح وتوفيق الوضع المادي، محذرًا بعض الجهات من إطلاق إشاعات حول نية جماعات سياسية تفكيك الجيش.
ونفى البرهان وجود تسوية ثنائية، وقال: "قدمنا ملاحظاتنا على ورقة من للحفاظ على استقلالية الجيش، وليكون موحدًا وحتى لا يتدخل السياسيون ويدخلون السوس معهم في الجيش"، مضيفًا أن الجيش فض الشراكة مع "الحرية والتغيير" في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، لأنها "دخلت داخل الجيش".
وأردف: "أي زول بتكلم في الجيش بالنسبة لينا عدو، ونحذر الإسلاميين والشيوعيين والبعثيين، ولن نتركهم يتحدثون في الجيش".
واتهم البرهان جهات لم يسمها بتحريض الضباط والجنود، وزاد: "نقول لهم أرعوا بي قيدكم وأبعدوا من الجيش لأنه لا يملك الانتماء لأي جهة سوى الجيش".
وقال البرهان إن رئيس حزب الأمة اللواء فضل برمة ناصر أبلغ السياسيين أن الجيش مثل "النحل يلسع من يقترب منه".
وأعترف البرهان بوجود تفاهمات مع "بعض الإخوان" في قوى الحرية والتغيير"المجلس المركزي"، وقال إن الجيش لمس فيهم الروح الوطنية والالتزام والعمل من أجل السودان.
وأضاف البرهان: "أبلغتنا هذه القيادات أنهم يعملون من أجل السودان وليس من أجل الحرية والتغيير أو إعادتها، ولا يوجد حزب يريد أن يعود إلى السلطة".
وتابع: "في رؤية واحدة نقعد فيها نصلحها ونعدلها ونشرحها، لكن الرفض لن ينقذ بلادنا من الخروج من هذا الوضع".
وقال البرهان إن السودان ظل لفترة ثلاثة أعوام يعاني من تراجع المصانع والشوارع الرديئة وتدهور الزراعة، موضحًا أن كل هذا الخراب ناتج عن تمترس الأحزاب كل خلف رؤيته.
وأوضح البرهان أن الجيش بمقدوره اتخاذ الحلول الأحادية، لكنه يريد التوافق ويريد سلطة مدنية يحرسها الجيش - حد قوله.
ونوه البرهان إلى أن السودان يتطلع إلى علاقات جوار مرنة مع جنوب السودان وإثيوبيا، ويود حل النزاعات بالطرق السلمية، قائلًا: "نريد حل مشكلة أبيي مع جنوب السودان".
وأعلن البرهان التزام السودان بحل نزاعاته مع إثيوبيا بشأن الحدود بالطرق السلمية، إلى جانب أزمة سد النهضة، وقال إن الخرطوم تريد علاقات جوار متزنة.
أكد البرهان أن السودان يدعم الاتفاق بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تيغراي
وأكد البرهان أن السودان يدعم الاتفاق بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تيغراي باعتبار أنه تضرر من الصراع أيضًا، مهنئًا الطرفين على الاتفاق الذي تشكلت ملامحه في جنوب أفريقيا.
وقال البرهان مخاطبا الجنود والضباط: "نحن وأنتم يد واحدة وأي شخص يلمس القوات المسلحة بالنسبة لنا عدو، ولن نسمح له وسنقطع له لسانه ويده؛ هذه هي بوصلة الجيش".