يواجه الميسرون الأمريكيون صعوبة في طرح رؤية لإيقاف الحرب في السودان بجلب الإمارات لتصبح ضمن دول الوساطة في إيقاف حرب السودان. يقابَل هذا المقترح الأمريكي بالرفض من بعض الحلفاء الإقليميين ممن يعملون على رعاية سلام محتمل في هذا البلد الذي مزقته الحرب خلال أكثر من ستة أشهر.
يواجه مقترح أمريكي بضم الإمارات إلى الوساطة في حرب السودان معارضةً من بعض الدول، ولذلك فإن تحوله إلى واقع ربما يكون مستحيلًا بحسب محللين
ذكر مصدر تحدث إلى "الترا سودان" أن الولايات المتحدة الأمريكية دفعت بمقترح إلى دول الإقليم، لضم الإمارات إلى الدول المشاركة في الوساطة لإيقاف الحرب وصناعة السلام السودان، ومع ذلك فإن تعامل الوسطاء الآخرين مع المقترح ربما لن يكون إيجابيًا – بحسب المصدر.
بدأت المفاوضات بين الجيش السوداني والدعم السريع في منبر جدة بالمملكة العربية السعودية منذ أيار/مايو الماضي. وخلال الجولات المتعددة لم تخلص إلى شيء سوى (14) هدنة هشة جدًا – حسب وصف المراقبين، ولذلك فإن الإستراتيجية الأمريكية بشأن تصميم مقترحات جديدة شملت الإمارات، لتصبح ضمن جهود تعزيز السلام في السودان، مع أن هذا المقترح يواجه "معارضة شرسة من بعض الدول المؤثرة".
ويقول الباحث في مجال الديمقراطية عباس الخير لـ"الترا سودان" إن الولايات المتحدة الأمريكية ربما أرادت وضع حدٍ للتقاطعات الدولية بشأن الحرب في السودان، ولذلك تعمدت وضع الإمارات لتعمل ضمن عملية السلام التي تتعثر في السودان منذ خمسة أشهر.
يعتقد الخير أن الوضع في السودان بات يشكل خطرًا على دول الجوار. وفي الوقت نفسه، فإن تعنت الطرفين بائن في عدم تقديمهما لأي تنازلات على طاولة المفاوضات، وهما في ذلك يعتمدان على السيطرة الميدانية حتى لا يجبرا على تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات – بحسب الخير.
ويرى الخير أن اجتماع القوى المدنية في أديس أبابا في 21 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، ربما يحدد مستقبل التفاوض بين الجيش والدعم السريع، وما إذا كان المجتمع الدولي سيتحرك جديًا لإنهاء النزاع في السودان أم لا.
والإمارات من دول الرباعية الدولية التي ضمت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا إلى جانب المملكة العربية السعودية، والتي نجحت في توقيع الاتفاق الإطاري بين العسكريين والمدنيين في السودان نهاية العام الماضي، قبل أن ينهار الاتفاق مع بداية الحرب في منتصف نيسان/أبريل الماضي. ومع ذلك، لم تشارك الإمارات مشاركةً فعالة في دفع جهود الاتفاق الإطاري العام الماضي.
وفي بداية النزاع المسلح في السودان، استقبلت الإمارات الرئيس الشادي محمد إدريس ديبي الذي حصل وقتها على قرض بلغ (1.5) مليار دولار أمريكي منهيًا مخاوف من أزمة اقتصادية في تشاد.
ويقول المصدر الذي تحدث إلى "الترا سودان" إن الولايات المتحدة الأمريكية ربما تتمكن من إقناع الحلفاء الإقليميين بتطوير خطة المحادثات بين الجيش والدعم السريع لتشمل القوى المدنية ودول مؤثرة في المنطقة. وأضاف: "سيشهد منبر جدة في المملكة العربية السعودية على الأرجح توسعًا مدنيًا وإقليميًا ودوليًا في الفترة القريبة المقبلة".
وأشار المصدر الذي فضل حجب اسمه إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها إشكالات تتعلق بطريقة تعاملها مع الملف السوداني عبر مبعوثين خاصين أو سفيرها في السودان، وتحاول مساعِدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية مولي في ضع "خطط أكثر فاعلية" للتعامل مع الأزمة السودانية.