قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في نيالا بجنوب دارفور أدت إلى مقتل (60) شخصًا على الأقل، فيما أصيب (250) آخرون، وفرّ ما يصل إلى (50) ألف شخص من منازلهم في مدينة نيالا – وفقًا للمكتب الأممي.
أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن مخاوفه من أن يؤدي استمرار القتال في نيالا إلى تدهور الوضع الإنساني "غير المستقر بالفعل في الولاية"
وقال المكتب في بيان اليوم اطلع عليه "الترا سودان" إن عدد الجرحى الذين يطلبون المساعدات تجاوز طاقة العاملين بالمستشفى "التركي" بنيالا، فيما يعيق استمرار القتال وصول الشاحنات المحملة بالإمدادات الإنسانية إلى المدينة.
وبحسب المكتب الأممي، يتسبّب استمرار الاشتباكات المتجدّدة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في مدينة نيالا منذ 11 آب/أغسطس الجاري في زيادة نزوح السكان المدنيين بقدر كبير.
وتجدّدت الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور في الفترة من 11 إلى 17 آب/أغسطس الجاري، مما أدى إلى نزوح آلاف الأشخاص إلى مناطق أخرى – وفقًا لمصفوفة تتبّع النزوح الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة.
وأعرب المكتب الأممي عن مخاوفه من أن يؤدي استمرار القتال إلى تدهور الوضع الإنساني "غير المستقر بالفعل في الولاية" وزيادة احتياجات الصحة والتغذية والمرافق الصحية والأمن الغذائي للفئات "الأكثر عرضة للمخاطر". وأشارت في الوقت نفسه إلى أنه قد يتعذر الوصول إلى بعض المناطق إذا أصبحت الطرق غير سالكة خلال موسم الأمطار الحالي.
ويعيش في مدينة نيالا بجنوب دارفور ما يقدر بنحو (401) ألف شخص، من بينهم نحو (95) ألف كانوا بحاجة إلى المساعدات الإنسانية حتى قبل النزاع، وفقًا للأمم المتحدة.
ونهاية الأسبوع الماضي، أعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها من التقارير التي تتحدث عن قصف عشوائي في مدينة نيالا بجنوب دارفور، داعيةً القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى وقف القتال المتجدد في المدينة. وشدد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية على أنه يجب ألا يدفع المدنيون الثمن النهائي للأعمال "غير المعقولة" للأطراف المتحاربة في السودان، داعيًا الطرفين إلى الامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي، بما فيها تلك المتعلقة بحماية المدنيين.