17-نوفمبر-2023
الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش

الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش (Getty)

أعلنت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الأفريقية مارثا أما أكيا بوبي أمام مجلس الأمن الدولي أمام أمس الخميس أن الأمين العام بدأ في "مراجعة إستراتيجية" لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (اليونيتامس) بهدف تزويد مجلس الأمن بخيارات حول كيفية تكييف ولاية البعثة لتناسب السياق الحالي بطريقة أفضل.

قدمت مساعدة الأمين العام للشؤون الأفريقية مارثا أما أكيا بوبي إحاطة لمجلس الأمن الدولي حول تقرير الأمين العام عن الحالة في السودان

وأوضحت مساعدة الأمين العام للشؤون الأفريقية أن المراجعة ستساعد على ضمان أن أهداف البعثة وأولوياتها تناسب احتياجات الشعب السوداني، وتدعم السودان في طريقه نحو السلام والاستقرار واستعادة الانتقال المدني.

وقالت مارثا بوبي إن الأمين العام عيّن السيد إيان مارتن لقيادة المراجعة الإستراتيجية.  

وقالت مساعدة الأمين العام للشؤون الأفريقية إن الوقت قد حان كي تدرك الأطراف المتحاربة في السودان عدم جدوى استمرار القتال وإعطاء الأولوية للحوار ووقف التصعيد. وشددت على ضرورة أن يجدد المجتمع الدولي التزامه بتنشيط جهود السلام في البلاد.

وقدمت مارثا بوبي إحاطة للمجلس، أمس الخميس، حول تقرير الأمين العام عن الحالة في السودان وأنشطة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتقديم المساعدة في الفترة الانتقالية (اليونيتامس).

ويغطي التقرير ما شهده السودان من تطورات في الفترة من 21 آب/أغسطس إلى 31 تشرين الأول/أكتوبر الماضيين.

https://t.me/ultrasudan

الحالة السياسية

قال تقرير الأمين العام للأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي إن الحالة في السودان تدهورت "تدهورًا خطيرًا" خلال الشهرين الماضيين، لافتًا إلى استمرار القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع حول "المناطق الإستراتيجية في الخرطوم وأم درمان وبحري" وتوسعه إلى مناطق جديدة مثل ولايتي النيل الأبيض والجزيرة.

ولفت تقرير الأمين العام إلى "تعثر" المبادرات الدولية والإقليمية الرامية إلى التوسط لوقف إطلاق النار وتيسير وصول المساعدات الإنسانية والتواصل مع من أسماهم "أصحاب المصلحة المدنيين" في إطار التحضير لعملية سياسية. وأشار التقرير إلى أن "القادة المدنيين" واصلوا بذل الجهود لإنشاء "جبهة مدنية موحدة مستقلة ضد الحرب" وإيجاد سبيل سياسي للخروج من الأزمة.

الحالة الأمنية

قال الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره إن "التقديرات المتحفظة تشير إلى أن (4,000) إلى (5,000) مدني قتلوا منذ بداية النزاع" بين الجيش والدعم السريع، لافتًا إلى أنه "من الصعب احتساب العدد الإجمالي للضحايا المدنيين".

وأوضح تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنه "أُبلغ عن وقوع (51) حادثة أمنية طالت موظفي الأمم المتحدة ومنظمات حكومية دولية ومنظمات غير حكومية"، وقال التقارير إن معظم الحوادث في الخرطوم، كما أبلغ عن حوادث "قطع طرق وابتزاز وسطو" عند نقاط التفتيش استهدفت موظفي الأمم المتحدة والوطنيين وقوافلها وأصولها.

حالة حقوق الإنسان

وقال تقرير الأمين العام للأمم المتحدة إن حالة حقوق الإنسان في السودان تشهيد "تدهورًا كبيرًا" مع تصاعد النزاع، لافتًا إلى أن "الطرفين واصلا شنّ هجمات عشوائية باستخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية".

وبحسب التقرير، سجلت "زيادة حادة في عمليات الاختطاف وحالات الاعتقال والاحتجاز التعسفيين وأعمال النهب والتخريب والهجمات على المشافي والمرافق الطبية واحتلالها مقارنة بالفترة المشمولة بالتقرير السابق".

وقال التقرير إن بعثة "اليونيتامس" وثقت (345) حادثة زعم فيها ارتكاب انتهاكات وتجاوزات لحقوق الإنسان وانتهاكات للقانون الدولي الإنساني، تضررت منها (2,672) ضحية، من بينهم (2,409) رجال و(158) امرأة و(105) أطفال.

ومن بين (345) حادثة موثقة، أفيد بأن (38) حادثة تعزى إلى القوات المسلحة السودانية تضررت منها (401) ضحية، وأفيد بأن (160) حادثة تعزى إلى قوات الدعم السريع تضررت منها (713) ضحية، و(102) حادثة تعزى بصورة مشتركة إلى القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وتضررت منها (1,136) ضحية – بحسب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة.

وقال التقرير إن الغارات الجوية التي تعزى أساسًا إلى القوات المسلحة السودانية ظلت توقع "خسائر كبيرة في صفوف المدنيين وتلحق دمارًا واسع النطاق بالممتلكات والبنية التحتية". ووثقت "اليونيتامس" مقتل ما لا يقل عن (283) مدنيًا فيما أصيب (295) آخرون معظمهم بسبب الغارات الجوية – وفقًا للتقرير.

ولفت التقرير إلى "تزايد مزاعم العنف الجنسي"، بما في ذلك حوادث الاغتصاب والاغتصاب الجماعي، في مناطق الخرطوم وكردفان ودارفور.

وقال التقرير إن المكتب المشترك لحقوق الإنسان تلقى "تقارير موثقة عن وقوع (53) حادثة من حوادث العنف الجنسي المرتبط بالنزاع"، تضررت منها (106) ضحايا على الأقل، لا سيما في مناطق الخرطوم ودارفور وكردفان. وأفادت التقارير بأن رجال يرتدون زي قوات الدعم السريع ضالعين في (36) حادثة كجناة في حين حُدّد رجال تابعون لقوات الدعم السريع كجناة في ست حوادث – بحسب الأمم المتحدة.

وقال التقرير إن الفترة المشمولة بالتقرير شهدت "زيادة ملحوظة في الانتهاكات الجسيمة المرتكبة ضد الأطفال"، ولا سيما القتل والتشويه والعنف الجنسي المرتبط بالنزاع. وقال التقرير إن فرقة العمل القطرية التابعة للأمم المتحدة تحققت من (314) انتهاكًا ضد (303) أطفال.

الحالة الاقتصادية والاجتماعية

قال التقرير إن (20,3) مليون شخص في جميع أنحاء السودان –أي أكثر من (42‎%‎) من السكان– عانوا من "مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد". ورجح أن يواجه نحو (15) مليون شخص "انعدامًا شديدًا في الأمن الغذائي".