11-أبريل-2024
إمداد عسكري في حدود دارفور

تشهد مدن وأقاليم دارفور أوضاعًا إنسانية في غاية الصعوبة جراء الحرب بين الجيش والدعم السريع

أعلن نائب منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، طوبي هارورد، أن الأمم المتحدة تعمل في جميع أنحاء دارفور، ولديها الوصول لجميع المناطق في الإقليم، ولكنها بحاجة للدعم المالي.

نائب منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أشار في تغريدة على حسابه بموقع "إكس"، إلى احتفاله بعيد الفطر في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وقال إنه عقد خلال الأيام الماضية اجتماعات إيجابية مع السلطات والأطراف العسكرية في مليط والفاشر، تتعلق بوصول المساعدات الإنسانية، والحاجة لزيادة التمويل الإنساني.

حذر نائب منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان من "موت الآلاف قريبًا جدًا" إذا لم تحصل الأمم المتحدة على التمويل اللازم

وشدد هارورد على وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى السكان في جميع الولايات المتضررة من الصراع في السودان، بغض النظر عمن يسيطر على المنطقة. كما أكد على الحاجة إلى زيادة وصفها بـ"الكبيرة" في التمويل الإنساني لتمكين الاستجابة بالحجم والنطاق المطلوب.

وتعاني العمليات الإنسانية من شح كبير في التمويل، وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت عن حاجتها لأكثر من أربعة مليارات دولار للاستجابة للأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب في السودان.

وحذر هارورد من "موت الآلاف قريبًا جدًا" إذا لم تحصل الأمم المتحدة على التمويل اللازم لتمكين الاستجابة في السودان لما وصفها بـ"الكارثة الإنسانية".

وفي مقطع فيديو مصور من الفاشر، حاضرة إقليم دارفور، قال هارورد إنه يسعده الاحتفال بعيد الفطر هناك. وطالب بتمكين الوصول للإغاثة في السودان، خاصة الغذاء والمواد الطبية والمأوى، لا سيما للفئات الأشد ضعفًا وحاجة.

وتحذر وكالات أممية من موت مئات الآلاف من النساء الحوامل والأطفال في السودان جراء انعدام الأمن الغذائي وشح الإغاثة وغياب الخدمات الأساسية، لا سيما في معسكرات اللجوء والنزوح التي تشهد ظروف مريرة في ظل تكدس الفارين من الحرب بأعداد كبيرة في مراكز إيواء مكتظة.

ولفت هارورد إلى أنهم يعملون مع كل الأطراف السودانية للسماح بالأعمال الإنسانية، وقال إن ذلك يتم وفق اتفاق جدة والقانون الدولي الإنساني. ووجه رسالة للدول المانحة والجهات الإنسانية بأن الأمم المتحدة موجودة في كل مناطق دارفور وهي بحاجة لتمويل إضافي لتوفير المساعدات إلى كل المحتاجين لها بسبب الحرب.

تصريحات هارورد تأتي بعد يوم من إعلان الدعم السريع تأمينها لقافلة الأمم المتحدة التي وصلت مدينة الفاشر. وكان نائب منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان قد نفى وصوله إلى الفاشر تحت حماية أي طرف مسلح.

لجنة وقف إطلاق النار بالفاشر

وأعلنت وكالة السودان عقد وفد الأمم المتحدة برئاسة طوبي هارورد، اجتماعًا بمقر لجنة وقف إطلاق النار الدائم في الفاشر، مع قيادات القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح.

وبحث الاجتماع تنفيذ خطة تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين والمتضررين من الحرب بإقليم دارفور، حيث أكد وفد الأمم المتحدة استعدادهم لتقديم المساعدات فورًا لمستحقيها بجميع ولايات دارفور.

اجتماع الأمم المتحدة مع لجنة وقف إطلاق النار بالفاشر
عقدت الأمم المتحدة اجتماعًا مع لجنة وقف إطلاق النار بالفاشر (سونا)

من جانبه دعا رئيس اللجنة، الفريق جمعة حقار، وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية  الإنسانية إلى  البدء في مزاولة عملها الإنساني  فورًا. وقال إن السكان في دارفور بحاجة ماسة إلى الغذاء والماء والصحة وغيرها من المستلزمات. مشيرًا -وفق ما نقلت الوكالة الرسمية للأنباء- إلى ضرورة وضع الاعتبار لموسم الخريف الذي قد يصعب من حركة  الشاحنات الكبيرة.

وتسيطر قوات الدعم السريع على أربع من أصل خمس عواصم في إقليم دارفور، بينما تسيطر الحركات المسلحة والجيش على ولاية شمال دارفور عاصمة الإقليم، والتي تشهد معارك متقطعة بين الحين والآخر.

وتسببت الحرب السودانية في أزمة إنسانية هي الأكبر في العالم، وتقول منظمات إن نصف السكان في السودان على مقربة من الجوع، بينما رصدت حالات موت بسبب سوء التغذية الحاد، لا سيما وسط الأطفال والشرائح المعرضة.