اقتصاد

اقتصادي لـ"الترا سودان" يُحذر من الانهيار الكامل للأوضاع الاقتصادية في السودان

19 يناير 2024
الاقتصاد السوداني ينهار.jpg
(Getty) السودانيون اليوم على أعتاب الشهر التاسع دون الحصول على الأجور المالية
محمد حلفاوي

حذر الباحث الاقتصادي أحمد بن عمر، من أن الأوضاع الاقتصادية في السودان في طريقها إلى "الإنهيار الكامل"، بسبب تمدد الحرب إلى الولايات منذ الشهر الماضي، مشرًا إلى أن هذه المرحلة تسبق معاناة كبيرة قد تواجه ملايين السودانيين.

وقبيل اندلاع الحرب منتصف نيسان/أبريل الماضي، بقي سعر الصرف الدولار الأمريكي في السوق الموازي في حدود 560 جنيهًا، وبعد مرور تسعة أشهر من القتال قفز سعر الدولار في السوق الموازي إلى 1.118 جنيه، ما أدى إلى مضاعفة أسعار السلع الأساسية والوقود.

وتقول الأمم المتحدة، إن عوامل اقتصادية تعجل بوصول ملايين السودانيين، إلى مرحلة انعدام الغذاء والحياة الكريمة، خاصة مع استمرار القتال بين القوات المسلحة والدعم السريع.

قال الباحث الاقتصادي لـ"الترا سودان" إن طرفي القتال في السودان في انشغال دائم، بالبحث عن مصادر تمويل الحرب، في ظل أزمة اقتصادية خانقة

وأضاف الباحث الاقتصادي أحمد بن عمر في حديث لـ"الترا سودان": "في ولايتي الشمالية ونهر النيل من الولايات المنتجة للذهب، إذا امتدت رقعة الحرب، إليهما فإن الوضع بالتأكيد سينهار حتى في بورتسودان العاصمة المؤقتة للحكومة".

وقال بن عمر، إن استيراد السلع الأساسية قبل الحرب، كان يعتمد على محفظة السلع الاستراتيجية التي أسست قبل عامين، ومن بين أبرز المساهمين فيها شركة الجنيد المملوكة للدعم السريع، وبعد الحرب توقف الاستيراد عبرها.

وتابع بن عمر: "السودانيون اليوم على أعتاب الشهر التاسع دون الحصول على الأجور المالية، وتوقفت الزراعة بعد سيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة، التي تضم أكبر مشروع زراعي، وهذا يعني الموت البطيء الذي ينتظر نحو 25 مليون شخص في السودان".

ويعاني السودان من نقص مريع، في احتياطات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي، الذي سمح منذ العام الماضي للبنوك التجارية والحكومية بملاحقة السوق الموازي لتحديد سعر الصرف بشكل يومي حسب حركة تداول النقد الأجنبي.

https://whatsapp.com/channel/0029VaFCtreHrDZmdI1tuw1J

ويرى الباحث الاقتصادي أحمد بن عمر، أن الحرب أدت إلى فقدان نحو 400 منشأة صناعية، أغلبها في الخرطوم والجزيرة، والحكومة لن تتمكن من الحصول على الإيرادات من هذه المصانع، وبالتالي فقدان جزء كبير من موارد الموازنة المالية.

وقال بن عمر، إن الاجتماعات التي عقدها وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم في موسكو الأسبوع الماضي، مرتبطة بالبحث عن موارد وسلع أساسية مثل القمح، حيث تُعدّ روسيا من أكبر الدول المنتجة لهذه المادة الغذائية، لكن لا توجد ضمانات على أن موسكو ستوافق على إقراض السودان شحنات قمح.

وأردف: "هناك نقص حاد في الدواء داخل السودان في المدن الواقعة خارج نطاق الحرب، وارتفعت أسعارها بنسبة 400%، وهذا يعني عدم وجود علاج للمرضى وفقدان الأمل ما لم تتوقف الحرب".

وختم بن عمر حديثه لـ"الترا سودان"، بالقول: إن طرفي القتال سيضطرون للبحث عن مصادر تمويل الحرب، ولذلك لا يمكن هنا في ظل ارتفاع أصوات الرصاص الحديث عن وضع إنساني أو اقتصادي يخص المواطنين.

 

الكلمات المفتاحية

سوق في بورتسودان.jpg

السودان.. ثنائية الاقتصاد والحرب تسحق المواطنين

وضعت الحرب المواطنين في السودان أمام خيارات ضئيلة فيما يتعلق بتدبير الوضع المعيشي، في ظل ارتفاع نسبة التضخم مقتربة من 183% وفقًا لآخر إحصائية.


ميناء سواكن.jpg

سواكن.. فوضى الميناء تهدد اقتصاد السودان

نظرات ندم وحزن اعتلت عيني "أحمد بابكر" العائد إلى السودان، بعد خمس سنوات قضاها مغتربًا بالمملكة العربية السعودية، منبع هذه الأحاسيس ما تعرض له في ميناء سواكن، من معاملة أقل ما توصف بأنها سيئة من قبل بعض العمال الذين سرقوا أمتعته وخربوا أشياءه بصورة فظة، مثلما قال لـ"الترا سودان".


الذهب - قطاع التعدين.jpg

الموارد المعدنية لـ"الترا سودان": إنتاج البلاد من الذهب بلغ 13 طنًا في شهرين

كشفت الشركة السودانية للموارد المعدنية عن عودة أكثر من (65) شركة أجنبية للعمل في التعدين في البلاد، بعد مغادرتها بسبب حرب 15 نيسان/أبريل 2023.


الصمغ العربي.jpg

حرب السودان تهدد تجارة الصمغ العربي

يواجه الصمغ العربي السوداني، المكون الأساسي المستخدم في منتجات استهلاكية عالمية كالمشروبات الغازية والحلويات تهريبًا متزايدًا من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع

Sudan Army.png
سياسة

السودان.. هل يقود صراع الفصائل العسكرية المساندة للجيش إلى الاقتتال؟

في غمرة تقدم الجيش، اندلع تنافس محموم بين الفصائل على النفوذ ومواقع التأثير السلطوي ومراكمة الثروة والاعتبار، فاشتعل خلاف معلن بين القوة المشتركة لحركات دارفور المسلحة وقوات درع السودان من جهة، وبينهما معًا في مقابل كتائب الإسلاميين من جهة أخرى

كوبري توتي في العاصمة الخرطوم.JPG
أخبار

لجنة مقاومة: القوات المسلحة تسيطر على منطقة المقرن وفندق كورنثيا

أفادت لجان مقاومة إن القوات المسلحة السودانية تمكنت من فرض سيطرتها بالكامل على الجبهة الغربية من مناطق وسط الخرطوم، ويشمل ذلك حي المقرن وفندق كورنثيا، وقاعة الصدافة، وجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا "المجمع الغربي"، وكلية البيان.


عناصر من الجيش أمام القصر الجمهوري
سياسة

سيطرة الجيش على القصر الجمهوري.. دلالات سياسية ومرحلة جديدة

بعد قرابة العامين من المعارك الدامية التي مزقت العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات، أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على القصر الجمهوري، أحد أهم الرموز السيادية في البلاد.

القوات المسلحة - الجيش.jpg
أخبار

لجان مقاومة: انفتاح كبير للجيش في محلية أمبدة حتى تخوم سوق ليبيا

قالت تنسيقية لجان مقاومة كرري إن القوات المسلحة السودانية وقوات العمل الخاص، حققت اليوم الجمعة 21 آذار/مارس 2025 انفتاحًا كبيرًا في محلية أمبدة إلى تخوم سوق ليبيا.