كشف عدد من مراسلي القنوات الفضائية الأجنبية في السودان، عن تعرضهم لمضايقات واعتداءات من قبل الأجهزة الأمنية خلال تغطيتهم لأحداث المظاهرات الشعبية في ذكرى ثورة 21 تشرين الأول/أكتوبر 1964.
مراسل محطة خليجية: تعرض مصورو القناة للضرب بأعقاب البنادق من قبل قوات نظامية
وقال مراسل قناة سكاي نيوز عربية في السودان خالد عويس، لـ"الترا سودان"، إن قوة نظامية تهجمت على مصورين للقناة أثناء تغطية الاحتجاجات، لتقوم بحملهم على متن شاحنة (دفار) يتبع لقوات الشرطة، حيث تم الاعتداء عليهم بالضرب بأعقاب البنادق، وتم مسح التسجيلات التي قاموا بتصويرها.
اقرأ/ي أيضًا: الثورات السودانية والفشل المتلاحق للنخب السياسية
وأكد مراسل قناة سكاي نيوز عربية، منعه من مقابلة قائد القوة، وأضاف: "عندما حاولت الوصول لقائد القوة تم منعي، وحينها كان هناك نقيب شرطة في الموقع، وقد تعرف على هويتي بالفعل، ولكنه لم يتدخل وترك الأمر لبعض الأفراد ليقوموا بمنعي".
وأشار عويس إلى تلقيهم إعتذار رسمي من قبل مدير الشرطة بالولاية وحاكم ولاية الخرطوم أيمن نمر، ومكتب رئيس مجلس الوزراء.
في ذات السياق قال مراسل قناة الحدث في السودان، سعدالدين حسن لـ"الترا سودان"، إن قوة ترتدي زيًا مدنيًا قامت بالتهجم عليه أثناء البث المباشر لمجريات الأحداث، ومضى بالقول: "تهجمت علينا ثلاث سيارات وعلى متنها أفراد يرتدون الزي المدني ويحملون أسلحة نارية، وحينها كنا بالقرب من محطة مواصلات شروني".
,اكد سعدالدين إبراهيم، سماح القوة لهم بمواصلة البث، وزاد بالقول: "المظهر كان مشينًا للغاية، كل العالم كان يشاهد ذلك، لم نكن نتوقع مثل هذه الأحداث عقب انتصار الثورة الشعبية العظيمة".
وأشار مراسل الحدث، لاعتذار وزارة الإعلام من خلال بيان رسمي لها، إضافة لإدانة شبكة الصحفيين السودانيين للحادثة.
إلى ذلك أكد مراسل قناة الحرة في الخرطوم، عبدالباقي العوض، إلقاء القبض عليهم من قبل قوات الشرطة في منطقة بحري أثناء تسجيل الأحداث.
وقال العوض لـ"ألترا سودان"، شهدت منطقة الخرطوم بحري وتحديدًا شارع المعونة بين المؤسسة والمحطة الوسطى، مواجهات قوية بين المتظاهرين وقوات الشرطة عقب الساعة الرابعة عصرًا، ما أدى لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة، ليتراجع المتظاهرون قليلًا، وحينها كنا نقوم بتسجيل الأحداث".
اقرأ/ي أيضًا: الخرطوم.. عبوات الغاز والرصاص تعيد مشاهد أزمنة النظام البائد
وأكد مراسل قناة الحرة، إصدار توجيهات من إحدى آليات الشرطة القاذفة للغاز المسيل للدموع لأحد الأفراد، حيث طلب منا إيقاف التصوير وتسليمه الكاميرا، وقام بأخذ بطاقاتنا وعقبها تم حملنا على العربة القاذفة للغاز المسيل للدموع، وبعد لحظات طلبوا منا التحول لسيارة ماركة تايوتا دبل كاب.
مراسل الحرة: إطلاق البمبان بكثافة أدى إلى حدوث حالة احتقان وسط المتظاهرين
وأشار إلى أنهم أمروا مرة أخرى بالنزول من السيارة لمقابلة قائد القوة، والذي اطلع على هويتهم الصحفية ليقدم لهم اعتذارًا عما حدث لهم.
وقال العوض، إن إطلاق البمبان بكثافة أدى إلى حدوث حالة احتقان وسط المتظاهرين، ودعا مراسل الحرة إلى ضرورة تفهم السلطات لمهامهم الصحفية وعدم اعتراضهم، مؤكدًا على أنه لم يتلق أي اعتذار رسمي حتى الآن.
في سياق متصل تأسفت وزارة الثقافة والإعلام السودانية، عن المضايقات التي حدثت، ودفعت بإعتذارها لأجهزة الإعلام ومنسوبيها وللصحفيين المستقلين جراء ما حدث من مضايقات أو تعطيل أو عنف من قبل القوات الأمنية.
وقال بيان الوزارة إن التظاهرات شهدت عدة أحداث تعرض فيها الإعلاميون لقيود على تحركاتهم، وحوادث اعتداء على البعض منهم.
وأكدت الوزارة على الحق في التعبير والحركة والاحتجاج وإبداء الرأي وغيرها من حقوق الإنسان كحقوقٍ دستورية مكفولة بالقانون، وكثمرة جنيناها من ثورة ديسمبر المجيدة التي كانت شعاراتها حرية، سلام، وعدالة، حسب ما ورد في البيان.
وكشف البيان عن تواصل الوزارة مع مسؤولي الأجهزة الأمنية، وأضاف البيان: "تجاوبت الأجهزة فورًا مع بعض الوقائع، ووعدت بالتحقيق في الأمر، وسوف تتابع الوزارة بشكل لصيق أي تحقيقات أو بلاغات أو شكاوى متعلقة بهذا الأمر حتى تسود العدالة ويتحقق مبدأ سيادة حكم القانون والمساواة أمامه".
وأشارت الوزارة إلى أنها ستشرع في ابتدار مشاورات واجتماعات لصياغة بروتكول أو ميثاق متفق عليه يحكم العلاقة وأسس التعامل بين الأجهزة والمؤسسات الإعلامية والصحفيين والإعلاميين، والأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة بشكل عام، وذلك حتى لا تكون هذه العلاقة محكومة بالتقديرات الذاتية أو واقعة تحت تأثير الأمزجة الشخصية.
اقرأ/ي أيضًا: بومبيو: بدأنا عملية رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب
وقال بيان المكتب الصحفي لقوات الشرطة، إن الأوضاع سارت بشكل جيد من حيث التعبير والتنظيم مع بعض حالات إثارة الشغب ومحاولات إتلاف وتعدي من فئات محدودة ومعزولة تعاملت معها القوات بالقدر القانوني من القوة وباشراف مباشر وميداني من النيابة العامة، مؤكدة على صد محاولات لاختراق سوق سعد قشره بمحلية بحري من قبل مجموعة متفلتة.
أقرت الشرطة بوفاة مواطن وإصابة آخر
وأشار البيان إلى وفاة مواطن بمحلية شرق النيل تعرض لإصابة قاتلة، بجانب إصابة آخر يتلقي العلاج .
أقرأ/ي أيضًا
بنسودا في ختام زيارتها للسودان: الضحايا انتظروا وقتا طويلا للحصول على العدالة